معارك ضارية لم تدر رحاها هذه المرة كما جرت العادة في ميادين القتال، لكنها اشتعلت بين أقدام اللاعبين على العشب الأخضر وفي أروقة الغرف المغلقة للمسؤولين عن الكرة لعقد صفقة مع لاعب أو لتأليب الجماهير على حكم ما أو حتى لمناكفة نادٍ آخر من أجل المناكفة فحسب.
مر العام 2016 الكروي بأحداثه المتلاحقة التي لم تهدأ أبدًا، آمال كبيرة تعلَّقها الجماهير على أحفاد الفراعنة الذين يحملون على أعناقهم حلم بلوغ كأس العالم الذي غبنا عن الظهور فيه منذ 26 عامًا.. في غمرة تلك الأحداث بزغ نجم لاعبين عانقوا السماء حتى حجزوا لأنفسهم مكانًا محل النجوم يشار إليهم بالبنان، ويشتاق الناس إلى معانقة الكرة لأقدامهم في أمسياتهم على المقاهي وفي البيوت، وآخرون وقعوا عقودًا مع دكة الاحتياط فلم يبرحوها، وعلى خط التماس قادت تعليمات وصيحات بعض المدربين إلى احتلال مكانة تليق بقدرهم في قلوب جماهير أنديتهم، واليعض بات ليلته في نادٍ ما وأصبح في آخر.
تلاحقت المباريات وتوالت المواجهات العنيفة، ولم يكن "استاد مصر العربية" بعيدًا عن أي منها، كنَّا هناك في أوروبا نرصد الأرقام الفلكية لصفقات اللاعبين، والصراع المحتدم بين الأسطورتين ليونيل ميسّي وكريستيانو رونالدو، وفي آسيا كنَّا في القلب من بطولاتها، وهنّا في مصر لم نغب لحظة عن متابعة ورصد وتحليل كل مباراة وكل لعبة.
ويعيد "استاد مصر العربية" نشر سلسلة من التقارير التي أنتجها خلال العام في "حصاد 2016".
المعلم.. كلمة لم تكن من السهل أن تطلق على أي شخص خاصة في مجال كرة القدم، خاصة وأنها تحمل بين طياتها معاني كثيرة.
حسن شحانة استطاع أن يحصل على لقب "المعلم" عن جدارة واستحقاق، لاسيما بعدما قاد المنتخب الوطني لثلاث بطولات أفريقية 2006 و 2008 و 2010.
وقبل قيادة المنتخب الوطني، كان لشحاتة العديد من الإنجازات سواء مع منتخب الشباب أو بعض الأندية، ولكن شتان الفارق بعد وقبل المنتخب الأول.
وبعد رحيل شحاتة عن القيادة الفنية للمنتخب الوطني، طمس اسم المعلم كثيرًا مقارنة بالفترة الزمنية التي كان عليها حينما كان مديرًا فنيًا لأحفاد الفراعنة.
5 مواقف ساهمت بقوة في بداية اندثار اسم "المعلم" خلال الفترة الماضية، ولكن قبل الحيث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك، يجب ذكر ما فعله شحانة لكي يستحق اللقب، ويرصد "استاد مصر العربية" ذلك في التقرير التالي.
لماذا استحق حسن شحاتة لقب "المعلم"؟
- بعد اندلاع حرب يونيو 1967، توقفت المسابقة المحلية في مصر فانضم شحاتة لنادي كاظمة الكويتي، وحقق عدة نجاحات في الكويت منها حصوله على لقب أحسن لاعب في آسيا 1970 وبذلك يعتبر شحاتة اللاعب الوحيد الذي حصل على لقب أفضل لاعب في قارة غير قاراته الأصلية.
- عمل شحاتة في مجال التدريب فور اعتزاله اللعب، وكانت البداية مع ناشئي الزمالك دون 19 سنة.[8] ثم اتجه لتدريب نادي الوصل الإماراتي في عام 1986 ثم المريخ المصري والشرطة العماني والاتحاد السكندري. ثم نجح في قيادة ثلاثة أندية مصرية (هي أندية المنيا والشرقية ومنتخب السويس) للصعود للدوري الممتاز من الدرجة الأدنى في الفترة ما بين 1996 وإلى 2000.
- قاد حسن شحاتة منتخب مصر للشباب للفوز بلقب بطولة أفريقيا لعام 2003 المقامة ببوركينا فاسو وهو ما أهل المنتخب للمشاركة في كأس العالم للشباب المقامة بدولة الأمارات.
- قاد حسن شحاتة نادي المقاولون العرب، الذي كان لا يزال يلعب بدوري الدرجة الثانية، للفوز بكأس مصر عام 2004 بعد فوزه على الأهلي بنتيجة 2-1، وبذلك أصبح المقاولون أول فريق يلعب في الدرجة الثانية ويفوز بهذه البطولة.
- نجح في قيادة المنتخب الوطني لتحقيق ثلاث بطولات أفريقية 2006 و 2008 و 2010.
كيف أضاع هيبة "المعلم"؟
- تدريب الزمالك
بعد رحيله عن المنتخب الوطني، قاد حسن شحاتة فريق الزمالك لمدة تزيد عن العام، إلا أنه لم ينجح في تحقيق أي بطولة تذكر.
- تدريب العرب القطري
تعتبر قيادة حسن شحاتة للعرب القطري من أسوأ محطاته التدريبة، إذ لم يحقق أي انتصار في أول ستة لقاءات خاضهما، حيث خسر في أربعة وتعادل في اثنين.
- مستشار لنادي ميونخ الألماني
تم تنصيب شحاتة مستشارًا فنيًا لفريق ميونخ الألماني، إلا أنه رحل بعد توليه المنصب بـ 43 عامًا يومًا، دون أن يتم ذكر الأسباب التي أدت إلى رحيله.
- تدريب الدفاع المغربي
تولى مهمة فريق الدفاع المغربي، حيث خاض معه 8 مباريات فاز في 3 وخسر مثلهم وتعادل في 4 ليرحل عن الفريق، ثم رحل وكاد أن يصل الأمر بينهما إلى المحاكم الرياضية؛ بسبب الاختلاف على بنود التعاقد.
-تدريب المقاولون
قاد فريق المقاولون العرب لمدة موسم كامل، إلا أنه رحل عن فريق الذئاب، عقب تواضع مستوى الفرق وتدهور نتائجه.
-تدريب طلائع الجيش
لم يتولى قيادة فريق طلائع الجيش في أي مباراة رسمية، خاصة وأنه لم تمر أيام معدودة على توليه المنصب، ومن ثم رحيل بشكل سريع وقبل انطلاق مسابقة الدوري بأيام قليلة.