مشاهد مرعبة يرويها شهود عيان من حلب

مشاهد مرعبة من حلب

 

وسط الغارات.. حلبيون يهرعون بحثًا عن مكان آمن ولا يجدون، أطفال مزقتهم حُمحم القنابل الروسية، ونساء مغلوب على أمرهن اغتالتهم وحشية الشيعة..

رائحة الموت تفوح من كل اتجاه، المحارق في كل مكان، وأصوات صرخات النساء والأطفال والعجائز لم تتوقف منذ الصباح.. هكذا الحال في حلب مدينة الموت.

 

مشاهد مرعبة يرويها شهود عيان من المدينة المنكوبة وخارجها، واحدة تتحدث عن محارق جماعية ضد المدنيين، وثانية عن افتراش الشوارع بالجثث، وثالثة عن استيلاء النظام وشبيحته على مؤن غذاء المدنيين، ورابعة تتحدث عن اغتصاب وقتل واعتقالات وقصف ومحارق.. عفوا حلب أبيدت.

عندما ترمي النساء بأنفسهن من أعالى المباني خشية وقوعهن بأيدي عصابات الأسد لكي لا يتعرضن للاغتصاب، يتوقف كل شيء ويعجز اللسان عن الحديث، فالمصاب جلل والأمر فاق حدود الإنسانية.. هكذا وصف أحمد المسالمة أحد أهالي درعا بعضا من المشاهد المرعبة التي يتعرض لها المدنيين بحلب.

 

وأوضح المسالمة لـ"مصر العربية" أن القتل الممنهج من روسيا وعصابات الأسد والإعدامات الميدانية والقتل بالقصف بكل صنوف الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليًا.. يسترجعنا العقل والذاكرة إلى مقولة عبد المطلب جد النبي محمد رسول الله، عندما قال إن للبيت ربا يحميه.

 

وأوضح، "نحن نقول الآن إن لحلب ربا يحميها بعد كل هذه المجازر والأعمال العسكرية الجبروتية الهائلة بحق المدنيين والعزل بصمت دولي وعدم القيام بإجراء سريع على الأرض لوقف الآلة العسكرية الدموية للأسد وروسيا فسنقول إن لحلب ربا يحميها.

وتابع: "معلومات ترد عن حرق أطفال ونساء بحي الفردوس بحلب من الميلشيات الطائفية وقتل للكوادر الطبية بقلب حلب، فإننا أمام إجرام ممنهج بدون رادع، قائلا: "هذا الإجرام فاق كل ما قرأنا عنه بكتب التاريخ وتواردت أخباره من الماضي عن طغاة وقتله عبر العصور، فإجرام روسيا وإيران والأسد فاقت كل جرائم التاريخ القديم والحديث. نسأل الله أن يحمي حلب"

 

أما عبد الرحمن القيطاز أحد أهالي حلب، أرسل استغاثته للعالم عبر "مصر العربية" قائلا: "والله نموت كل لحظة، الجثث تملأ الشوارع، لا طعام ولا دواء ولا مأمن، مضيفا: "القذائف تتساقط كالمطر في شوارع عدة، الرصاص يطال الجميع، فالقتل عشوائي من لم يستطع الاختباء يطاله الرصاص..

أرصفة حلب والتي كانت تعج بالمدنيين والمأكولات والذكرى السعيدة، أصبحت كالمقابر الجماعية، روائح الموت تفوح منها، والجثث تملأ ما تبقى من المنازل والطرقات" نعيش أهوال يوم القيامة".

 

لم نسمع سوى أصوات الرصاص وصرخات النساء والأطفال، أحياء حلب أصبحت ركاما، في الكلاسة والفردوس والبستان وغيرها من الأماكن.

 

ومن داخل أحد المستشفيات الميدانية المحاصرة في حلب، يؤكد الطبيب سالم أبو النصر أن المدينة توشك أن تتحول إلى ساحة مجزرة، وطالب بالعمل على وقف قصف المدنيين، قائلا إن المطلب الأساسي لأهالي حلب الآن هو وقف القصف.

 

من جهته، وجه الناشط السوري جود الخطيب رسالة من الأحياء المحاصرة شرقي حلب قال فيها إن المطلب الوحيد الآن ليس إخراج المدنيين من المناطق المحاصرة، بل وقف ما وصفه بشلال الدم.

