سقطت حلب تحت مرأى ومسمع من العالم أجمع، المدينة أضحت كومة من الأنقاض.. قتل وتشريد وتهجير.. مشهد مأسوي يشبه الزهور الذابلة.. يتحرك الناس كأنهم أشباح وسط الأنقاض، منهم من نالته الغارات المتوحشة فأفقدته فلذة كبده، ومنهم من التهمت النيران عائلته بالكامل، وهناك من فروا بأرواحهم من القصف الذي لا يهدأ.. الدمار في حلب شامل، والمدينة ركام..
همسة في أذنك: هذا غيض من فيض لأهوال الحرب في حلب.
في الجزء المتبقي من المناطق التي بيد الثوار ومقاتلو المعارضة في مدينة حلب المنكوبة، والتي تقلص حجمها إلى ما يقارب 2 كم فقط، بعدما سيطرت قوات النظام السوري على 7 أحياء إضافية منها "بستان القصر" والفردوس"، ما يزال يصارع مقاتلو المعارضة الثبات، برفقة عدد كبير من المدنيين، لم تسمح لهم آلة الحرب بالخروج إلى أي مكان آمن، حيث إما البقاء والموت، أو التسليم لقوات الأسد، ما يعني موتاً آخر تحت التعذيب. ويتركز قصف عنيف غير مسبوق تستخدم فيه جميع الأسلحة المحرمة دولياً، كالنبالم، والعنقودي، والفوسفور، تحرق كل شيء من معالم المدينة، وذلك على الأحياء المتبقية حتى الآن وهي "الأنصاري، المشهد، صلاح الدين، الزبدية". وكتب عدد من النشطاء المحاصرين في الجزء المتبقي من المدينة رسائل إما على شكل فيديو، أو على شكل عبارات على المواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا فيها أن "القيامة" هي ما يحدث على الأرض الآن، وأنهم قد يموتون في أي لحظة.
وقال أمين الحلبي المحاصر داخل حلب، "أنا بانتظار الموت او الأسر، من قبل نظام الأسد، ولكن يشرفني أن أموت منتصراً على تراب أرضي خيراً من أن يأسروني أو أن أكون من صفوف ميلشياتهم التي لا دين لها".
وتابع أمين "سامحوني وادعوا لي بالمغفرة واذكروني بالخير، لعله آخر منشور أقوم بنشره بسبب تقدم قوات النظام علينا، حقاً ما يحصل في حلب الآن شبيه بيوم القيامة". ومن جهته قال أحمد مكية "حلب المحاصرة الآن، تشبه يوم القيامة، ما حدا سائل على حدا، وما حدا لحدا، والكل مابيعرف شو رح يعمل، ووين رح يروح، الله يلطف بس". وقالت هناء قصاب إن "حلب تمتلئ بالجثث والجرحى وفرق الدفاع المدني غير قادرة على الحركة ، وقصف عنيف بكل انواع الأسلحة يدمر البشر والحجر، شوارع حلب مكتظة بقتلى المسلمين، حسبنا الله ونعم الوكيل".
ونشر عمر عرب وهو صحفي مازال محاصراً في حلب مقطع فيديو شرح فيه آخر المستجدات معبراً عن الوضع السيء الذي وصلت إليه المدينة.
وتقدمت قوات النظام السوري الاثنين في مناطق جديدة شرقي حلب، بعد حصار وقصف جوي مركز على المنطقة دام نحو 5 أشهر، الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة تجمعت فيه قوات المعارضة ونحو 100 ألف نسمة من المدنيين. وفي وقت سابق الإثنين نقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام السوري باتت تسيطر على أكثر من 95 بالمئة من مدينة حلب، فيما تشير تقارير إعلامية إلى ارتكاب قوات النظام إعدامات ميدانية في المناطق التي تدخل سيطرتها في مناطق حلب الشرقية.