قبل الانتخابات الهولندية.. المغاربة يصفعون خيرت فيلدرز

السياسي الهولندي خيرت فيلدرز

"على مدى عقود, ظل السياسي الشعبوي  الكاره للإسلام خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية يختبر حدود التسامح الهولندي تجاه تصريحاته التي يتفشى منها اللا تسامح لكنه في التاسع من ديسمبر تيقن من أنه تجاوز كافة الحدود".

 

جاء ذلك في مقدمة تقرير بمجلة الإيكونوميست حول الحكم التاريخي الذي أصدرته محكمة هولندية مؤخرا لصالح ذوي الأصول المغربية في الدولة الأوروبية بإدانة السياسي شديد التعصب.

 

وأدانت المحكمة خيرت فيلدرز بتهمة السب والقذف والتحريض على التمييز العنصري على خلفية خطاب دعا فيه إلى تقليص عدد المغاربة داخل الدولة الأوروبية.

 

الحكم أدخل مشاعر السعادة على أعضاء الجالية المغربية بهولندا وغيرهم من الأقليات الذين شعروا بالرضا من جدية الدولة في التعامل مع مشاعر الغضب تجاه استفزازات فيلدرز المتكررة.

 

من جانبه, تعهد السياسي الهولندي بالاستئناف على الحكم, وصب جام غضبه على القضاء الهولندي.

 

وقال فيلدرز: "لقد أصبحت هولندا دولة مريضة", متهما القضاة الذين أصدروا الحكم بالتحيز السياسي ضده وانتهاك حرية التعبير.

 

وأردف قائلا في رسالة فيديو: "لن يثق أحد بكم مجددا".

 

وتوقعت المجلة البريطانية أن يكرر فيلدرز مثل هذا الهجوم خلال حملته الانتخابية استعدادا للاقتراع المقرر له 15 ديسمبر, لافتة إلى تصدره استطلاعات الرأي حتى الآن.

 

وبنى فيلدرز مشواره السياسي على زرع الاستياء الشعبي تجاه المهاجرين والمسلمين والاتحاد الأوروبي وما يصفه بـ "نخبة التعددية الثقافية".

 

المرة الأولى التي حوكم فيها خيرت فيلدرز بتهمة تتعلق بخطاب الكراهية حدثت عام 2010 بعد أن كتب خطابا يصف فيه الإسلام بـ "الأيديولوجية الفاشية" داعيا إلى حظر القرآن.

 

يذكر أن القانون الهولندي يحظر السب والقذف والتحريض على الكراهية والتمييز العنصري على أساس عرقي  أو ديني أو جنسي.

 

 القضية الراهنة تتعلق بخطاب ألقاه فيلدرز في أواخر حملته الانتخابية عام 2014 عندما سأل مؤيديه إذا ما كانوا يرغبون في وجود عدد أقل أم أكثر من المغاربة في هولندا, وعندما أجابوا بنعم قال فيلدرز: "إذن سنعتني بذلك الأمر".

 

وبعد آلاف الدعاوى القضائية التي رفعها هولنديون, بعضهم من أصل مغربي, قال فيلدرز إنه كان يقصد المغاربة الضالعين في أعمال إجرامية.

 

بيد أن الإيكونوميست توقعت أن يحاول فيلدرز الاستفادة من هذا الحكم لصالحه بالحديث عن مؤامرة ضده برئاسة الحزب الحاكم, مما قد يفيده في الانتخابات.

 

وانقسم الهولنديون حول الحكم المذكور, فمنهم من استاء من هجوم فيلدرز على القضاء وتشكيكه في استقلاليته, ومنهم من اعتبر قرار المحكمة هجوما على استقلال القضاء.

 

وشهدت الفترة الأخيرة صعودا ملحوظا للعديد من السياسيين الشعبويين المناهضين للإسلام أبرزهم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب, والسياسية الفرنسية المتطرفة مارين لوبان, والسيناتورة الأسترالية بولين هانسون زعيمة حزب "أمة واحدة" بجانب السياسي الهولندي خيرت فيلدرز.

 

 

مقالات متعلقة