مأساة يعيشيها أهالي حلب منذ شن قوات النظام السوري مدعوما بطيران الدب الروسي بغاراته المتوحشة على الأحياء الشرقية من المدينة التي سيطر النظام على معظمها بعد تراجع المعارضة السورية.
عشرات الآلاف من النازحين أصبحوا عالقين على الجانب السوري من الحدود مع تركيا واتخذوا من الأرض المفتوحة مكانا للنوم في طقس شديد البرودة، أحداث وصفها البعض بأسوأ أزمة إنسانية خلال 6 سنوات من الحرب في سوريا.
أكبر موجة نزوح
ومع شدة القصف المتوحش واستهداف الأحياء السكنية خلال الساعات الماضية، نزح أكثر من 10 آلاف مدني من الأحياء الشرقية في حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، إلى القسم الغربي الذي تسيطر عليه قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبات عدد المدنيين الذي فروا منذ بدء قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له هجومه على الأحياء الشرقية منتصف الشهر الماضي نحو 130 ألفا، معظمهم نزح إلى الأحياء الغربية تحت سيطرة النظام.
المدينة شبه خالية من السكان فبعض الأحياء في شرق المدينة، والتي لا تزال تحت سيطرة الفصائل، فر أهلها بعد تيقنهم من أنهم لن يسلموا من القصف وأن الموت سيطالهم لا محالة.
المدينة أصبحت ركام
لحق دمار واسع النطاق بحلب الشرقية، حيث سويت المباني بالأرض بسبب القصف العنيف، تدمير كامل لكافة الطرق بالمدينة، وذلك نتيجة للقتال الطويل على الأرض والضربات الجوية حتى المدينة القديمة التاريخية في حلب لم تسلم من القصف كما نفدت إمدادات المساعدات الدولية، وتناقصت إمدادات الطعام، حتى قبل بدء الهجوم الأخير لقوات النظام لاستعادة شرقي حلب قبل ثلاثة أسابيع.
وقال شهود عيان إن المدنيين ينتظرون موتهم في كل لحظة، نتيجة القصف الجنوني لاذي لم يسبق له مثيل، وجثث المدنيين ملقاة في الشوارع، لافتا أن النظام والروس يستخدمون الأسلحة المحرمة دوليا على رقعة أرض لا تتجاوز الكيلو مترات، وللأسف العالم يتفرج على المسلسل الدموي.
قوات النظام تتقدم
وسيطرت قوات النظام، اليوم على حي الشيخ سعيد الاستراتيجي في جنوب شرقي حلب، بعد معارك عنيفة. كما استكملت، سيطرتها على حي الصالحين الذي كانت تسيطر على أجزاء منه. وتمكنت قوات النظام خلال أقل من شهر من السيطرة على أكثر من 90 في المئة من الأحياء الشرقية.
وبات وجود الفصائل يقتصر على عدد من الأحياء في جنوب شرقي المدينة.
ومنذ بدء هجوم قوات النظام، قتل 413 مدنياً في شرق حلب جراء الغارات والقصف، وقضى 139 مدنيا جراء قذائف أطلقها مقاتلو المعارضة على غرب المدينة.