منحدر خطير تمر به العلاقات السعودية المصرية إذا ما صح ما ترمي إليه الصحف السعودية في الفترة الأخيرة بعزم المملكة العربية السعودية رفع جماعة الإخوان المسلمين من قائمة الإرهاب، وذلك للضغط على مصر بعد تصويتها بمجلس الأمن لصالح المشروع الروسي.
وتأتي الخطوة السعودية المرتقبة بعد 3 أعوام من صدور قرار العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن العزيز، بوضع الإخوان على قائمة الإرهاب في إطار تأييده للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وخارطة الطريق التي أعلنها الجيش في الثالث من يوليو 2013.
وقالت إعلامية سعودية إن الفترة المقبلة ستشهد مشاورات قائمة في السعودية، لإيجاد تفاهمات بين المملكة والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، يأتي هذا في خضم عقد العديد من اللقاءات التي تأتي في لندن والرياض وإسطنبول بين قيادات إخوانية مماثلة، وذلك لإزالة اسم جماعة الإخوان من قائمة الإرهاب.
توتر العلاقات المصرية السعودية
وبحسب التقارير فإن اعتزام الرياض رفع اسم الجماعة من قوائم الإرهاب ناتج عن توتر العلاقات المصرية السعودية على خلفية تصويت مصر لصالح المشروع الروسي الخاص بالأوضاع في سوريا في مجلس الأمن ورد المملكة بوقف إمداد شركة "أرامكو" السعودية لمصر باحتياجاتها النفطية ما سهل مهمة جماعة الإخوان في تطبيع علاقاتها مع الرياض والمضي قدمًا في إزالة اسم الجماعة قريبًا من لوائح الإرهاب السعودية.
وتصنف جماعة الإخوان المسلمين إرهابية من عدد من الدول العربية على رأسها مصر، والممكلة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وسوريا، ويدرس الكونجرس الأمريكي مشروع لوضع جماعة الأخوان على قوائم الإرهاب.
مصالح
بدوره قال الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن المصالح هى التي تتحكم في مثل هذه القرارت للدول، لافتاً إلى أن المملكة السعودية لديها علاقات مع تنظميات متعددة من أجل خدمة مصالحها وهذا هو حال الدول العربية والغربية أيضًا.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن هذا القرار إذا ما اتخذته السعودية يصنف بالمكايدة السياسية لمصر، احتجاجا على موقف الأخيرة في التصويت في مجلس الأمن لصالح المشروع الروسي الخاص بالأوضاع في سوريا .
وأكد أن السياسات الخارجية للسعودية في عهد الملك سلمان تغيرت تماماً للأسوأ مع الدول العربية الكبرى، كما أن الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن يبدو أن عدم انتهائها أو الوصول لمخرج للسعودية منها أحدث تذبذبا في سياسات المملكة.
صديق الأمس عدو اليوم
فيما قال سامح عيد،ـ باحث فى الحركات الإسلامية، إن السعودية تتعرض لخطر عدم الاستقرار بسبب أسعار النفط وغيره من الأزمات السياسية الخارجية سواء في اليمن أو سوريا فضلاً عن عدائها لإيران التي تعبث بقوة في المنطقة العربية من خلال أذرعها في لبنان وسوريا واليمن لذلك أصبحت تعتبر صديق الأمس عدو اليوم والعكس إذا لم يكن متوافقا معها.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أنه حتى الآن لم تقرر السعودية رسميا رفع اسم الإخوان من قائمة الإرهاب، لكن طالما أن هناك حديث عن ذلك ومن صحف سعودية فهو بالون اختبار لقياس ردود الأفعال خاصة على المستوى المصري.
وأوضح أن هناك ضبابية في العلاقات السعودية المصرية حتى الآن لكن السعودية تستطيع أن ترفع إسم الإخوان من قائمة الإرهاب، مشيرا إلى أن علاقات الجماعة مع السعودية تاريخية وممتدة عن طريق استثمارات هناك ودعم سياسي كما أن السعودية بها منتمين للإخوان من أكبر رجال الدين هناك.
واختتم عيد:" على أية حال فإن السعودية تحتاج لحل أزماتها الأصولية الدينية، وفي الوقت نفسه أن هذا القرار إذا اتخذ سيشكل مكسبا كبيرا لجماعة الإخوان، على الرغم من أنه سيزيد النظام المصري غضباً وسخطا لكن الجماعة لا يهمها غضب النظام المصري لأن الوضع أساسا بينهما ملتهب وإنما يهمها الخليجي بشكل عام".