قال ممدوح حمزة، الناشط السياسي: إن مستقبل مصر سيكون إما فوضى أو انتخابات، التي يرى أن تزويرها سيقودنا، مشيراً إلى أن هناك حصانا أسود سيظهر قبل غلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة سيكون منافساً قويا. وأضاف حمزة، في حوار لـ" مصر العربية"، أنه لا توجد قوى لـ30 يونيو، ولكنهم مجموعة تجمعوا على رفض حكم الإخوان، وبمجرد انتهائه تفككوا مرة أخرى، كما يرى أن قوى ثورة 25 يناير لم تتعلم الدرس جيداً، ووارد تطاحنها في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ لأنهم لم ينضجوا سياسياً.
مشروعات "الانفتاح على مصر" كانت ترفضها أيادٍ خفية بالدولة
لا مجال للعمل مع النظام الحالي
القادم فوضى.. أو انتخابات تزويرها سيقودنا لفوضى
انتظروا مفاجأة بالانتخابات الرئاسية المقبلة
قوى 30 يونيو مجموعة أُلصقت بـ"صمغ فاسد"
قوى 25 يناير لم ينضجوا سياسياً حتى الآن
الشعب وحده القادر على إنهاء سيطرة الأجهزة الأمنية على الحكم
سيطرة المؤسسة العسكرية على كل المشروعات قضاء على القطاع المدني
تواجد "شفيق" يُهدد النظام الحالي.. وسُينكل به إذا عاد
وإلى نص الحوار..
نبدأ من حيث التفجير الأخير للكنيسة البطرسية.. كيف تراه؟
الأجهزة الأمنية انشغلت بأمور فرعية مثل حماية النظام، إضافة لوجود تنظيم دولي يتلاعب حالياً بأجهزة الأمن في دول مختلفة وليس مصر فقط، ومثال على ذلك التفجيرات الأخيرة بتركيا ونيجيريا، لذلك التفجير كان أحد نتائج بعد الأجهزة الأمنية عن الدور المنوطة به.
كيف تواجه مصر هذا الإرهاب.. بعد وصوله لقلب القاهرة؟
لا بديل عن برنامج لاختيار المسئولين بالأجهزة الأمنية من أصحاب الكفاءات العالية، ويتم ذلك من خلال اختبارات ذكاء لهم، وهذا نظام مُتبع في العديد من الدول المتقدمة مثل بريطانيا، فأثناء إعدادي للدكتوراة بجامعة لندن، كانت المخابرات والأمن الداخلي هناك يُرسلون مندوبين لاختيار الأوائل وشديدي الذكاء لتعينهم في أجهزتهم.
بكتابك"الانفتاح على مصر" العديد من المشروعات.. ماذا يميزها عن المشروعات التي يسمعها المواطن ولا يرى عوائدها؟
كل المشروعات تم دراستها من قبل مُتخصصين وليست عشوائية مثل التي تُعلن عنها الدولة، ويُمكن الاستفادة منها مباشرة، فعلى سبيل المثال مشروع الاستزراع السمكي، عن طريق الشبكات الغاطسة في حدود المياه الإقليمية، على بُعد عدة كيلو مترات، يُنتج 150ألف طن سمك خلال 3 سنوات.
هذه الأسماك سيتم تصديرها لأوروبا بما يوفر عملات أجنبية، إضافة لسد احتياجات أهل البلد، وأيضا مشروع كالجمعيات التعاونية في الصحراء الغربية، المفترض تنفيذه بالصحراء الغربية، المزرعة الواحدة تتضمن 2500 فدان تعيش فيهم 600 أسرة يتم نقلهم من الوادي والدلتا إلى هناك.
لكن ما هي آليات نقل الناس للصحراء؟
الانتقال سيكون برضا نفسي وسيطلبه الناس بأنفسهم، بعد اطلاعهم على المميزات التي سيأخذنوها، وهذا سيتم بنقل قرى كاملة من الوادي والدلتا إلى هناك حتى نُنشئ مجتمعًا جديدًا في وقت قصير، ويتم تخصيص أرض للجمعية التعاونية يكون لكل فرد سهم في الأرض التى سيسدد ثمنها من خلال قرض يدفع على مدار 8سنوات بعدها تؤول ملكية الأرض للناس.
