القديسين والبطرسية.. الجرح واحد والتشابهات حاضرة

أثار انفجار الكنيسة البطرسية

في الصلوات أحلامٌ وأمنياتٌ، يتضرع بها العباد إلى الله، ومع كل قُداس يذهب الأقباط إلى محرابهم ليُحادثوا الله بها، بعدها يخرجون مُحملين بها يستقبلون عامهم الجديد،  مشهدٌ متكرر مع حلول ديسمبر كل عام واقتراب العام الميلاي من الانقضاء، لكن ثمة أحداثا أصابت هذا المشهد مرتين،  فصل بينهما 6 سنوات، ففي منتصف ليل 31 ديسمبر 2011 وفي صبيحة 11  ديسمبر 2016 تبدلت أركان المشهد. تطايرت أشلاء أجساد، وأصبحت أخف من أحلامهم وأمانيهم، وسبقتهم للسماء ، لتُخلف وراءها  صُراخا وعويلا.

 

ومع إعلان  القمص رويس مرقص، المتحدث  باسم كنيسة القديسين، الانتهاء من  التجهيزات والترتيبات اللازمة لإقامة الذكرى السنوية السادسة للتفجير الأسود، تزامُنًا مع أحداث العباسية، التي حدثت الأحد الماضي، هناك تشابهات بين حادثي "القديسين" و"البطرسية" نرصدها في هذا التقرير.

 

الخلفية التاريخية

 

تتمتع الكنيستان التي ارتبط الحدثين الإرهابيين بهما بخلفية تاريخية، فالقديسين اسمها" مار مرقس و البابا بطرس خاتم الشهداء"، وتُعد من الكنائس القلائل التي زارها البابا شنودة مرتين، الأولى كانت سنة 1972 و الثانية 1976.

 

 

فيما تتمثل أهمية " البطرسية" في أنها بُنيت بالطراز الإيطالي على مقبرة رئيس الوزراء الأسبق بطرش باشا غالي بعد تعرضه لأول محاولة اغتيال سياسي موجهة لمصري، فلم يسبقها أى حادث سوى مقتل قائد الحملة الفرنسية كليبر عام 1800ميلادية.

 

 

 

 

سخط بالشارع

 

ما أشبه الليلة بالبارحة، كلما تنطبق على وضع الشارع المصري قبل 6 أعوام، عندما وقعت حادثة " القديسين" والآن ، فالوضع لم يختلف كثيراً سخط بين قطاع عريض على سياسات الحكومة ومطالبات برحيلها، وشكوى المواطنين من المعاناة الاقتصادية، اضافة لتجاوزات الشرطة المتمثلة في الاعتداء على المواطنين.

 

فقبل حادث" القديسين" شغلت قضية تعذيب الشاب السكندري خالد سعيد حتى مقتله بأحد أقسام الشرطة، وحالياً تعددت حالات الاعتداء أخرها مجدي مكين الذي عُذب بقسم الأميرية حتى مقتله.

 

أول القرارات

 

تشابه كبير بين الحادثين، التصقا بهما أول قرار رسمي للحكومة المصرية بمجرد مرور 24 عليهما، وهو صرف تعويضات للضحايا والمُصابين بالحادث، مع اختلاف القيمة، ففي " القديسين" صرفت وزارة التضامن حينها 20 ألف جنيه لكل متوفي و5 للمصاب.

 

فيما قررت الحكومة الحالية صرف 10 ألف جنيه للمتوفي  5 الآف للمصاب.

 

 

احتفالات

 

وافق الحادث الإرهابي بتفجير كنيسة " القديسين" احتفالات العالم بأعياد الميلاد المجيد، نفس الأمر ينطبق على حادث" البطرسية" الذي حدث بالتزامن مع احتفالات المسلمين بالمولد النبوي الشريف.

 

كثرة الضحايا

 

هناك تشابهًا  بين الحادثين في ارتفاع عدد الضحايا وتجاوزهم الرقم 20، حيث وصل عدد ضحايا" القديسين" إلى 24 .

 

فيما أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا التفجير الإرهابي بكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية  إلى 25.

 

 

على الهامش

 

“القديسين و البطرسية" ليسا الحدثين الوحيدين للاعتداء على دور عبادة الأقباط،فمنذ 2013 حتى الآن بحسب" ويكي ثورة" هناك 83 حالة اعتداء على دور عبادة لأقباط في 17 محافظة في أغسطس 2013، بعد فض اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في رابعة العدوية والنهضة.

 

وتصدرت محافظة المنيا المرتبة الأولى في عدد وقائع الاعتداءات على دور عبادة للأقباط بعدد 30 واقعة، تليها محافظة أسيوط 12 واقعة، ثم الجيزة 10 وقائع، والفيوم 6 وقائع.

 

و أيضا فإن محافظتي القاهرة وسوهاج شهدتا 5 وقائع اعتداء لكل منها، وشهدت محافظة السويس 4 وقائع، فيما شهدت الإسكندرية، والغربية، وقنا حالتي اعتداء لكل منها.

 

ووقع اعتداء واحد فقط على دور عبادة الأقباط في محافظات المنوفية، ودمياط، وكفر الشيخ، وبني سويف، وشمال سيناء.

 

وقتل 25 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في انفجار وقع بقاعة الصلاة في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بحي العباسية أثناء صلاة قداس الأحد.  

 

  توثيق الاعتداءات على دور عبادة وممتلكات الأقباط "ويكي ثورة"

 

مقالات متعلقة