"تفجير الكنيسة في مصر يثير دعوات لاقتلاع جذور التعصب".. جاء هذا في تقرير لوكالة اﻷنباء الفرنسية سلطت فيه الضوء على الدعوات التي تنادي بضرورة اقتلاع التمييز من جذوره من خلال إعادة النظر في المناهج الدراسية.
وقالت الوكالة:" البعض يرى أن جذور التعصب تتواجد في المدارس، حيث يجبر المسيحيون على مغادرة الفصول خلال درس الدين اﻹسلامي، لحضور دروس الدين المسيحي، كما أنهم في دروس اللغة العربية، يحفظون الآيات القرآنية، في حين يتم التدريس المسيحية للمسلمين من منظور إسلامي.
وفيما يلي نص التقرير:
يكبرون في مصر، مينا و غيره من اﻷقباط يذكرون جيدا الافتراءات ضد المسيحيين التي كانوا يسمعونها في المدرسة والشارع.
ووصف مينا كان يتعرض له قائلا:" ذات مرة، حينما كنا نلعب كرة القدم، خطف شاب مسلم صليبي وداس عليه، لن أنسى هذا اليوم، يقول هذا وعمره حاليا 30 عاما".
مصر تحاول حاليا إنهاء هذا النوع من التعصب الديني الذي يقف وراء تفجير الكنيسة البطرسية التي بداخل الكاتدرائية المرقسية وقتل خلالها 26 شخصا خلال قداس الأحد الماضي.
وقال المتحدث باسم الكنيسة القبطية بولس حليم:" المناهج الدراسية، وبعض المنابر، وعدم وجود التيار المستنير هي التي أدت إلى هذه التفجيرات".
وأعلنت السلطات المصرية القبض على أربعة من المشتبه بهم.
وعلق حليم قائلا: السلطات يجب أن تذهب أبعد من ذلك بكثير، ومعالجة هذا النوع من التعصب الذي يعيش بداخل المجتمع المصري لعقود".
وأضاف: " الشرطة والقوة العسكرية لم تكن أبدا قادرة على محو الإرهاب.. يجب أن تكون مصحوبة بقوة الفكر".
الأقباط -الذين يشكلون نحو 10 % من السكان البالغ عددهم أكثر من 90 مليون- يقولون إنهم غائبين عن نظام التعليم ومؤسسات الدولة.
حليم يتتبع جذور العنف ضد الأقباط منذ عام 1970، عندما مكن الرئيس أنور السادات الإسلاميين من خصومه الاشتراكيين.
ويقول البعض إن جذور التعصب يمكن العثور عليها في المدارس، فخلال دروس الدين اﻹسلامي التي تعطى للتلاميذ في المدارس يجبر المسيحيين على مغادرة الفصول، لحضور دروس الدين المسيحي.
وفي دروس اللغة العربية، المسيحيون يحفظون الآيات القرآنية، في حين يتم تدريس المسيحية للمسلمين من منظور إسلامي.
وقال بطرس يبلغ من العمر 30 عاما: إنهم لا يدرسون أي شيء عن ديني".
التعصب واحد من الأسباب التي دفعت بيتر، الذي طلب بعدم الكشف عن هويته تماما، مغادرة مصر، قائلا :" أشعر وكأنني لست من هذا البلد".
وقال حليم: التمييز الذي نواجهه يشمل الوزارات الحكومية، والمؤسسات، ويجب عليهم إنشاء مشروع وطني لنشر تيار التنوير بين المصريين".
وبعد الإطاحة بحسني مبارك في 2011، تعرض الأقباط للهجمات مما أدى إلى مقتل العشرات في اشتباكات طائفية وفي مواجهة مع الجيش في أكتوبر من ذلك العام.
وفي عهد الرئيس محمد مرسي تم التحريض بانتظام على العنف ضد المسيحيين.
وبعد الإطاحة بمرسي في 2013، هاجم العشرات الكنائس والممتلكات المسيحية.
ومع انتخابات القائد العسكري السابق عبد الفتاح السيسي رئيسا للدولة كان يأمل الأقباط أنهم وجدوا حليفا أدرك مخاطر التطرف الإسلامي.
السيسي، الذي تعهد بالقضاء على الإرهاب، أصبح أول رئيس لمصر يحضر قداس عيد الميلاد، ومرر في عهد إدراته قانون بناء الكنائس لكنه لم يدخل حيز التنفيذ.
إلا أن حليم يرى:" أن كل ما حدث ليس كافيا لتغيير الأيديولوجيات".
وتابع:" من الواضح جدا أن الكراهية موجودة في الخطب، وأنا لا أعرف ما الذي تنتظره السلطات".
هذا العام، أدين أربعة مراهقين أقباط بإهانة الإسلام بعدما سجل شريط فيديو يسخرون فيه من تنظيم الدولة اﻹسلامية.
الحكومة تفضل نزع فتيل التوترات الطائفية أو اشتباكات بين المسلمين والأقباط من خلال عقد "جلسات عرفية" بدلا من تطبيق القانون، بحسب النقاد.
الرابط الاصلي