وصف بعض السياسيين الكتاب بأنه صالح ليُصبح برنامجا رئاسيا.. هل تواصل معك أحد بخصوص هذا الأمر؟
لم نناقش هذا الفكرة حتى الآن، لكن مستعد لتقديمه لأي مرشح رئاسي وطني ينوى المنافسة في 2018؛ لأنه سيكون ميزة كبيرة له، فالمشروع نافع لكل المصريين وليس فقط المستثمرين أو رجال الأعمال، فنحن ندعوهم للتملك من خلال الجمعيات التعاونية؛ لأن الشركات الاستثمارية لن تحقق أى تنمية.
لكن البيروقراطية المصرية دوما تقف أمام تنفيذ مثل هذه المشروعات كيف يمكن التغلب عليها؟
تنفيذ هذه المشروعات مرهون بحكم رشيد ورجل قوي قادر على معاقبة المفسدين، ولكن حاليا إللي بيحارب الفساد يسجنوه، مثلما حدث مع المستشار هشام جنينة، وهذه" مصيبة"؛ لأنها عبارة عن تصريح لمن يرغب في الفساد" يبردع براحته".
هل عرضت هذه المشروعات على أجهزة الدولة المنوط بها تخليص الأوراق؟
المشروع دائما كان يقبل من الجهات المختصة، لكنه يرفض بشكل خفي فلا نعرف من الذي رفضه، فعلى سبيل المثال مشروع الجمعيات التعاونية أنا حضرت 57 اجتماعا وزاريًا بخصوصه، ومع أجهزة وهيئات على أعلى مستوى، وفي النهاية لم نجد المشروع ولا نعرف أين توقف، وأنا قررت أنه لا مجال للعمل مع هذه الحكومة.
إذا كيف تُطبق هذه المشروعات؟
المشروعات الأربعة الواردة بالكتاب لا يمكن تطبيقها في ظل وجود الحكم الحالي، لأنهم اقتبسوا مشروع التعاونيات وقدموه على هيئة مشروع المليون ونصف فدان، لكنهم قدموه بغباء شديد، خصوصا في اختيار أماكن الآبار وعمقها، وطريقة بيع الأرض.
يفهم من حديثك أن مشروع المليون ونصف فدان لن يؤتي ثماره كما تتحدث السلطة؟
كل ما استطيع قوله أنه لم يتقدم أحد للعمل أو التملك في المشروع حتى الآن بعد عرض المرحلة الأولى منه، وحاليا بدأوا في " الثانية" والشروط المطروحة ستجعل من يشترى الأرض الراغبون في تملك أرض مصر، كما فعل اليهود بالأراضى الفلسطينية.
في العالم كله لا يوجد مشروعات زراعية تطرح للأجانب، ويسمح لهم بتملك الأرض، وهذا غير مقبول أبدا، وللعلم مصر يوجد به قطاع خاص قوى جدا يعمل في مجال الزراعة، كان يجب أن يعمل هو في هذه المشروعات.
كيف ترى المستقبل في ظل الأوضاع السياسية الحالية؟
القادم إما فوضى أو معركة انتخابية، التي أرى أنها أخف وطأة على البلد، شرط أن تكون نزيهة، وأعتقد أن الرئيس الحالي سيترشح وستقف خلفه أجهزة الدولة مُمثلة في " أمن الدولة، المخابرات، المؤسسة العسكرية" ويجب أن تتركز جهودنا الآن لتحييد هذه المؤسسات، لأنه إذا لم يتم ذلك "يبقي بدأنا التزوير"، وإذا لم تتم الانتخابات بنزاهة ستقوم ثورة.
