"إنّ المثقفينَ العرب الذين لم يُتقنوا لغتَهم ليسوا ناقصِي الثقافةِ فحسب، بل في رجولتِهم نقصٌ كبيرٌ ومهينٌ أيضًا" كلمات شن بها عميد الأدب العربى طه حسين الهجوم على الذين ﻻ يتقنوا اللغة العربية وخاصة المثقفين منهم.
ويحتفل العالم بشكل سنوي باللغة العربية في هذا يوم 18 ديسمبر بعد قرار اليونيسكو عام 2012 بتخصيص هذا اليوم من كل عام للاحتفال بلغة الضاد، ويرى المثقفون أن اللغة العربية وصلت لأسوء مستوى لها، وهو ما نرصده في هذا التقرير.
فقال الكاتب والباحث المصري محفوظ عبد الرحمن إن اللغة العربية وصلت ﻷسوأ مستوى لها، حيث تعاني من إهمال شديد، فالبرامج التي وجب تقديمها باللغة العربية باتت تقدم بالعامية، وكذلك المواد الصحفية والأعمال الأدبية.
وأشار محفوظ في تصريح خاص لـ"مصر العربية" إلى أنه أصبح يقابل أدباء مصنفون على أنهم مثقفون وﻻ يعرفون إذا كانت الكلمة تكتب بالضاد أم بالدال، بجانب أن هناك العديد من الشباب يرون أن اللغة العربية ﻻ أهمية لها في حياتهم على الإطلاق.
ووصف محفوظ اللغة العربية بأنها جزء من تكوين الوطن فهي اللغة التي تجمع العرب، وهي رمز للقومية وبالتالي لابد من الاهتمام بها، مضيفًا أن ﻻ يرى أي محاولة من الدولة خلال 40 عام للارتقاء باللغة العربية.
وطالب محفوظ من وزارة التربية والتعليم أن تولي أهمية أكبر للغة العربية، وأن ترفع وزارة الثقافة إهتمامها باللغة، ﻷن هذا دورها الأساسي بأن تقدم أعمال للقراء للتوعية بأهمية اللغة التي تحوى على كلمات أوضح من العامية بكثير.
وأكد الروائي إبراهيم عبد المجيد أن اللغة العربية ﻻ تعاني من المثقفين ولكنها تعاني من أنظمة الحكم، ففي الوقت الذي لم يتبقى للوطن العربي شيء يجمعه سوى اللغة العربية، تتعالى الحروب لتفرق أكثر.
وأضاف عبد المجيد في تصريح خاص لمصر العربية أنه بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، فإن اللغة تعاني أزمة بسبب هذه الحروب، وﻻ توجد كتابة ضدها حتى الكتابة العامية، وإنما السياسة هي العائق أمامها.
ووصف الشاعر سعدني السلاموني اللغة العربية بأنها جهاز مناعة الوطن العربي، وإذا تفتت هذا الجهاز تفتت الوطن العربي كله، وتقصير توصيل اللغة إلى الشارع العربي، سببه علماء اللغة أنفسهم.
وطالب السلاموني بإنشاء وزارة للغة العربية، إذا أردنا إنقاذها، لتصبح كيان للغة، من أجل توصيلها إلى الجماهير بشكل بسيط بداية من الطفل حتى الطالب الجامعي.
وتابع السلاموني في تصريح خاص لمصر العربية أن اللغة كي تعود لقوتها في الشارع علينا اتباع الأسلوب العلمي القديم المتبع في قديم الزمن مثل "الكُتاب" الذي كان يحفظ فيه الأطفال القرآن.
وأعرب الكاتب والصحفي حسام مصطفى إبراهيم،صاحب مبادرة "اكتب صح" ﻹنقاذ اللغة العربية والدفاع عنها، عن أمانيه أن تهتم جميع الوزارات باللغة ، وأن تعدل المناهج بما يناسب العصر، وتعلي من قيمة المدرس، وتشترط إجادة اللغة العربية لشاغلي وظائف الدول المرموقة.