خبراء: حلب تباد.. والموقف العربي «عار»

حلب تحت حصار قوات النظام السوري

عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في حلب الشرقية، باتت حياتهم على المحك، وسط عمليات قتل للعشرات منهم، خلال تقدم قوات النظام السوري، منذ الإثنين الماضي.

 

وانطلقت مع عمليات القتل، رسائل يائسة من سكان حلب، تحث المجتمع العربي والدولي لإنقاذهم.

 

ومع تصاعد الأحداث في سوريا، أُثيرت التساؤلات عن موقف العالم العربي مما يحدث في حلب وما يتعرض له سكانها من "إبادة"؟، ليجيب سياسيون، واصفين الموقف العربي بـ "العار"، مؤكدين أن دول إقليمية ودولية باتت هى المتحكمة في مصير سوريا وغيرها من القضايا العربية، ولم يعد للدول العربية  يد في حلها.

 

بعدما توقفت نبراته عن الضحكات الساخرة بمجرد سؤاله عن الموقف العربي مما يحدث في حلب، قال مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الموقف العربي "عار" على العرب، بل لم يعد يوجد من الأساس عالم عربي.

 

وأضاف الغباشي، لـ "مصر العربية"، أن قضايا المنطقة العربية وفي القلب منها القضية السورية سُلمت طوعا أو كرها لقوى إقليمية ودولية لتتحكم هى في مصير هذه الدولة التي تشهد صراعات وقضايا ساخنة، ولم يعد للعرب يد في حلها.

 

وأردف أن قوى دولية أصبحت متلاعبة بقضايا الدول العربية، التي يسيطر عليها حكام تربطهم علاقات قوية بهذه الأطراف الإقليمية  والدولية أقوى من علاقاتهم بالدول العربية، لذا أصبح الوضع العربي في حالى يُرثى لها.

 

ورأى الغباشي، أن سوريا وليبيا خرجتا من المنظومة العربية، التي لم يعد فيها سوى مجلس التعاون الخليجي الذي يلملم نفسه بالتعاون مع قوى خارجية، مشيرا إلى أن جامعة الدول العربية هى أيضا في حالة احتضار .

 

ومن المقرر أن يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا، اليوم الخميس، على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة تونس لبحث الأوضاع المأساوية في حلب وذلك بناء على طلب من دولة قطر وأيدته عددا من الدول العربية.

 

وتساءل حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، "لماذا لم يتحرك العرب طوال الـ 5 سنوات الماضية؟"، مبديا تعجبه ممن يبحثون اليوم عن موقف العالم العربي مما يدور في سوريا، رغم أنه طوال هذه  المدة كان أيضا يُقتل المدنيين والأطفال والنساء.

 

وتابع هريدي، أنه للأسف الدول العربية نفسها منقسمة على الوضع ليس في حلب فقط ولكن في سوريا بشكل عام، مستطردا: "أشك أن يكون للدول العربية موقفا يسمح أن تكون طرفا فاعلا في الأزمة السوية وحلها ".

 

واعتبر  مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن ما تشهده حلب حاليا هو نتاج عجز العرب عن التعامل مع الأزمة السورية بشكل عقلاني منذ البداية، محذرا من أنه ما لم تحكم كل الأطراف المعنية العقل وتأخذ في عين الاعتبار مصلحة الشعب السوي بعيدا عن الانحيازات ستستمر تلك المجازر.

 

وعلى مستوى مصر، قالت النائبة شادية  خضير، عضو لجنة الشؤون العربية بالبرلمان، إن القضية السورية تشغل حيزا كبيرا داخل مجلس النواب، لافتة إلى أن اللجنة أعلنت رفضها لأي ممارسات غير آدمية يتعرض لها سكان سوريا ولاسيما حلب.

 

وأشارت خضير، إلى أن لجنة الشؤون العربية بالبرلمان رفعت توصيات لجامعة الدول العربية، تؤكد فيها على ضرورة اتخاذ موقف لحماية الشعب السوري وحماية الطفل والمرأة والتحرك السريع لإنقاذ المدنيين الذين  ليس لهم دورا فيما يحدث.

 

وشددت النائبة،  على رفضها لأي عنف في سوريا وعدم  الإنسانية وإهدار حقوق البشر الذي يتعرض له المدنيين بها، معربة عن ثقتها في أن جامعة الدول العربية ستتخذ خطوات تحافظ على سوريا وتلم شمل أهلها.

 

وسقط نحو 67  قتيلا مدنيا في مدينة حلب السورية، خلال اليومين الماضيين،  جراء الهجمات العنيفة التي يشنها النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران على الأحياء الشرقية للمدينة منذ منتصف نوفمبر الماضي، ليصل إجمالي عدد القتلى إلى 1138 مدنيا، بحسب وكالات أجنية.

 

مقالات متعلقة