هل هناك من يستطيع منافسة الرئيس السيسي في الانتخابات المُقبلة؟
الكثير، ولكني أتوقع ظهور " حصان أسود" قبل غلق باب الترشح للانتخابات بساعات، وسيكون قادر على المنافسة بقوة، وغالباً لم يُشارك في العمل السياسي من قبل، وكلامي هذا بُناء على مُعطيات لدي لن أُفصح عنهاحالياً.
ما هي الأسماء القادرة على المنافسة بالانتخابات الرئاسية المقبلة؟
هناك العديد من الشخصيات القادرة أبرزهم أسامة الغزالي حرب، وحمدين صباحي، وهشام جنينة، أما الحديث عن مصطفى حجازي الذي يتردد فأرفضه؛ لأنه في حالة نزوله الانتخابات سيكون بالاتفاق مع الدولة فهو ابنها؛ ليكمل الشكل الديمقراطي.
هل قوى 30يونيو قادرة على التجمع مر أخرى في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
ليس هناك ما يسمى بقوى 30 يونيو، فهم مجموعة أُلصقت مع بعضها بـ" صمغ بايظ" فهناك الفلول والحزب الوطني وقوى ثورة 25 يناير والكارهين للإخوان، إضافة لحزب الكنبة، فمثلاً في 25 يناير تجمع الناس على أهداف، أما 30 يونيو كان مطلبها الرئيسي التخلص من الإخوان وبعد تحقق هذا المطلب انفرط عقد التجمع السياسي الموجود.
والذي يربط الناس في التحالفات الاتجاه السياسي والاقتصادي ، واللي ربط كل هذه القوى في 30 يونيو التخلص من الإخوان عكس 25 يناير اللي ربطها الميدان والأهداف الواضحة المشتركة.
ما مدى تعلم قوى ثورة 25 يناير من الأخطاء ، وهل تتوحد مستقبلاً؟
لا أتوقع توحدهم؛ لأنهم لم يتعلموا الدرس ولم يُصبهم النضج السياسي، وربما نجد تطاحن بينهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
هل تقبل بالتحالف مع الإخوان مرة أخرى في الانتخابات المقبلة لمواجهة السلطة الحالية؟
أنا ضد تدخل الدين في السياسة، و أرى أنه يجب التسوية مع الإخوان، بعدم ملاحقتهم لمجرد الانتماء للجماعة، ويُفرج عن غير المتورطين في أعمال عنف، ولهم حق ممارسة أعمالهم التجارية والخيرية لكن دون الاقتراب من السياسة؛ لأنني ضد الظلم فلا سجن لمن لم يرتكب جريمة.
كيف يمكن إنهاء سيطرةالأجهزة الأمنية على القرار السياسي؟
من خلال حكم قوي يحتمي بالشعب؛ لأن الحاكم إذا ما لجأ للمؤسسات الأمنية فهذا يعني أنه ضعيف وغير ضامن لشعبيته، فيلجأ لها لتحمي حكمه، ولكن هؤلاء مصيرهم الاندثار،والأمن يجب أن يكون دوره البحث عن المتربصين بالوطن سواء التجار اللي بيستغلوا الناس وبيسرقوهم أو الكشف عن الخونة حال وجودهم وكشف من يحاولوا زرع المفرقعات في الداخل.
هل هناك قوى سياسية غير الإخوان تستطيع الوقوف في وجه الدولة العميقة؟
الإخوان تنيظم لم ينجح للوصول للسلطة إلا بمساندة ظهير سياسي مدني شعبي، وليس هناك حزبا سياسيا يستطيع ذلك لوحده؛ لأن القوى السياسية في مصر تم قتلها على مدار 30 عاما.
كيف ترى الحديث عن افتقاد مصر للقوى السياسية الملتصقة بالشارع؟
ليس صحيح بشكل كامل، لأن الأحزاب السياسية "نايمة في الشارع وعارفه الناس كويس قوي"، ولكنهم قلة؛ لأن الأحزاب قيمتها من تمويل أعضائها لها، ووصولها لهذه المرحلة يقوي علاقتها بالشارع، فنحن لدينا 140 حزبا مجرد أسماء؛ لذلك يجب دمجهم على الأكثر في 3 أحزاب وتمول من اشتراكات أعضائها.
