على طريقة "رسائل الموت" لسكان المدينة، احتفل بشار اﻷسد بما سماه "تحرير حلب" وذلك من خلال فيديو صور بالهاتف النقال ونشره على حسابه الخاص بالفيس بوك.
ومع بدأ خروج المدنيين ومسلحي المعارضة من أحياء المدينة الشرقية، وفقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه، وصف الأسد، ما جرى في حلب بأنه فعل "تاريخي يستحق أكثر من كلمات التهنئة".
الأسد هنأ مواطني بلاده بما وصفه بالحدث "التاريخي" قائلا: إنه بتحرير المدينة الزمن يتحول إلى التاريخ”، معتبرا أنه نقطة جديدة لقياس الوقت. بحسب تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية.
وأوضحت الصحيفة أن الأسد بدأ كلمته التي استمرت نحو دقيقة، بالحديث عن الزمن والتاريخ "الناس لا يذكرون الزمن، يذكرون التاريخ... نقول قبل ميلاد السيد المسيح وبعد ميلاد السيد المسيح، نقول قبل نزول الوحي على سيدنا رسول الله وبعد نزول الوحي، نتحدث عن الوضع السياسي قبل سقوط الاتحاد السوفييتي أو بعده، قبل الحربين العالميتين أو بعدهما".
وتابع " أعتقد أننا، بعد تحرير حلب، سنتحدث عن الوضع، ليس فقط السوري والإقليمي بل أيضا الدولي، قبل تحرير حلب وبعد تحرير حلب، هنا تحول الزمن إلى تاريخ".
واختتم الأسد كلمته بالقول "صمود الشعب في حلب ورجولة الجيش العربي السوري وتضحياته وشجاعة كل مواطن سوري وقف مع حلب ووقف مع بلده ووقف مع وطنه يستحق أكثر من التهنئة" .
ووصفت "لوموند" سيطرة اﻷسد على حلب بأنه "نصر بيروسي" أو باهظ الثمن، في إشارة إلى بيروس الإبيري، ملك إبيروس ومقدونيا القديمة، حيث كان أحد المعارضين الأشداء لقيام روما المبكرة، وقاد العديد من المعارك وبالرغم من نجاح معاركه إلا أنها كلفته خسائر جسيمة.
وأوضحت الصحيفة أن ابتهاج اﻷسد باستعادة السيطرة على ثاني أكبر مدن سوريا طبيعي، فبعد خسارة حلب فقد السيطرة على مدينة إدلب وجسر الشغور فى شمال البلاد، إلى أن تدخلت روسيا جويا بقوة اعتبارا من نهاية سبتمبر 2015.
كذلك أرسلت إيرانها جنود النخبة الباسدران (حراس الثورة) وقوات الجيش النظامي، فضلا عن المليشيات الشيعية كحزب الله اللبنانى، للوقوف بجانب الأسد، حيث ظل هذا الوضع إلى أن انتهت القصة أمس الخميس مع بدء عمليات إجلاء المتمردين والمدنيين، بعد محاصرتهم في أقل من عدة كيلومترات.
وقالت "لوموند" إنه بسقوط حلب يكون سيطر الرئيس السوري على جزء "هام" من بلاده، الأكثر من حيث عدد للسكان واﻷغنى اقتصاديا، لكن الثمن المدفوع باهظا.
وأكدت أن العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا، تحتاج سنوات، بل عقود للتعافي، في وقت لا يملك فيه بشار الأسد، مال ولا سلاح ، ومصيره بات في أيدي الروس والإيرانيين.