معارك ضارية لم تدر رحاها هذه المرة كما جرت العادة في ميادين القتال، لكنها اشتعلت بين أقدام اللاعبين على العشب الأخضر وفي أروقة الغرف المغلقة للمسؤولين عن الكرة لعقد صفقة مع لاعب أو لتأليب الجماهير على حكم ما أو حتى لمناكفة نادٍ آخر من أجل المناكفة فحسب.
مر العام 2016 الكروي بأحداثه المتلاحقة التي لم تهدأ أبدًا، آمال كبيرة تعلَّقها الجماهير على أحفاد الفراعنة الذين يحملون على أعناقهم حلم بلوغ كأس العالم الذي غبنا عن الظهور فيه منذ 26 عامًا.. في غمرة تلك الأحداث بزغ نجم لاعبين عانقوا السماء حتى حجزوا لأنفسهم مكانًا محل النجوم يشار إليهم بالبنان، ويشتاق الناس إلى معانقة الكرة لأقدامهم في أمسياتهم على المقاهي وفي البيوت، وآخرون وقعوا عقودًا مع دكة الاحتياط فلم يبرحوها، وعلى خط التماس قادت تعليمات وصيحات بعض المدربين إلى احتلال مكانة تليق بقدرهم في قلوب جماهير أنديتهم، واليعض بات ليلته في نادٍ ما وأصبح في آخر.
تلاحقت المباريات وتوالت المواجهات العنيفة، ولم يكن "استاد مصر العربية" بعيدًا عن أي منها، كنَّا هناك في أوروبا نرصد الأرقام الفلكية لصفقات اللاعبين، والصراع المحتدم بين الأسطورتين ليونيل ميسّي وكريستيانو رونالدو، وفي آسيا كنَّا في القلب من بطولاتها، وهنّا في مصر لم نغب لحظة عن متابعة ورصد وتحليل كل مباراة وكل لعبة.
وفي هذا العام، نشر "استاد مصر العربية" عدة تقارير وتحقيقات هامة، كان من أبرزها تقرير بعنوان "الكاوديو فرانكو".. حارب كتالونيا واضطهد رئيس ريال مدريد".
ويعيد "استاد مصر العربية" نشر هذا التقرير، الذي يشرح دور فرانكو في تاريخ الكرة الإسبانية.
فرانشيسكو فرانكو، هو الديكتاتور الذي حكم إسبانيا من عام 1938 حتى 1973 بعد أن أعادها للملكية عام 1947 ، ليصبح رئيس وزراء المملكة.
ولكن من هو فرانكو؟ وما حقيقة حربه ضد برشلونةومحابته لريال مدريد؟ وهل كان فرانكو حقًا مشجعًا للملكي؟.
من هو فرانكو؟
وُلد فرانكو في 4 ديسمبر عام 1892 في إقليم جاليسيا بإسبانيا، وأخفق فرانكو في الالتحاق بالمدرسة البحرية عام 19077، فتوجه إلى مدرسة المشاة بمدينة طليطلة وتخرج فيها عام 1910 برتبة "ملازم".
وفي عام 1936قاد فرانكو انقلابًا عسكريًا، والذي أشعل الحرب الأهلية التي استمرت لثلاث سنوات حتى عام 1939، انتهت بانتصار فرانكو وجيشه الذي قضى على الجبهة الشعبية، بمساعدة موسوليني وهتلر.
وسار فرانكو على خطى موسوليني وهتلر فلقّب نفسه بالكاوديو أي زعيم الأمة.
اضطهاد ريال مدريد
رغم أنه شائع أن فرانكو كان مشجعًا لريال مدريد، إلا أنه ساهم في تصعيد نادي القوات الجوية الإسبانية والذي سُمّي لاحقًا "أتليتكو مدريد"، لدوري الدرجة الأولى بعد أن كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، وأجبر أفضل اللاعبين في إسبانيا على الانضمام لهذا النادي بدعوى التجنيد.
