تسلسل زمني.. كيف سقطت حلب

قصف حلب

يرى البعض أن استعادة السيطرة الكاملة على حلب أمر حاسم لمستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب متعددة الأطراف التي دخلت عامها السادس.  

وفقد مقاتلو المعارضة الذين يسيطرون على القطاع الشرقي من المدينة منذ الأيام الأولى للحرب أغلب أراضي جيبهم المحاصر في هجوم شنته قوات النظام.  

وكانت حلب التي تشتهر بصناعة المنسوجات والصابون وبقلعتها المسجلة في التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية العلم والثقافة (يونسكو) المركز الاقتصادي لسوريا وكانت لها أهمية تاريخية وثقافية كبيرة.  

وفيما يلي التسلسل الزمني للأحداث الرئيسية التي وقعت في المعركة للسيطرة على المدينة.  

2011: اندلاع العنف في سوريا بعد حملة شنها النظام على محتجين مطالبين بالإصلاح في مارس 2011 خرجت مظاهرات حاشدة في العاصمة السورية دمشق تطالب بالإصلاح السياسي والحقوق المدنية وإطلاق سراح سجناء سياسيين وامتدت المظاهرات سريعا إلى مدن أخرى. وشهدت حلب احتجاجات محدودة.  

2012: المعارضون يسيطرون على أجزاء من حلب

في أوائل عام 2012 سيطر المعارضون على مناطق ريف حلب من جهة الشمال الغربي وحاصروا قاعدة منغ الجوية وبلدتي نبل والزهراء اللتين تقطنهما أغلبية شيعية.  

وأُطلقت النيران لأول مرة على المتظاهرين في حلب في يوليو 2012 وبدأ المتظاهرون يقاتلون من أجل المدينة نفسها. وسقطت مناطق ريف حلب الفقيرة بسرعة في أيدي مقاتلي المعارضة. وألحق القتال في المدينة القديمة دمارا كبيرا بالسوق المغطى التاريخي.  

2013: قطع الطريق السريع بين حلب ودمشق

قطع مقاتلو المعارضة الطريق السريع من حلب إلى الجنوب مما أجبر قوات النظام على استخدام طريق بديل أطول للوصول إليها من العاصمة.  

وتعرض القطاع الغربي الذي يسيطر عليه النظام من المدينة لحصار كامل تقريبا في حين قطع المعارضون كذلك لفترة وجيزة الطريق البديل. لكن في أكتوبر استعاد النظام وقوات متحالفة معها هذا القطاع وعززت مواقعها هناك.  

وفي ابريل 2013 انهارت مئذنة الجامع الأموي في حلب التي يبلغ عمرها نحو ألف عام بعد أن تعرضت لقصف أثناء القتال.  

2014: مقاتلو المعارضة والنظام يعززون مواقعهم في حلب

بدأت سيطرة النظام على سماء المنطقة تظهر إذ كثفت من استخدام الطائرات المقاتلة والهليكوبتر في قصف المعارضين.  

2015: مكاسب كبيرة للمعارضين وتدخل روسيا

حقق مقاتلو المعارضة سلسلة مكاسب وضعت النظام تحت ضغط في شمال غرب سوريا حيث تقع حلب. لكن في أكتوبر عام 2015 شنت روسيا أول ضربة جوية مما أضعف موقف المعارضين.  

2016: حصار وقصف شرق حلب أدى تقدم قوات النظم السوري والقوات المتحالفة معها بدعم جوي روسي إلى قطع الطريق المباشر من تركيا إلى شرق حلب الذي يسيطر عليه المعارضون واستعادة قاعدة منغ الجوية وإنهاء حصار مقاتلي المعارضة لنبل والزهراء والضغط على طرق إمدادهم.  

وفي يوم 27 يوليو طوقت القوات النظام بالكامل شرق حلب لأول مرة لكن الحصار كسر بعد عشرة أيام بهجوم مضاد شنه مقاتلو المعارضة على حي الراموسة الذي فتح لفترة وجيزة طريقا محفوفا بالمخاطر إلى داخل شرق حلب من الجنوب.  

وساعدت القوة الجوية الروسية ومقاتلون شيعة من العراق ولبنان الجيش على استعادة الراموسة في الثامن من سبتمبر ليحكم حصار شرق حلب. وفي يوم 22 سبتمبر شنت أعنف ضربات جوية منذ شهور على شرق حلب وأعلنت الحكومة عن هجوم جديد لاستعادة المدينة.  

وبعد قصف مكثف استمر أسابيع أصاب العديد من المستشفيات والبنية الأساسية المدنية أعلنت روسيا والحكومة السورية وقف حملتهما يوم 18 أكتوبر وحثتا مقاتلي المعارضة والمدنيين على مغادرة شرق حلب.  

وبدأ آخر هجوم للمعارضة لكسر الحصار يوم 28 أكتوبر من ريف حلب إلى غرب المدينة لكن بعد أن أحرز الهجوم بعض التقدم في أول يومين فقد زخمه وتبددت المكاسب خلال أسبوع واحد.  

واستؤنفت الضربات الجوية المكثفة على شرق حلب يوم 15 نوفمبر لتوقف عمل جميع المستشفيات بحلول 19 نوفمبر وفي يوم 28 نوفمبر  انتزعت قوات النظام السيطرة على القطاع الشمالي من الجزء الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة لتتقلص مساحته بأكثر من الثلث في هجوم خاطف.  

ووقع هجوم خاطف آخر يومي الخامس والسادس من ديسمبر  سيطر من خلاله النظام على حي الشعار وأغلب مناطق المدينة القديمة وترك مقاتلي المعارضة محاصرون في قطاع صغير في جنوب جيبهم السابق.  

وفي يوم 12 ديسمبر تقدم الجيش بعد أن سيطر على حي الشيخ سعيد إثر قتال مكثف استمر عدة أيام وتحت قصف جوي مكثف مما لم يترك لمقاتلي المعارضة سوى جزء صغير من المدينة.  

وفي يوم 13 ديسمبر وافق المعارضون على الانسحاب في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار يجري بموجبه إجلاؤهم إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة خارج حلب مع أسرهم وأي مدنيين آخرين يرغبون في المغادرة.  

لكن عملية الإجلاء لم تبدأ يوم 14 ديسمبر كما هو متوقع وألقى مسؤول من المعارضة اللوم على إيران وقوات شيعية تابعة لها متحالفة مع الرئيس السوري بشار الأسد في تعطيله. وقال معارضون إن وقف إطلاق النار سيستمر رغم التأخير.

مقالات متعلقة