نفى الجنرال السعودي أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية بجدة، تمويل السعودية لبناء سد النهضة، مؤكدا أن الهدف من زيارة مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب لمشروع السد الإثيوبي، بحث العلاقات والمشاريع الاقتصادية بين البلدين.
وأضاف عشقي، في تصريح لـ"مصر العربية" عبر اتصال هاتفي، أنه غير صحيح ما تردد ببعض الوسائل الإعلامية من أن الزيارة مكايدة سياسية مع مصر أو انتقاما منها، بسبب موقف الأخيرة تجاه القضية السورية الداعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد والذي يختلف عن موقف المملكة.
وكان التليفزيون الإثيوبي الرسمي، قد أعلن لقاء مستشار العاهل السعودي أحمد الخطيب، برئيس الوزراء هيلى ماريام ديسالين، أول أمس الجمعة، وجرى خلال اللقاء الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة.
وأشار عشقي، مستشار مجلس الوزراء السعودي الأسبق، إلى أن "المملكة قبل 10 سنوات عقدت عدة مشاريع استثمارية في الأراضي الإثيوبية، ولكن للأسف حدثت بعض التغيرات هناك فأوقعت ضررا على المستثمرين السعوديين".
وأردف بأنه ربما تكون زيارة مستشار العاهل السعودي لإثيوبيا، بهدف بحث العلاقات والقضايا العالقة بين البلدين في هذا الإطار، مشددا على أنه لا يمكن أن تفكر المملكة في أي شيء من شأنه إحداث أي ضرر بمصر .
وتعليقا على ما تردد بوسائل إعلامية مصرية من أن السعودية ستشارك في تمويل سد النهضة الإثيوبي، أكد عشقي أن المملكة لا يمكنها تمويل سد قد يؤثر على دول عربية أخرى، وأن العلاقة بين الدولتين -رغم أن بينهما خلافات في وجهات النظر في بعض القضايا- لم تصل إلى القطيعة.
وخلال زيارة مستشار العاهل السعودي لإثيوبيا، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي هيلى ماريام ديسالين، السعودية إلى دعم مشروع سد النهضة ماديًا والاستثمار في إثيوبيا، وأكد رئيس وزراء إثيوبيا رغبة بلاده في التعاون مع السعودية في مجالات الطاقة، والطرق، والكهرباء، والزراعة، فضلاً عن التعاون في مجال السياحة.
وعلّق "الخطيب" على دعوات "ديسالين" قائلا: "السعودية وإثيوبيا لديهما إمكانيات هائلة ستمكن البلدين من العمل معًا في تعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بينهما"، حسبما أعلن التلفزيون الإثيوبي.
وعلى جانب آخر، علق مستشار مجلس الوزراء السعودي الأسبق على بيان مجلس التعاون الخليجي، الرافض لزج مصر باسم قطر في حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، نافيا أن يكون هناك غضب خليجي تجاه مصر.
وشدد عشقي على أنه ليس هناك غضب في دول الخليج من مصر، لأنها دولة عربية إسلامية صديقة لا غنى عنها، والخلافات التي توجد بينهم هي اختلافات في وجهات النظر كالتي تحدث بين الأشقاء.
واستبعد أن يكون البيان انعكاسا لمستوى العلاقات بين مصر ومجلس التعاون الخليجي، وإنما هو تعبير عن موقف بعينه، ولن يؤثر مطلقا على العلاقات بينهم، خاصة أنه يربطهم جميعا هدف استراتيجي واحد وهو الحفاظ على الأمن القومي العربي.
وأعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن انزعاجها من الزج باسم قطر في تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة في مصر، وقال الأمين العام لمجلس التعاون، الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، في بيان صادر عن الأمانة العامة للمجلس: "إن التسرع في إطلاق التصريحات دون التأكد منها، يؤثر على صفاء العلاقات المتينة بين مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية".
فيما جاء رد الخارجية المصرية على البيان: "مصر كانت تأمل في أن يعكس موقف الأمين العام (لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني) قراءة دقيقة للموقف المصري، حيث إن البيان الرسمي الوحيد الذى صدر عن وزارة الداخلية المصرية بشأن الحادث، تضمن معلومات مثبتة ودقيقة بشأن الإرهابي المتورط في هذا الهجوم وتحركاته الخارجية خلال الفترة الأخيرة".
وكانت وزارة الداخلية، اتهمت قادة جماعة الإخوان المسلمين المقيمين في قطر، بتدريب وتمويل منفذي التفجير الانتحاري، الذي استهدف الأحد الماضي كنيسة في القاهرة، وأوقع 25 قتيلا.