وحاول فرانكو إخضاع النادي الأبرز في العاصمة، ريال مدريد، له، إلا أنّ رئيس المرينجي وقتها، رفاييل سانشيز جيرا، رفض ذلك خاصة أنه من أشد أعداء فرانكو لكونه عضوا بارزاً في الحزب الجمهوري المحارب لللكاوديو ، واعتقله وعذّبه حتى هرب إلى باريس.
وبعد رحيل سانشيز، استطاع فرانكو إخضاع النادي له بتعيين خوان خوسيه فاييخو وأنطونيو أورتيجا لرئاسة الملكي، حتى أصبح النادي مركزًا للدعاية لحكم فرانكو حتى قال أحد أذرع نظامه لإدارة ريال مدريد: "الإسبان كانوا يكرهوننا في السابق، صاروا الآن يفهموننا بفضلكم".
الحرب على كاتلونيا
ومع خضوغ أغلب أقاليم إسبانيا لحكم فرانكو، أبي إقليمي كاتلونيا والباسك من اتباع الكاوديو خاصة أنه حاول السيطرة على الإقليم وألغى رسميًا التعامل باللغة الكتالونية، وحظر إنشاء أي مؤسسة ذات طابع كتالوني، ومنع استخدام العلم الكتالوني.
وأعدم نظام فرانشيسكو الشاعر الكتالوني"لوركا"، بتهمة أنه مؤيد للجبهة الشعبية، مما أثار شعب كتالونيا ضده، وقادهم نادي برشلونة من معقله "كامب نو".
ولهذا قصف فرانكو مقر النادي في 16 مارس 1936، والذي يعتبر البداية الحقيقة للحرب الأهلية بين الإقليم والعاصمة.
وحارب فرانشيسكو برشلونة بكل الطرق، فمنع أندية كتالونيا والباسك من استقدام أي لاعب خارج الإقليم، وساهم بصورة واضحة في انتقال ألفريدو دي ستيفانو لصفوف برشلونةوجلبه لريال مدريد.
11-1
وظهر تأثير فرانكو القوي على الكرة في المباراة الشهيرة 11-1 عام 1943 في كأس الجنرال (كأس الملك حاليًا)، ورغم أن النتيجة معتمدة رسميًا في سجلات الاتحاد الإسباني وناديي برشلونة وريال مدريد، إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يرفض حتى الآن الإعتراف بالنتيجة.
وما حدث وقتها، أن برشلونة انتصر على ملعبه بنتيجة 3-0، وشتم الجمهور لاعبي ريال مدريدونظام فرانكو، الأمر الذي أغضب حاكم إسبانيا.
وفي لقاء العودة، انتهى الشوط الأول بالتعادل بهدف لكل فريق، ولكن ريال مدريد أحرز 10 أهداف في شوط واحد، وأعلن لاعبو برشلونة بعدها أن أحد أذرع فرانكو اقتحم غرفة اللاعبين بين الشوطين وهددهم بالقتل في حال حصولهم على البطولة.
بطولات الفريقين
وخلال فترة حكم فرانكو، حقق ريال مدريد 24 بطولة كالتالي:
1. دوري أبطال أوروبا: 6 مرات 1955-56 1956-57 1957-58 1958-59 1959-60 1965-66.
2. كأس "Intercontinental Cup"، والمعروف بكأس العالم للأندية حاليًا" مرة واحدة عام 1960
3. الدوري الإسباني 13 مرة: 1953-54 1954-55 1956-57 1957-58 1960-61 1961-62 1962-63 1963-64 1964-65 1966-67 1967-68 1968-69.
4. كأس الملك 4 مرات: 1945-46 1946-47 1961-62 1969-70.
فيما حقق برشلونة 16 لقب خلال هذه الفترة بطولة كالتالي:
1. الدوري الإسباني 7 مرات: 1944-45, 1947-48, 1948-49, 1951-52, 1952-53, 1958-59, 1959-60.
2. كأس الملك 9 مرات: 1941-42, 1950-51, 1951-52, 1952-53, 1956-57, 1958-59, 1962-63, 1967-68, 1970-71.