 

في حين قال، بلال عبد الكريم وهو أميركي يعمل مراسلا لمؤسسة (أخبار من الميدان) عبر فيديو بثه على صفحته، إن الكلمات التي سجلها قد تكون الأخيرة وإن قوات النظام السوري تكاد تُطبق على شرقي حلب بالكامل والغارات الجوية تزداد ضراوة.

وفي سياق القتل والتجويع شرق المدينة، قال بر يتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي (المعارض) لمدينة حلب إن "النظام استولى على مخزوننا الغذائي في حلب، كما استولى على مخازن الطحين، حيث لم يعد يوجد غذاء بالمدينة".

 

وتتزايد المخاوف لدى المدنيين من أن قوات النظام تعتبر أن كل من لم ينزح إلى مناطقه خلال الأيام الماضية يشكل الحاضن الشعبي للمعارضة المسلحة، مما يعرضهم لعمليات انتقام واسعة.

 

وأضاف، بريتا حاجي حسن، أن قوات النظام استولت على مؤن غذاء المدنيين في حلب.

 

وأكدت في تصريح لوكالة أنباء الأناضول أن "قوات النظام وداعميه سيطرت على المدينة إلى حد كبير وأن الخناق يضيق على المدنيين في المناطق المحاصرة".

 

من جهتها، أطلقت منظمات حقوقية وناشطون من داخل حلب، نداءات ومناشدات لتدارك الوضع الإنساني في حلب.

 

وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش، بيانًا طالبت فيه النظام السوري والمجموعات المسلحة، بالتحرك فورا دون قيد أو شرط، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.

 

ونقل البيان، شهادات لنشطاء وسكان في مناطق شرق حلب المحاصرة، قالوا إن الوضع في تلك المناطق سيئ للغاية، مع وجود نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، والصعوبة الكبيرة في تقديم المساعدة الطبية.

ونشرت الناشطة السورية، لينا الشامي، التي تعيش شرقي حلب، مقطع فيديو عبر حسابها على تويتر أمس، قالت فيه باللغة الإنجليزية "إننا نواجه إبادة جماعية هنا شرقي حلب، قد يكون هذا الفيديو الأخير لي.  50 ألف من المدنيين ممن ثاروا ضد الديكتاتور الأسد مهددون بالإعدامات الميدانية أو الموت تحت القصف.

 

وفي تسجيل صوتي أرسلته للأناضول، قالت الشامي إن الوضع الإنساني في المناطق المحاصرة بات كارثيًا، وهو يصبح أكثر سوءا شيئا فشيئا، حيث نفدت المواد الغذائية وكذلك الوقود والأدوية.

 

في المقابل، نشر الدفاع المدني في حلب أو "القبعات البيضاء" كما بات يُعرف، عبر حسابه على موقع تويتر، بيانا دعا فيه المجتمع الدولي لتوفير ممر آمن لخروج 100 ألف شخص، من حلب. وأضاف البيان "نعرف أن الأمم المتحدة لديها خطة لإخراجنا عبر غربي حلب، إلا أننا نريد ضمانات لأمن العاملين لدى الأمم المتحدة والعاملين معنا".

 

 

وتابع البيان "لا نصدق أن أكثر دول العالم قوة لا يمكنها إخراج 100 ألف روح، عبر 4 كيلومترات، إلى الأمان النسبي".

 

أما الأمم المتحدة فقالت إن القوات الموالية للحكومة السورية تقتحم الدور في حلب الشرقية وتقتل سكانها بمن فيهم النسوة والأطفال.

 

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية إنه حصل على معلومات موثقة ومعتمدة تفيد بأن 82 مدنيا أعدموا بشكل فوري في 4 من أحياء حلب الشرقية.

 

ومنذ 15 نوفمبر الماضي، قتل المئات وأصيب آلاف آخرون بجروح، جراء القصف العنيف الجوي والبري للنظام وداعميه على رأسهم روسيا، لمناطق المعارضة شرقي حلب.

 

وتقدمت قوات النظام السوري، مؤخرا  في مناطق جديدة شرقي حلب، بعد حصار وقصف جوي مركز على المنطقة، دام نحو 5 أشهر؛ الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة تجمعت فيه قواتهم مع نحو 100 ألف نسمة من المدنيين.

 

مقالات متعلقة