حذر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، من وقوع إبادة جماعية في حلب السورية، على غرار ما شهدته مدينة "سريبرينيتسا" البوسنية عام 1995.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده كيري، مساء الخميس، في وزارة الخارجية الأمريكية، في العاصمة واشنطن.
وشدد أنه "لا يمكن شرعنة، وبأي شكل من الأشكال، الهجمات الوحشية لنظام الأسد وحليفيه روسيا وإيران، على المدنيين دون تمييز".
واتهم كيري بشكل خاص النظام السوري باستهداف المدنيين في حلب، عن سابق إصرار وترصد ودون تمييز.
ولفت إلى وجود آلاف المدنيين المحاصرين في منطقة صغيرة في المدينة السورية.
وتابع أنه وفقاً للمعلومات التي حصل عليها، فإن "قرابة ألف مدني من سكان حلب تحركوا نحو الحدود التركية في المرحلة الأولى وفي هذا السياق تلقينا أنباء بإطلاق قوات النظام وحلفائها، النار على هذا الرتل، الذي يضم عددا من الجرحى أيضاً".
وأشار الوزير الأمريكي إلى أن "تركيا تقوم بدور ريادي لإجلاء أكبر عدد من المدنيين، ولذك يجب أن يستمر تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار".
وجدد دعوته للمجتمع الدولي من أجل العمل على تحقيق وقف إطلاق النار قابل للاستمرار في حلب بداية، ومن ثم في عموم سوريا.
يشار إلى أن مدينة "سربرنيتسا" في البوسنة والهرسك، شهدت إبادة جماعية، على يد وحدات من الجيش الصربي، في يوليو من عام 1995، راح ضحيتها نحو 8 آلاف شخص، من المسلمين البوشناق أغلبهم من الرجال والأطفال، في مدينة سربرنيتسا خلال حرب البوسنة والهرسك، كما تسببت بنزوح عشرات آلاف المدنيين من المنطقة.
ووصفت الأمم المتحدة هذه المجزرة على أنها أسوأ جريمة على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
ويوم الثلاثاء الماضي، تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، بوساطة تركية.
ويفضي الاتفاق إلى إجلاء جميع المحاصرين في المدينة، إلا أن النظام خرق الهدنة باستهدافه الأحياء المحاصرة، ليعاود استئناف وقف إطلاق النار منذ منتصف ليل الأربعاء.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ يوم الخميس، وبموجبه تم إجلاء عدد من المصابين والجرحى من حلب، وصلت قافلتان منهم إلى ريف المدينة الغربي، في حافلات حملت على متنها 2284 شخصا، حتى مساء اليوم ذاته.
وجاءت هذه الخطوة بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على الأحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.