بعد اغتيال السفير الروسي بتركيا.. الليرة والروبل يعانيان والذهب يجني المكاسب

اغتيال السفير الروسي بتركيا

جاء حادث اغتيال السفير الروسي بتركيا، أندريه كارلوف، مساء اليوم الإثنين، صادما للأسواق التركية والروسية على حدِ سواء، وتأثرت عملتي البلدين بشكل فوري عقب الإعلان على الحادث.

 

وتراجعت الليرة التركية مقابل الدولار خلال تداولات اليوم عقب إطلاق الرصاص على السفير الروسي في أنقرة، أثناء زيارة معرض فني، وقفز الدولار بنسبة 0.8% إلى 3.5340 مقابل الليرة التركية.

 

وكانت الليرة التركية قد هبطت بشكل كبير خلال العام الجاري، وفقدت نحو 20% من قيمتها مقابل الدولار، وذلك بسبب التوترات السياسية والعمليات الإرهابية في البلاد، بعد أن شهدت تركيا محاولةً انقلابيةً في يوليو الماضي.

 

ومن جانبها تراجعت العملة الروسية هي الأخرى، و ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.32% أمام الروبل لتصل العملة الخضراء إلى 61.8747 روبل، وذلك بعد ملامستها مستوى 62.045 روبل عقب إعلان مقتل السفير مباشرة.

في المقابل ارتفعت أسعار الذهب العالمية، اليوم الإثنين، في ظل توترات جيوسياسية طغت على أثر توقعات تشديد السياسة النقدية الأمريكية وارتفاع الدولار، وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.31% إلى 1137.55 دولار للأوقية (الأونصة) رغم تعويض الدولار للخسائر التي تكبدها في وقت سابق.

 

ولامس الذهب 1122.35 دولار للأوقية  الخميس وهو أضعف مستوياته منذ الثاني من فبراير بسبب ضغوط من ارتفاع الدولار بعد إعلان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) توقعاته لرفع أسعار الفائدة يوم الأربعاء.

 

وزاد الذهب في العقود الأمريكية الآجلة تسليم فبراير  5.3 دولار أو 0.47% ليبلغ عند التسوية 1142.70 دولار للأوقية.

 

وقال فيليب سترايبل سمسار السلع الأولية لدى آر.جيه.أو فيوتشرز في شيكاجو نأخذ في الاعتبار التوترات الجيوسياسية" مشيرا إلى اغتيال السفير الروسي في تركيا بالرصاص باعتباره عاملا داعما للمعدن الأصفر الذي يعد أداة استثمارية آمنة، وذلك حسبما نقلت عنه وكالة أنباء "رويترز".

 

ويأتي هذا الحادث في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعيشها البلدين، فقد سجلت الليرة التركية، الجمعة الماضي، انهياراً قياسياً مقابل الدولار الأمريكي، ليصل للمرة الأولى إلى 3.4078، وذلك بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع معدلات الفائدة.

 

ويضاف إلى هبوط الليرة، تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر بتركيا هذا العام، إلى جانب تراجع السياحة وفي مقدمتها الروسية التي كانت تضخ سنوياً نحو 6 مليار دولار بالسوق التركية.

 

وتضررت السياحة بصورة كبيرة، خاصةً في ظل تراجع أعداد السائحين الوافدين من روسيا، بعد التوترات الدبلوماسية بين الجانبين، وذلك بعد أن شهدت البلاد عدداً من الهجمات الكبرى، وقع بعضها في اسطنبول، العاصمة الاقتصادية للدولة.

 

وأظهرت بيانات نشرها معهد الإحصاء التركي مؤخرا، انكماش الناتج المحلي الإجمالي في تركيا بـ 1.8% في الربع الثالث من 2016 مقارنةً مع الفترة نفسها من 2011.

 

الوضع الروسي قد لا يختلف كثيرا عن نظيرة التركي، فقد أفصح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا، عن توقعاته بأن يشكل تراجع الاقتصاد الروسي في العام الجاري 2016، نسبة 0.3%.

 

وتسبب هبوط أسعار النفط واستمرار العقوبات الغربية في أزمة اقتصادية كبيرة في روسيا في السنوات الأخيرة، فقد ارتفعت معدلات الفقر في روسيا،  ووفقا لبيانات البنك الدولي،  إلى 13.3% في عام 2015.

 

وكانت العملة الروسية قد فقدت ربع قيمتها، ففي عام 2015 شهدت روسيا ركودا حادا، حيث وصل نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى سالب 3.7%.

مقالات متعلقة