"قلعة صناعة النسيج في الضياع".. هكذا عبّر عدد من أصحاب وعمال شركات الغزل بالمحلة الكبرى بالغربية، عن استيائهم الشديد من انهيار المصانع نتيجة تراكم الديون وارتفاع حجم الخسائر.
وأوضح أصحاب المصانع أن مدينة المحلة الكبرى فقدت سمعتها في الشرق الأوسط وعالميًا، بعد أن كانت في صدارة صناعة الغزل والنسيج، وكان يطلق عليها "مانشستر الشرق" نسبة إلى مدينة "مانشستر" إحدى المدن الصناعية العريقة بشمال غرب إنجلترا.
العمال من جانبهم أكدوا أن مصانع الغزل تواجه ضغوطًا كبيرة بسبب ارتفاع ديونها وخسائرها، ما تسبب في أن معظم حرفي الغزل والنسيج تركوا الحرفة واتجهوا إلى حرف ومهن أخرى، صارت المهنة قاب قوسين أو أدنى من الضياع والاندثار.
ووصف "رضا أبو المعاطي" صاحب مصنع نسيج حالهم الآن قائلا "اللى حصل في المصانع بالمحلة أنها اتحولت من حياة لخراب واحنا مهددين بالسجن"، وأصبح حال الغزل والنسيج بالمدينة العمالية في هذه الأيام تراكم ديون وخسائر على أصحاب المصانع وهو ما اضطرهم لبيعها.
وأضاف أنهم ولأول مرة شاهدوا لافتات الإعلان لبيع مصنع بدلا من إعلانات مطلوب عمال كالمعتاد في السابق، مشيرًا إلى أن بعض أصحاب المصانع اضطر لتحويلها لعقارات سكنية يستفيدون منها بدلا من أن يظلوا فريسة للخسائر يوما بعد يوم لعدم القدرة على مواكبة ارتفاع الغزول وركود السوق المحلي وضعف التسويق.
وأشار "إبراهيم الشوبكي" أصبحنا جميعا في ورطة والانتاج تراجع بشدة خلال الفترة الأخيرة بسبب توقف غالبية خطوط الإنتاج في عدد كبير من المصانع، مؤكدًا أن رسم المساندة الذي قررته الحكومة 50% لأصحاب المصانع لا يكفي لسد عجز ملاحقة ارتفاع أسعار الغزول والذي وصل الى 150%خلال فترة لا تزيد عن 8 أشهر وطالب بسرعة تحرك المسؤولين للإدارة الأزمة وإنقاذ مصانع المحلة من الانهيار لأن المصانع والشركات فضلت الإغلاق والبعض الآخر يمنح 50% من الأجر للعمال والبعض الآخر قام بتسريح 80% من العمالة تفاديا للخسائر الكبيرة التي لحقت بهم.
ولفت "حسن الجانيني" عامل بأحد المصانع، إلى أن العامل البسيط هو الضحية لهذه المأساة حيث إنه لا يعرف له مهنة أخرى يقتات منها قوت يومه، متابعًا أنه كان ينتظر في كل صباح رزقه ورزق أولاده من تجهيزه لخيوط النسيج إلا أن الآن تحولت حياته إلى بطالة وجلوس على المقاهى.
وأضاف أن آلاف العمال أصبحوا عاطلين، لافتا إلى أن عددًا كبيرًا من المصانع أصبحت لا يعمل بها أكثر من 10 ماكينات وعدد آخر لا يعمل بها أي ماكينات، وتوقفت تماما.
وناشد المسؤولين في مصر وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يعيد لهذه الصناعة العريقة مكانتها التي امتدت عمرها لعشرات السنوات وانهارت الآن.