كيف ترى إسناد الدولة غالبية مشروعاتها مؤخراً للمؤسسة العسكرية؟
هذا الأمر كنت أتقبله لعام؛ لتسريع الأمور وانقاذ الموقف، وهذا ليس لأنهم أكفأ من المدنيين، ولكن ظروف عملهم وقوانينهم تُسهل لهم الأمور، فمثلاً ظللنا 4 سنوات أثناء العمل في الطريق الصحراوي وإخلاء بعض الأماكن لعمل كوبري ولم نستطيع والجيش بعد ما أخد المشروع تمكن من الإخلاء في أسبوعين.
أما حالياً فيتم إحلالها مكان القطاع المدني، وهذه كارثة؛ لأننا بهذا نضع كل البيض في سلة واحدة، وفي هذا قضاء على القطاع المدني الذي سُنعاني منه كثيراً.
كيف ترى عرض الحكومة الشركات والبنوك والمرافق العامة للاكتتاب العام؟
هي الخصخصة التي كان يقوم بها مبارك، ولكنه طريقته كانت أفضل من الحالية؛ لأنه كان بيقدم ده لمستثمر معروف، أما الطريقة الحالية من خلال البورصة، فهي أقل فساداَ ولكنها خطر؛ لأن المشتري لا تعرفه، فوارد شراء هذه المرافق من قبل شركات يهودية؛ لأن الأمر لن يكون تحت سيطرتك.
أما بيع المرافق العامة فأرفضها؛ لأنها سرقة علني للشعب المصري الذي دفع حقها قبل ذلك من ضرائبه، كما أنني أتوقع انهيار بلد مثل تركيا رغم نجاحاتها؛ لأنها باعت جميع مرافقها.
وماذا عن البرلمان؟
مُحلل؛ لتنفيذ كل قرارات السلطة التنفيذية، و استكمال للمسرحية الديمقراطية ،مع الاعتراف بوجود بعض الأصوات الجيدة به ولكن يتم ضربها بقوة، وأتوقع أن تكون المحليات مثله.
كيف ترى الأزمة بين مصر والسعودية؟
دعم مصر للحكومة السورية وتعاونها مع الرئيس العراقي، يُمثل " عصير مُر" للسعودية من مصر، وأقول للخليج لن يُلاقي صديق وفي في العالم أكثر من مصر؛ لأنها تضحي من أجل الجميع دون انتظار مقابل، وقدمت لهم الحماية من قبل، فالخلايجة حالياً يرتكبون خطأ جسيما ضد مصر.
وماذا عن أزمة سد النهضة.. واحتمالية التدخل العسكري؟
الموضوع بسيط، فحصول مصر على ضمانات من الدول الداعمة لبناء السد مثل أمريكا والصين، بعدم تأثر حصة مصر من المياه، يُنهي الأمر؛ لأن كل شىء بيدهم ولا قرار لأثيوبيا في هذا الأمر، أما إذا لم يحدث ذلك فاحتمالية التدخل العسكري مطروحة؛ لأن تهديد حصة مصر المائية يُعرضها للانهيار.
حديث مستمر منذ 30 يونيو عن عدم عودة الفريق شفيق لمصر.. هل تتوقع عودته قريباً؟
النظام الحالي يخاف من " شفيق"؛ لأنه يُهدد تواجده، فهو مُنمتي للمؤسسة العسكرية، ويؤيده الكثير على رأسهم" رجال الأعمال وحزب الكنبة وأعضاء الحزب الوطني" ويُفضلوه عن السيسي ؛ لذلك ستكون فرصته كبيرة في أن يُصبح رئيساً لمصر.
وأنا لو مكانه لن أنزل مصر؛ لأنه كده يبقى بيسلم نفسه، فوارد التنكيل به، وأرى أنه لو رغب في الترشح للرئاسة يأتي يوم غلق باب الترشح، ولو مش ناوي يشتغل سياسة يجي ، ويعطيهم الضمانات الكافية ومحدش حيلمسه.