اتفاق تقسيم مناطق بين أمريكا وروسيا .. لهذا أبيدت حلب

الجثث لم تجد من ينتشلها في حلب بسبب القصف المتواصل

لم يكن طبيعي للمشاهد أن تقف الولايات المتحدة الأمريكية تتفرج على سقوط حلب بل وإبادتها دون أن تحرك ساكنا بهذا الشكل وهي من كانت تدعم المعارضة المصنفة بالمعتدلة التي اتخذت من حلب معقلا لها، حتى أن الاتفاق الهش الذي جرى مع روسيا بهدف إخراج المدنيين والمسلحين وتخترقه الآن قوات بشار الأسد وحلفاؤه تركيا من تقف خلفه.  

بحسب ما يكشف محللون وساسة سوريون فإن اتفاقا روسيا أمريكا حول تقاسم المناطق في سوريا من جعل واشنطن قانعة بكل المجازر التي ترتكبها روسيا والنظام السوري والإيراني في حلب.

 

ومن أجل ذر الرماد في العيون طالبت أمريكا على استحياء بوقف الانتهاكات في حلب والتمكين من إدخال المساعدات الإنسانية، ولكن لم يكن لروسيا أن تستجيب في ظل عدم الجدية الأمريكية فكان الرد بإخراج المدنيين من بيوتهم أو إبادتهم.

 

مجازر

وتحدث شهود عيان عن إعدامات ميدانية ترتكبها الميليشيات الشيعية القادمة من لبنان والعراق بجانب قوات بشار الأسد بحق العشرات من المدنيين العزل حتى الأطباء يطلق عليهم الرصاص بحجة تقديمهم العون للمعارضة.  

وفي الساعات الأخيرة لم يستطع الدفاع المدني إحصاء أعداد القتلى نظرا لكثرتها حتى أنه وقف عاجزا أمام انتشال الجثث من تحت الأنقاض، ولم يعد من تبقى من أطباء قادرا على تقديم أي شيء للمرضى أو المصابين لجفاف الأدوية وكل مقتضيات الحياة.  

"القنابل العنقودية، والفسفورية، والفراغية والصواريخ المظلية، والبراميل المتفجرة، والغازات السامة والقصف المدفعي، والمروحيات" كلها وسائل استخدمها النظام السوري والروسي في محو مدينة حلب.

 

وفي وقت دعت فيه بعض الأطراف الدولية للتهدئة في حلب أعلنت روسيا صراحة أنها ستتعامل مع مسلحي المعارضة السورية  في حلب على أنهم إرهابيون رافضة أي وقف لإطلاق النار حتى إفنائهم.

 

وأبرم اتفاق لم يلتزم به أنصار بشار الأسد يقضي بخروج  المقاتلين والمدنيين إلى ريف حلب الغربي، ولكن عملية الإجلاء تأجلت في ظل انتهاك الاتفاق من جانب الأسد وحلفائه.

 

ميسرة بكور رئيس مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الإنسان السوري قال إن الأيادي و الدسائس الأمريكية والتآمر على الثورة السورية لا تخفى على أحد.

 

 

تقسيم المناطق  

وأشار في حديثه لـ"مصر العربية" إلى تقسيم المناطق في سوريا بين الأمريكان والروس وهذا بدأ منذ أن شرعت واشنطن في بناء قاعدة جوية في محافظة الحسكة شمال سوريا، ولها عدد كبير من المفارز التي تقاتل إلى جانب "المتطرفين" الكرد.

 

وتابع:" ظهر هذا بوضوح عندما بدأ الجيش الحر عملية درع الفرات المدعومة من تركيا في جرا بلس ومدينة الباب حيث رفعت القوات الأمريكية علم الولايات المتحدة في أماكن نفوذها وهي بالعشرات".

 

أما روسيا كما يروى بكور فقد حصلت على حصتها بدءا من مدينة طرطوس الساحلية ولكن الجديد هو أن الروس زادوا من حصتهم في سوريا المفيدة بإضافة حلب وربما إدلب،  بينما أمريكا حريصة على امتلاك مناطق النفط السورية في شمال شرق سوريا ودعم الكيان الكردي وتأمين الحماية له ومقومات الصمود.

 

الثورة مستمرة  

ورغم هذا يؤمن بكور أن من يروج بأن الثورة السورية انتهت يأتي من باب الحرب النفسية، مفيدا بأن هذا تردد منذ سنوات إبان الحرب على بابا عمرو الحمصية التي زارها بشار الأسد ليعلن انتصاره على الثورة وأيضًا وقت السيطرة على يبرود والزبداني.

 

ورأى أن ما حدث به فوائد رغم فجاعة ما وقع  بفضح كل المتخاذلين من عسكريين وسياسيين وتجار إغاثة، وضباط حواجز وتفتيش كما يسميهم، معتبرا أن سقوط المدينة سيكون صحوة بعد استيعاب الدروس والعبر وإعادة ترتيب البيت الداخلي من قوات عسكرية وقوة سياسية ثورية حقيقية.

 

واختتم:" يقول البعض أن المعارضة سقطت في حلب، وأنا أقول المعارضة سقطت في حلب وقبلها في داريا، وكل معارضة ستسقط بل هي ساقطة لأنها تخلت عن الثورة وقبلت أن تكون مجرد معارضة صوتية".

 

 

الشمال لأمريكا وغرب الساحل لروسيا  

واتفق معه في الرأي زكريا عبدالرحمن الخبير السياسي السوري مؤكدا أن اتفاقا روسيا أمريكا وقع على تقسيم المناطق في سوريا بأن الشمال السوري لأمريكا لإنشاء كردون كردي وتغيير الطبيعة الديموغرافية بما في ذلك الرقة ودير الزور والحسكة.

 

ولروسيا كما يضيف عبدالرحمن لـ"مصر العربية" غرب الساحل بما فيها حمص وحماة ودمشق وأضيف لها حلب ضمن مشروع سوريا المفيدة.

 

وذكر أن هذا الاتفاق الذي جعل تركيا تدخل سوريا بعملية "درع الفرات" لاقتطاع جزء من الشمال السوري حتى لا يصبح كاملا للأكراد ومن ثم يدشنون دولتهم التي يسعون لها من أمد بعيد.

 

وأكد أن النظام السوري أعيد تأهيله لتسليمه مناطق واسعة ومهمة في سوريا، وكان المريع ليس إخراج المسلحين من حلب وحسب ولكن تهجير السكان بالكامل أيضًا.

مقالات متعلقة