تجاوز إجمالي عدد المدنيين الذي جرى إجلائهم من أحياء مدينة حلب، شمالي سوريا، التي يحاصرها النظام، 14 ألف شخص، منذ بدء عمليات الإجلاء. كما وصلت القافلة التي غادرت بلدتي "الفوعة"، و"كفريا"، اللتين تحاصرهما قوات المعارضة في محافظة إدلب، صباح اليوم الإثنين، بشكل آمن إلى مناطق يسيطر عليها النظام والتنظيمات الأجنبية الإرهابية الداعمة له، في حلب. وبالتزامن مع ذلك وصلت القافلة المؤلفة من 46 حافلة أقلت مدنيين من أحياء حلب المحاصرة، مدينة إدلب شمال غربي سوريا، بعد مغادرتها شرقي حلب صباح اليوم. وأوضحت مصادر في المعارضة المسلحة التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن قافلة جديدة مؤلفة من 20 حافلة، عبرت نقطة تفتيش للنظام في حي الراشدين (بمحيط غربي حلب)، وتوجهت نحو مناطق تسيطر عليها المعارضة في إدلب.
وبحسب معلومات جمعتها الأناضول من مصادر المعارضة، فإن عدد المدنيين الذي جرى إجلائهم من الأحياء الشرقية لحلب، منذ بدء عمليات الإجلاء الثلاثاء الماضي، تجاوز الـ 14 ألف. واستؤنفت عمليات الإجلاء بموجب اتفاق جديد تم التوصل إليه أمس الأحد، بين المعارضة السورية والمجموعات الإرهابية الموالية للنظام برعاية تركية روسية، وشهد إضافة بلدات مضايا والزبداني المعارضتين وكفريا والفوعة المواليتين إلى قائمة المناطق المشمولة بعمليات الإجلاء، بحسب ما ذكرته مصادر معارضة للأناضول، في وقت سابق اليوم.
ولفتت المصادر أن مفاوضات جرت، السبت الماضي، بين المجموعات الإرهابية الموالية للنظام والمعارضة السورية، برعاية تركية روسية، أفضت لاتفاق جديد أمس، ينص على إجلاء سكان حلب المحاصرين مقابل إجلاء 4 آلاف من سكان كفريا والفوعة من الأطفال والمرضى والجرحى.
كما سيتم بحسب الاتفاق إخراج ألف و500 شخص من مدينة الزبداني وبلدة مضايا غرب العاصمة دمشق، والتي تحاصرهما المجموعات الإرهابية الموالية للنظام السوري.
وذكرت المصادر أنه بحسب الاتفاق "سيتم إجلاء 20 ألف من سكان حلب المحاصرة اليوم الاثنين، فيما سيستكمل إجلاء جميع من تبقى في المدينة غداً، بالمقابل سيتم إجلاء 4000 شخص من الفوعة وكفريا خلال 3 أيام (اعتبارا من أمس الأحد)". أما الزبداني ومضايا فستجري فيهما عملية الإجلاء غدا، الذي يوافق اليوم الأخير لإجلاء العدد المتفق عليه من الفوعة وكفريا.
ويسيطر عناصر من تنظيم حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني على بلدتي الفوعة وكفريا، التي يقطنهما نحو 15 ألف شخص. ورغم حصار المعارضة للبلدتين إلا أن نظام بشار الأسد، يرسل المساعدات لسكانهما جواً بشكل مكثف.
وكان الجنرال الإيراني، سيد جواد، قد طالب عدة مرات عبر الروس بفك الحصار عن الفوعة وكفريا، إلا أن المعارضة رفضت تلك المطالب، مؤكدين أن سكان البلدتين يتلقون مساعدات كافية، وأن وضعهم لا يُقاس مع وضع سكان أحياء شرق حلب المحاصرة من قبل قوات النظام.
وتفرض قوات الأسد حصارًا على 18 منطقة مؤيدة للمعارضة التي تقول إنها لو فكت الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا، فإن الأولى "سترتكب مجازر بحق سكان المناطق الخاضعة للمعارضة". وبدأت الخميس الماضي، عملية إجلاء سكان أحياء حلب الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام السوري والتنظيمات الإرهابية الأجنبية الداعمة له، وذلك تنفيذا لاتفاق سابق تم التوصل إليه بوساطة تركية، الثلاثاء الماضي، بين قوات النظام السوري المدعومة من قبل روسيا وإيران والمعارضة المسلحة.
لكن الاتفاق الأول واجه عراقيل من قبل النظام السوري، الذي يضع شروط جديدة للاستمرار في تنفيذه، ما أدى لتوقفه حتى توصلت الأطراف لاتفاق الأمس.