أعرب حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، عن سعادته بصدور قانون حماية اللغة العربية في اﻷردن رقم 35 لسنة 2015م، وهو ملزم لجميع أرجاء الدولة، وأجهزتها باستعمال العربية السليمة الخالية من الأخطاء، وخاصة في التعليم العالي، وألا يعين أحد فيها إلا بعد اجتياز امتحان الكفاية في اللغة العربية، وشدد على الجوانب الاقتصادية والعامة كاللافتات والتعاقدات والمعاهدات والإعلانات وسائر الأنشطة وحد عقوبات مالية كبيرة للمخالفين.
وشدد الشافعي على أن يكون لنا خطوة عملية لنصرة لغتنا هذا العام، ألا وهي الدعوة إلى صدور "القانون الموحد الشامل لحماية اللغة العربية في مصر" مشروعًا عام 2017م الموافق من العام الثامن والثلاثين بعد الأربعمائة والألف من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام.
وتوجه بالتحية غلى روح الشاعر فاروق شوشة، قائلًا:"مازلت أذكر كلماته، في هذا اليوم التاريخي من العام الماضي إننا جميعًا ننادي بوجوب نصرة العربية، ونشعر بمحنتها في العقود الأخيرة، وهي تهان في عقر دارها، ثم نتبادل كؤوس الأسى، ونطالع شبح المستقبل المخيف، ثم ننصرف لكل حال سبيله، وكأننا في مأتم عزاء؛ حيث لا أمل فى عودة الراحل أو تغير الحال".
وتابع الشافعي أن هذه اللغة الشريفة بما لها فى تراث الإنسانية من مكانة ومكان، جديرة بخدمات علمية متنوعة فى عالم اليوم: فى تيسير قواعدها، وتحديث معاجمها، وفى ربط الشبيبة العربية بها، وفى حسن تقديمها للراغبين فيها من غير أبنائها، وفى استيعابها ومتابعتها لحركة العلم العالمية المتسارعة، وفى رد السهام الموجهة إليها فى عقر دارها، من خصومها وبعض أبنائها.
وطالب الشافعي بالإفادة من الخطوة الأردنية، وأهم ما فيها إلزامها الدولة باختبار موظفيها في اللغة العربية القومية، واستحداث شهادة الكفاءة اللغوية، وشمولية النظرة القانونية لكل مجالات النشاط الإنساني، بما في ذلك الاقتصادي والتعليمي ـ وتقرير العقوبات المالية الرادعة.
وأضاف الشافعي أنه في مصر لا ينقصنا إلا تجميع نصوص قوانيننا ـ التي يبدو أثرها بل ألفاظها في القانون الأردني ـ في قانون شامل لحماية اللغة العربية وسلامتها، تلك فكرة فعالة ويمكن أن تكون تاريخية في سائر البلاد العربية، وأحدها مصر، ولن يكون لها قيمة إلا إذا تبنيناها جميعًا، وأصررنا على تنفيذها خلال العام المقبل إن شاء الله.
جاء ذلك خلال حفل مجمع اللغة العربية للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، حيث افتتح الحفل محمود الربيعي، نائب رئيس المجمع، وألقى عبدالحكيم راضي، عضو المجمع، بعنوان "مختارات من الشعر"، بحضور أعضاء المجمع، والناقد صلاح فضل.
جدير بالذكر أنه يحتفل العالم بشكل سنوي باللغة العربية في يوم 18 ديسمبر بعد قرار اليونيسكو عام 2012 بتخصيص يوم 18 ديسمبر من كل عام للاحتفال بلغة الضاد.
ويأتي الاحتفال باللغة العربية في هذا اليوم، ﻷنه يتزامن مع ما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته المغرب والسعودية وليبيا.