تجمّع اليوم الثلاثاء العشرات من الفرنسيين والسوريين في باريس، تنديدا بالقصف الذي تتعرّض له مدينة حلب السورية.
وتظاهر العشرات من الأشخاص أمام وزارة الداخلية وبالقرب من قصر الإليزيه (الرئاسي) في باريس، لدعوة السلطات الفرنسية والمجتمع الدولي إلى التعبئة من أجل حلب، بحسب مراسل الأناضول.
وتقدّمت قوات النظام السوري، أمس الإثنين، في مناطق جديدة شرقي حلب بعد حصار وقصف جوي مركز على المنطقة دام نحو 5 أشهر؛ الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة تجمعت فيه قوات المعارضة ونحو 100 ألف نسمة من المدنيين.
وخلال الوقفة الإحتجاجية التي حظيت بدعم حزب "الخضر" والاتحاد النقابي التضامني، ندد المتظاهرون بما اعتبروه "تواطؤا" من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، وبـ "الصمت" الدولي حيال ما يحدث في حلب.
وردّد المحتجون شعارات من قبيل "بشار سفّاح والصمت تواطؤ معه"، و"بوتين سفّاح وأوباما شريكه" في إشارة إلى الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، إضافة إلى "الأمم المتحدة متواطئة".
كما رفعوا يافطات كتب عليها "كفى صمتا ! حلب مقبرة الإنسانية"، و"روسيا هي الإرهابي الحقيقي في سوريا".
وداعين إلى سوريا "بدون داعش ولا بشار"، طلب المحتجون –رمزيا- "الصفح" من حلب وسكانها أمام "الصمت" الدولي حيال القصف الذي تتعرّض له من قبل النظام السوري.
وفي ذات الصدد، أبدى المتظاهرون عزمهم تنظيم العديد من الوقفات الإحتجاجية خلال الأسبوع الجاري، واحدة ستنظم في وقت لاحق اليوم أمام السفارة الروسية بباريس، في إطار ما أطلقوا عليه اسم "أسبوع الغضب".
وفي تصريح للأناضول، قال أحد المحتجين مفضلا عدم نشر هويته، أن "الإنسانية تحتضر أمام أعيننا، وهذا أقل ما يتوجّب علينا القيام به".
من جانبها، استنكرت استير بنباسا، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي عن إقليم "فال دو مارن"، لدى مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية، اللامبالاة الدولية إزاء ما يحدث في سوريا.
وقالت للأناضول: "تركنا لفترة طويلة المجموعات المعارضة والحكومة وروسيا، ووقفنا مكتوفي الأيدي مكتفين بالقول إنه شأنهم لوحدهم".
وانتقدت بنباسا سياسة "المكيالين" التي يتبناها المجتمع الدولي حيال أعمال العنف في كل من أوروبا وسوريا.
وتابعت: "عندما وقع هجوم شارلي (في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة في يناير 2015)، قدم إلى هنا جميع رؤساء الدول".
وأضافت أن "ما عليهم اليوم سوى التنقّل إلى ما وراء الحدود التركية مع الأمم المتحدة، والآن ينبغي فتح الممر الإنساني لإيصال الأدوية إلى حلب وتمكين الأشخاص من الفرار من المجازر".
وفي معرض ردها عن سؤال بشأن تدخّل محتمل للسلطات الفرنسية ضدّ ما يجري في سوريا، أعربت بنباسا عن "شكوكها" حيال "قدرة" السلطات على "فهم" رسالة المتظاهرين.