"من فرط إعجابهم تغزلوا بها، غاصوا في بحار جمالها، ليكتشفوا بواطنها، وتميزها بألفاظها وبلاغتها" أنها لغة الضاد -اللغة العربية-، الذي خصص يوم 18 ديسمبر للاحتفال بيومها العالمي. وكان أمير الشعراء أحمد شوقي، وقصائده بالفصحى أبرز من تغزلوا في اللغة العربية وابرزوا جمالها بأبياته الشعرية. يقول أحمد شوقي عن لغة الضاد
لغـة إذا وقعت على أكبــادنا
كانت لنـــا بردًا علــى الأكباد
وتظـــــل رابطة تؤلف بيننا
فهي الرجـــاء لناطق بالضــــاد
وفي كتابه "اللغة الشاعرة" تحدث الأديب عباس محمود العقاد، عن لغة الضاد قائلاً: "اللغة العربية هي "لغة شاعرة" ذات موسيقى، مقبولة في السمع يستريح إليها السامع، كما تمتاز عن سائر اللغات بحروف تفي بكافة المخارج الصوتية وتستخدم جهاز النطق أحسن استخدام، فتنفرد بحروف لا نجدها في أبجدية سواها كالذال والضاد والظاء.
و"هي كذلك لغة ثرية بمفرداتها الفصيحة الصريحة التي تحمل بداخلها موسيقى خفية، فنجد أن الشعر العربي "ديوان العرب وتاريخ أحوالهم" المنظوم من تلك المفردات، منفرد باجتماع القافية والإيقاع والأوزان القياسية في آنٍ واحد، كما تتميز العربية بوضوح أزمنتها وعدم اللبس فيها.
أما الفيلسوف والكاتب مصطفى محمود، لخص كلامه عن اللغة العربية في جملة واحدة، وهي "اللغة العربية أصل اللغات". وبقصيدة "اللغة العربية ترثي نفسها"، وقف الشاعر حافظ إبراهيم، أما المستعمر في حربهم للغة الضاد، ونال لقب "شاعر النيل" بعد أن عبر عن مشاكل الشعب. ومن قصيدة "اللغة العربية ترثي نفسها"، قال:
سعتُ كتاب اللهِ لفظاً وغايـةً وما ضقتُ عن آيٍ به وعظـاتِ
فكيف أضيقُ اليوم عن وصف آلةٍ وتنسيق أسمـاء لمخترعـاتِ
نا البحرُ في أحشائه الدّرُّ كامـنٌ فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي وربط الإمام الشافعي بين اللغة العربية والقرأن بما أنها لغته ويتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة حول العالم، وقال:
"من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن تكلم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه، لم ينفعه علمه". وتعزل الشاعر مصطفى صادق الرفاعي "معجزة الأدب العربي" باللغة العربية: "اللغة العربية بنيت على أصل سحري يجعل شبابها خالدًا عليها، فلا تهرم ولا تموت، لأنها أُعدت منذ الأزل فلكا دائرًا للنيرين الأرضيين العظيمين: كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ثم كانت فيها قوة عجيبة من الإستهواء كأنها أخذة سحر، لا يملك معها البليغ أن يأخذ أو يدع". ولم يتحدث عن لغة الضاد أبنائها فقط، فعذوبتها جعلتها عالمية، فيقول عنها المستشرق الإنجليزي إدورد وليم لين، والذي اشتهر بمعجمه الكبير للغة العربية، ويقول عنها: برعـــــايتها الربانيَّة وفضــــائلها القرآنيَّة
ستظـــــل اللغة العربية سيــــدةَ لغات الأكوانِ
أما المؤرخ أرنست رينان وصف اللغة العربية، بهذه الكلمات: "اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة".