بات عام 2016 على مشارف الرحيل بكل ما مر به من انتصارات وانكسارات في العالم كرة القدم، ولكنه لم يمر مرور الكرام على صعيد الأمور التكتيكية داخل المستطيل الأخضر،، بل كان ثريًا للغاية بأفكار جديدة وعديدة من المدربين.
"استاد مصر العربية" يستعرض في هذا التقرير، أبرز الظواهر التكتيكية في عام 2016.
الضغط
كانت الظاهرة التكتيكية الأبرز في الأعوام الماضية، هي فلسفة "الاستحواذ"، ولكن هذا العام تحولت المناقشات نحو فلسفة "الضغط"، الذي يعتبر السمة الأبرز بين مدربي كرة القدم في الآونة الأخيرة.
وظهر مدربون يعتمدون على أسلوب الضغط في خططهم مثل ماوريسيو بوكيتينو، المدير الفني لتوتنهام، ويورجن كلوب، المدير الفني لليفربول، في أسلوب "الضغط المعاكس" وخورخي سامباولي، سواء رفقة تشيلي أو إشبيلية، وكذلك بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي.
وتقضي فلسفة الضغط - اختصارًا - بالضغط على الخصم في نصف ملعبه من أجل محاولة استرجاع الكرة بأسرع شكل ممكن، أو استعادة الكرة بأسرع طريقة عند فقدانها كما في الـ"الضغط المعاكس".
المهاجم الوهمي
عاد المهاجم الوهمي إلى الواجهة مرة أخرى هذا الموسم، بعدما فضل العديد من المدربين الاعتماد على مهاجم "غير اعتيادي" في تشكيلهم.
ويؤدي غالبًا في هذا المركز، لاعب وسط مهاجم، مثل حالتي ارسنال، بالاعتماد على أليكسيس سانشيز، في دور المهاجم الصريح، وليفربول، حيث يفضل كلوب الاعتماد على البرازيلي روبيرتو فيرمينو، في هذا المركز.
وحتى بيب جوارديولا، الذي كان أول من أعادها مع ميسي في برشلونة، اعتمد على البلجيكي كيفن دي بروين كمهاجم في مواجهة برشلونة.
وعادة ما يكون "المهاجم الوهمي" أفضل في الضغط على دفاع المنافس، وأقل "أنانية" (ما يُعرف بأنانية المهاجمين) وأكثر تحركًا، سواء داخل منطقة الـ18 أو خارجها.
الثلاثي الخلفي
حقق المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، رفقة يوفنتوس ومنتخب إيطاليا، نجاحًا كبيرًا بهذه الطريقة، وظهر الآتزوري هذا العام بشكل قوي للغاية، في بطولة يورو، قبل أن يتراجع عنها في بداية عمله مع تشيلسي.
ولكنه سرعان ما عاد إلى هذه الطريقة مرة أخرى، عقب الهزيمة من ارسنال، ليحقق 11 انتصارًا متتاليًا منذ ذلك الحين، ويتصدر ترتيب البريميرليج.
وساعد "الثلاثي الخلفي" كونتي على إعادة نجوم الفريق إلى مستواهم مرة أخرى، مثل إدين هازارد، الذي باتت أدواره الدفاعية أقل، وكذلك دييجو كوستا، حيث احتل الإسباني صدارة هدافي المسابقة.
ويعتمد أيضًا كل من توتنهام، ومانشستر سيتي، على الثلاثي الخلفي في بعض المباريات، وكذلك سامباولي رفقة إشبيلية.
الجناح والظهير الوهمي
الجناح والظهير الوهمي من ضمن الأفكار التي اعتمد عليها المدرب بيب جوارديولا بشكل كبير مع بايرن ميونخ الألماني.
وتعتمد فكرة الظهير الوهمي على دخول الظهير إلى عمق الملعب، من أجل توفير زوايا للتمرير، لتحسين قدرة فريقه على البناء من الخلف، أو البقاء في العمق، وليس الأطراف عند ارتداد المنافس للهجوم، من أجل منعه من تنفيذ هجمة مرتدة.
وأحد الأمثلة على ذلك كلا من فيليب لام، وديفيد ألابا، مع بايرن، اللذان كانا يدخلا إلى عمق الملعب، من أجل المساهمة في صناعة اللعب، بدلًا من البقاء على الأطراف.
أما الجناح الوهمي فهو الجناح الذي لا يبقى عادة على أطراف الملعب، وإنما يتحول إلى العمق لتحقيق كثافة هجومية، بدلًا من مهاجمة ظهير الخصم، وأحد الأمثلة على ذلك خوان ماتا مع مانشستر يونايتد، وفيليب كوتينيو مع ليفربول.
اختفاء اللاعب الحر
تراجع كثيرًا الاعتماد على اللاعب الحر، الذي لا يُكلف بأي أدوار دفاعية، داخل الملعب، وباتت طرق المدربين أكثر صرامة ونظامًا داخل الملعب.
وعانى من هذا الأمر العديد من اللاعبين، أمثال سيسك فابريجاس، الذي كان لاعب الوسط الأكثر إبداعًا قبل عامين، حيث تسببت صرامة خطة كونتي في ملازمته لمقاعد البدلاء.
على الجانب الآخر، فلاعب مثل ديفيد سيلفا مثلاً في مانشستر سيتي، تكيف مع الأمر سريعًا، وبات يعود إلى الخلف كثيرًا من أجل توفير الحماية لزملائه وفي الوقت نفسه خلق المساحة والدعم الهجومي.
وكذلك أيضًا جاريث بيل، الجناح الويلزي، في ريال مدريد، الذي بات عنصرًا أساسيًا، قبل إصابته، في تشكيل الملكي بسبب ما يوفره لفريقه من قوة هجومية ودعم دفاعي.
ويُعتبر الألماني مسعود أوزيل، لاعب ارسنال، هو آخر "صناع اللعب" التقليديين البارزين، خلال هذا العام.
الـ"wing-back" أو "قلب الدفاع الجناح"
هذا المركز يكون عادة في الفرق التي تعتمد على ثلاثي خلفي، وفيها يكون الجناح مقيد بأدوار دفاعية، ففي الحالة الدفاعية يعود إلى الخلف ويصبح محسوبًا على الدفاع.
أما في الحالة الهجومية فيتحول إلى جناح ويصبح محسوبًا على خط الوسط.
وأبرز الأمثلة على هذا الدور هو النيجيري فيكتور موسيس، لاعب تشيلسي، الذي استعاد الكثير من بريقه وتألقه تحت قيادة كونتي.