حلب| مدينة الموت تستغيث.. محارق ومذابح وإعدامات جماعية

حلب تُباد

 

قال المقدم إبراهيم الطقش أحد أهالي حلب والمقاتل الميداني بصفوف المعارضة: إن شبيحة الأسد وإيران ينتقمون من الأهالي، فيقتلون ويحرقون كل ما يجدوه، المدينة تحولت لركام والدماء والجثث تملأ الشوارع، والموت في كل مكان.

 

وأوضح شاهد العيان لـ"مصر العربية" كل شيء أُبِيد، عشرات الإعدامات الجماعية، أكثر من 300 حالة إعدام جماعي رميًا بالرصاص، غالبيتهم لنساء وأطفال، حتى الأطباء لم يسلموا من مليشيات الأسد، وطالتهم رصاصات الشبيحة.

 

الأطفال يحرقون أحياء، والنساء يغتصبون، الأهالي يختبئون تحت ركام المنازل وهم يرددون "ما إلنا غيرك يا رب"، قائلا: "ما يحدث بحق أهالي حلب إبادة جماعية، حلفاء الأسد من الشيعة يحرقون الناس أحياء.

 وتابع: الآن محارق في حي البستان والفردوس، وبستان القصر، وحي الكلاسة، وبعض مناطق السكري، قائلا: "الخناق يضيق على المقاتلين الأحرار، وللأسف راجمات الصواريخ والقصف الجوي لم يتوقف ولو لدقائق.

  

نعم ترتكب مجازر فظيعة ضد المدنيين، حولت أحياء حلب لمقابر جماعية، الكلام لا يزال على لسان الطقش، لافتًا أنه عار على العالم أن يقف مكتوف الأيدي ضد ما يتعرض له المدنيون في حلب.

 

وأكمل: "في الـ12 ساعة الأخيرة فقط، هرب قرابة 10 آلاف مدني من الأحياء المحاصرة، إلى غرب حلب بمناطق سيطرة النظام، وللأسف يواجهون الموت أيضًا. "لم تعد هناك مناطق آمنة يلجأ إليها الأهالي، الأطفال والنساء تائهون في الشوارع وعلى ركام المنازل، ونحن لن نترك سلاحنا ولو لآخر رصاصة معنا.

 

من جانبه، ناشد المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، المجتمع الدولي بضرورة المساعدة لإجلاء المدنيين وضمان حرية الوجهة، مؤكدًا أن الجيش الحر لا يمانع خروجهم بضمانات دولية.

 

وأكد أبو زيد في تصريحات صحفية أن قوات النظام السوري تجبر الفارين من حلب على القتال إلى جانبها.

 

طالب رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للتفاوض الرئيس الفرنسي بالتدخل سريعاً، لإنقاذ آلاف المدنيين من تحت الأنقاض، والضغط دولياً على بوتين والأسد لإيقاف القصف وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة.

 

في حين، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن الآلاف نزحوا "من الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي الفصائل في حلب إلى القسم الغربي خلال الـ24 ساعة الأخيرة"، مؤكداً أن "بعض الأحياء في شرق المدينة باتت خالية تماماً من السكان".

يذكر أن حلب شمالي سوريا هي إحدى محاور الصراع الكبرى وتأتي أهميّتها بالنّسبة إلى النّظام لكونها أكبر المدن السوريّة، وعاصمة البلاد الاقتصاديّة، إذ كان يقطن في محافظة حلب 6 ملايين نسمة قبل اندلاع الثورة فيها، في يوليو من عام 2012، كأكبر تجمّع سكاني في سوريا.

 

وتقدمت قوات النظام السوري، في مناطق جديدة، شرقي حلب، الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة.

 

كما يتركز قصف عنيف الآن وغير مسبوق تستخدم فيه جميع الأسلحة المحرمة دوليًا، كالنبالم، والعنقودي، والفوسفور، تحرق كل شيء من معالم المدينة، وذلك على الأحياء المتبقية حتى الآن وهي "الأنصاري، المشهد، صلاح الدين، الزبدية".

 

ويحدث ذلك أيضا في الجزء المتبقي من المناطق التي بيد الثوار في مدينة حلب المنكوبة، والتي تقلص حجمها إلى ما يقارب 2 كم فقط، بعدما سيطرت ميلشيات الأسد على "بستان القصر" والفردوس"، ما يزال يصارع الثوار للثبات، برفقة عدد كبير من المدنيين، لم تسمح لهم آلة الحرب بالخروج إلى أي مكان آمن، حيث إما البقاء والموت، أو التسليم لقوات الأسد، ما يعني موتاً آخر تحت التعذيب.

 

وفي وقت سابق نقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام السوري باتت تسيطر على أكثر من 95 بالمئة من حلب.

مقالات متعلقة