قال مسئول التفاوض في المعارضة السورية المسلحة إن أول دفعة من الجرحى ستخرج من حلب وفق اتفاق وقف إطلاق النار الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، مشيرا إلى أن عددهم نحو مئتي جريح.
وقال مسئول التفاوض في المعارضة السورية إن الصليب الأحمر سيشرف على عملية الإجلاء من حلب. وكانت المعارضة السورية قد اعلنت دخول اتفاق وقف إطلاق النار بحلب حيز التنفيذ وبدء خروج المسلحين في الساعة السادسة صباح اليوم.
وأكدت رويترز نقلا عن مسؤول عسكري سوري أن 15 ألف شخص سيغادرون كفريا والفوعة في ريف إدلب بموجب الاتفاق الجديد حول وقف إطلاق النار في حلب، لكن فصائل مسلحة نفت التوصل إلى اتفاق بشأن الفوعة وكفريا.
وكانت المعارضة السورية المسلحة في حلب قد اتهمت إيران بعرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإجلاء المدنيين بوضعها شروطا إضافية للشروع في تطبيق الصفقة.
وأوضحت مصادر في المعارضة أن إيران تصر على إجراء عمليات إجلاء متزامنة لمصابين من قريتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما المعارضة بريف إدلب، وأشار "الجيش الحر" إلى أن المقاتلين الموالين لإيران طالبوا تسليمهم جثث رفاقهم الذين قتلوا في حلب والإفراج عن المقاتلين الإيرانيين المحتجزين كرهائن في إدلب.
وكان مسؤول في المعارضة السورية تحدث في وقت سابق من الأربعاء عن أن محادثات تجري مع الجانب الروسي بوساطة تركية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بعد انهيار الاتفاق السابق.
يذكر أن مركز المصالحة الروسي في حميميم كان قد أعلن صباح الأربعاء أن المسلحين في مدينة حلب انتهكوا الاتفاق واستأنفوا القتال بعد يوم من إعلان وقف إطلاق النار هناك.
وأشار مركز حميميم، إلى أن المسلحين استغلوا الاتفاق لإعادة نشر قواتهم واستئناف القتال لكن الجيش السوري صد الهجوم واستأنف عمليته العسكرية لبسط السيطرة على شرق حلب وتحريرها من المسلحين.
وتشير معطيات وزارة الدفاع الروسية إلى أن مساحة المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين في حلب تقلصت إلى 2.5 كم مربع فقط وتشمل أحياء معدودة. وتعتبر هذه المساحة صغيرة جدا بالمفهوم العسكري، إلا أن كثافة السكان فيها وضيق شوارعها عرقلت تقدم القوات الحكومية كما يرى مراقبون.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية المسلحين باستغلال التهدئة المعلنة في حلب لشن هجمات على القوات الحكومية، ما تسبب بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار، لكن الاتصالات المكثفة، كما يبدو، بين الجانبين الروسي والتركي خلال يوم الأربعاء أدت في نهاية المطاف لإعلان جديد لوقف إطلاق النار في المدينة المنكوبة.
وصرح المتحدث الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، ناقشا هاتفيا الوضع في حلب.
وأضاف المتحدث أن الرئيسين شددا على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتحسين الوضع الإنساني في حلب وتسهيل إطلاق عملية سياسية في سوريا.
من جهتها، أفادت وكالة "الأناضول" التركية، بأن أردوغان أبلغ بوتين استعداد أنقرة لاتخاذ كافة التدابير في مجال الإغاثة الانسانية والإيواء المؤقت للنازحين عقب فتح الممرات الآمنة في حلب.
ولفتت الوكالة إلى أن الرئيسين أيدا بذل الجهود المشتركة لأجل بدء إجلاء السكان من أحياء حلب المحاصرة عبر ممرات آمنة بأسرع وقت.
وكان أرودغان ذكر في كلمة له، أن اتصالاته مستمرة مع الرئيس بوتين ومسؤولين آخرين للتوصل إلى حل يضع حدا للقتال في حلب، مشيرا إلى أن وزير خارجية تركيا ورئيس الاستخبارات يتابعان الوضع هناك عن كثب.
وأكد أردوغان اتخاذ حكومته جميع الإجراءات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين الخارجين من حلب، مضيفا: "أجرينا جميع الاستعدادات من أجل من سينزحون إلى إدلب وجوارها ومن سيتمكنون من القدوم إلى تركيا".
وتستمر الجهود الدبلوماسية على جميع المسارات لوقف نزيف الدم في سوريا، وقد تتطور المحادثات الثنائية بين موسكو وأنقرة من جهة وبين موسكو وطهران من جهة أخرى، إلى عقد اجتماعات ثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران، حيث أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أن لقاء روسيا تركيا إيرانيا سيعقد بموسكو لمناقشة الأزمة السورية في الـ 27 من ديسمبرالجاري.
في هذه الأثناء تتواصل الدعوات الدولية إلى وقف الاقتتال في سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية، والجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل تسوية الأوضاع والخروج بحل سياسي ينهي الأزمة في البلاد والمستمرة منذ نحو 6 سنوات.