فيديو.. سائق توكتوك- طالب علوم- ملتزم| أهالى منشية عُطيفة يصفون المتهم بتفجير الكنيسة

صورة لأسرة محمود شفيق محمد مصطفى

ظلام الليل يسدل ستاره على منازل القرية كعادته، لم تركن لهدوئها المعهود فالأبواب المغلقة لم توارِ سكانها وكشفت نظراتهم المترقبة عن العديد من المعانى التى تفسر مئات الأسئلة.  

فى حى "الأردن" بقرية "منشية عُطيفة" التابعة لمركز سنورس بالفيوم، الناس لم يناموا كعادتهم فى الثامنة مساءً، بل ظلوا بشوارعهم رغم البرد القارس حتى مطلع الفجر، فقريتهم أصبحت صاحبة شهرة عالمية، يأتي لها الزوار من كل مكان، يبحثون عن معلومة ما، والجميع يُشاهد فقط بدون التحدث لأحد.

فهناك يسكن "محمود شفيق محمد مصطفى" الذى أعلن عنه رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي أنه من نفذ تفجير الكنيسة البطرسية خلال مراسم قداس جنازة الضحايا أمس الاثنين.  

 

شاب قصير القامة، لونه قمحى يميل للسمار، جلبابه قصير ليس له علاقة بأحد، يأتى ويذهب فى حالة بدون التدخل فى حياة أحد، "المسجد والبيت والدراسة وسواقة التوك توك الذى يأكل منه عيش" حياته تقتصر على هذه الأشياء، لم يجمعه موقف بأحد الشباب فى القرية، بهذه الصفات بدأ أحد جيران محمود شفيق المتهم بتفجير الكنيسة البُطرسية بالعباسية التحدث لمصر العربية عنه. فى عام 2014 تم القبض عليه فى إحدي المظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، وتم الإفراج عنه بعدها بفترة تقترب من الشهرين، وظل المخبرون ورجال المباحث يترددون على منزلهم، الأمر الذى جعله يهاجر إلى القاهرة. ويُتابع جار المتهم لم يكن له أي أصدقاء فى القرية إلا واحد فقط، أعتقل معه فى 2014، ولم يخرج حتى الآن.  

منذ 13 عامًا، وجدنا والد محمود الذى كان يعمل صولًا فى الجيش جاء إلى القرية مصطحبًا زوجته وثلاث شباب وثلاثة فتيات، يسكنون بمنزلهم الصغير المكون من طابقين، وهم منعزلون عن الآخرين بصورة كاملة.  

حليمة اسم والدته، وهو على مسمى فهى صابرة على البلاء، وكل شىء تتعرض له، قبل أن يتوفى زوجها بذبحة صدرية منذ عام ونصف. شقيقته الكبرى متزوجة فى قرية مجاورة لنا، والوسطى بالمدرسة الثانوية الفنية، والصغري بالمرحلة الابتدائية، أما الشباب فالكبير منهم متزوج ويعول تؤام، وتم القبض عليه أمس من منزله، والصغير كان يقضي خدمته العسكرية، وتم القبض عليه فى شهر فبراير الماضي. صوت الصراخ يعلو منزلهم منذ الواحدة ظهرًا، ولا يعرف أحد السبب، ولكن والدته خرجت وأخبرت الجميع أنها غير متأكدة من الصورة التى تم تداولها لابنها والاتهام الذى وجهه له رئيس الجمهورية. أقوال وتفسيرات عديدة وكثيرة من سكان المنطقة ولكن قليل من يعرف الحقيقة ويعرف محمود بصورة شخصية.  

"يلعن أبو الحب اللى يعمل فى صاحبة كده"، كلمات ألقاها أحد مشايخ القرية بدون قصد، حرصت "مصر العربية" على أن تُلازم الشيخ لكى تعرف هل يتحدث عن شىء خاص بالقضية أم لا، و أكد أن محمود كان يحب فتاة من جيله بالقرية التي يسكن فيها، ولكن ظروف الحياة وقفت عائقا أمامهم، وتزوجت من غيره، وهذا الأمر غيّر في شخصيته بدرجة كبرى.  

شاب ملتزم أخلاقيًا ودينيًا، ليس لدية الشجاعة الكافية ليقوم بتفجير كنيسة، ولكن من الممكن أن يكون قد انضم لجماعة محظورة خلال الفترة التى ترك فيها القرية، بهذه الكلمات أكد شخص آخر الصفات الحسنة لدى محمود المتهم بتفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية. بقهقة عالية قال أحد الشباب يبدو من مظهره أنه مثقف، أن كل ما يحدث ما هو إلا ضجة إعلامية فقط، وأن محمود ما زال على قيد الحياة بالسودان، الأمر الذى أكدته شقيقته الكبرى.  

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن، هوية الانتحاري الذي فجّر نفسه بالكنيسة البطرسية بالعباسية الملحقة بالكاتدرائية، والذى خلف عنه 25 قتيلا و49 مصاباً من الأقباط، أغلبهم من النساء والأطفال. شاهد الفيديو:

مقالات متعلقة