خرجت 46 حافلة تقل مدنيين من أحياء حلب التي يحاصرها النظام السوري، اليوم الاثنين، من الوصول إلى ريف المدينة الغربي، فيما غادرت 10 أخرى بلدتي كفريا والفوعة، بإدلب (شمال)، المحاصرتين من قوات المعارضة المسلحة، ضمن عملية الإجلاء التي بدأت مجددا، ليلة أمس، بعد تعثر دام ثلاثة أيام.
وأفادت مصادر في المعارضة للأناضول، أن الحافلات التي خرجت من حلب، وصلت على دفعتين لحي الراشدين غربي المدينة، فيما غادر بلدتي الفوعة وكفريا 10 حافلات.
وذكرت أن استئناف عملية الإجلاء جاء بموجب اتفاق جديد تم التوصل إليه أمس، بين المعارضة السورية والمجموعات الإرهابية الموالية للنظام برعاية تركية روسية، وشهد إضافة بلدات مضايا والزبداني المعارضتين وكفريا والفوعة المواليتين إلى قائمة المناطق المشمولة بعمليات الإجلاء.
وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن عملية الإجلاء تم استئنافها بعد توقفها إثر قيام عناصر من المجموعات الأجنبية الإرهابية الموالية للنظام، الجمعة الماضي، بإيقاف قافلة للنازحين وهي في الطريق إلى مناطق المعارضة غربي حلب، وقتل عدد من ركابها، قبل إعادتها إلى الأحياء المحاصرة.
وأشارت أن المجموعات الإرهابية اشترطت إخراج الآلاف من بلدتي الفوعة وكفريا، المحاصرتين من قوات المعارضة، للسماح بإتمام عملية الإجلاء المحاصرين في حلب.
ولفتت أن مفاوضات جرت، السبت الماضي، بين المجموعات الإرهابية الموالية للنظام والمعارضة السورية، برعاية تركية روسية، أفضت إلى التوصل إلى اتفاق ينص على إجلاء سكان حلب المحاصرين مقابل إجلاء 4 آلاف من سكان كفريا والفوعة من الأطفال والمرضى والجرحى.
كما سيتم بحسب الاتفاق إخراج ألف و500 شخص من مدينة الزبداني وبلدة مضايا غرب العاصمة دمشق، والتي تحاصرهما المجموعات الإرهابية الموالية للنظام السوري.
وذكرت المصادر أنه بحسب الاتفاق "سيتم إجلاء 20 ألف من سكان حلب المحاصرة اليوم الاثنين، فيما سيستكمل إجلاء جميع من تبقى في المدينة غداً الثلاثاء، بالمقابل سيتم إجلاء 4000 شخص من الفوعة والكفريا خلال 3 أيام (اعتبارا من أمس الأحد)".
أما الزبداني ومضايا فستجري فيهما عملية الإجلاء غدا الثلاثاء، الذي يوافق اليوم الأخير لإجلاء العدد المتفق عليه من الفوعة وكفريا.
ويسيطر عناصر من تنظيم حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني على بلدتي الفوعة وكفريا، التي يقطنهما نحو 15 ألف شخص.
ورغم حصار المعارضة للبلدتين إلا أن نظام بشار الأسد، يرسل المساعدات لسكانهما جواً بشكل مكثف.
وكان الجنرال الإيراني، سيد جواد، قد طالب عدة مرات عبر الروس بفك الحصار عن الفوعة وكفريا، إلا أن المعارضة رفضت تلك المطالب، مؤكدين أن سكان البلدتين يتلقون مساعدات كافية، وأن وضعهم لا يُقاس مع وضع سكان أحياء شرق حلب المحاصرة من قبل قوات النظام.
وتفرض قوات الأسد حصارًا على 18 منطقة مؤيدة للمعارضة التي تقول إنها لو فكت الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا، فإن الأولى "سترتكب مجازر بحق سكان المناطق الخاضعة للمعارضة".
وبدأت الخميس الماضي، عملية إجلاء سكان أحياء حلب الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام السوري والتنظيمات الإرهابية الأجنبية الداعمة له، وذلك تنفيذا لاتفاق سابق تم التوصل إليه بوساطة تركية، الثلاثاء الماضي، بين قوات النظام السوري المدعومة من قبل روسيا وإيران والمعارضة المسلحة.
لكن الاتفاق الأول واجه عراقيل من قبل النظام السوري، الذي يضع شروط جديدة للاستمرار في تنفيذه، ما أدى لتوقفه حتى توصلت الأطراف لاتفاق الأمس.