"لماذا قد يتسبب مقتل السفير الروسي في تقارب أكثر بين تركيا وروسيا؟"
بهذا التساؤل, استهلت صحيفة الجارديان تقريرًا حول تداعيات اغتيال السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف على يد مولود مرّت ألطن طاش أثناء إلقاء كلمة بمعرض فني بأنقرة أمس الإثنين.
ومن المرجح أن يجد بوتين وأردوغان أرضًا مشتركة من خلال رغبتهما في إلقاء اللوم على أطراف ثالثة بشأن مقتل كارلوف.
البعض سارع بعد الحادث بعقد مقارنة مع حادث اغتيال فرانز فرديناند وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية على يد الصربي جافريلو برينسيب الذي أشعل الحرب العالمية الأولى.
بيد أن القيادات التركية والروسية تحركت سريعا لاحتواء أي أضرار في العلاقات بين الدولتين وذكرت تحليلات أن الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان سيجدان أرضية مشتركة نابعة من رغبتهما في إلقاء اللوم على خصومهم الإستراتيجيين.
وأعلنت أنقرة والكرملين ان اجتماع وزراء الخارجية والدفاع من روسيا وتركيا وإيران المقرر انعقاده في موسكو لمناقشة القضية السورية لن يطرأ عليه أي تعديل.
واتصل أردوغان هاتفيًا ببوتين لمناقشة اغتيال أندريه كارلوف وصرح بعد ذلك أنهما اتفقا على ضرورة ترسيخ التعاون في مكافحة الإرهاب.
المحلل السياسي التركي مصطفى أكيول ذكر أنَّ أردوغان وبوتين سيلقي كل منهما أصابع الاتهام إلى مناهضيهما حيث يؤمن الطرفان بوجود مؤامرة غربية تستهدف تأليب الأوضاع بين البلدين.
ورأى خبراء دبلوماسيون أن كلا الزعيمين لا يمتلك حافزا لخسارة الاتفاق الذي توصلا إليه بشأن سوريا بما يتيح لكليهما مواصلة أهداف الحرب.
آرون شتاين زميل مركز "أتلانتك كاونسل" البحثي علق قائلا: "تمتلك روسيا وتركيا كافة الحوافز لاحتواء تلك الأزمة, حيث تصبو موسكو إلى زيادة بسط نفوذها في حلب عبر الإجلاء الإجباري فيما تفوز تركيا بالاعترف الروسي لجهودها في تحجيم التوسع الكردي".
وسارعت تركيا في تحميل حركة فتح الله كولن الذي يقيم بالمنفى في الولايات المتحدة مسؤولية التدبير لاغتيال السفير.
وكان الرئيس التركي قد حمل كولن كذلك مسؤولية التخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي.
بيد أن أردوغان استغل ذلك في إلقاء القبض على عشرات الآلاف من أنصار كولن المحتملين في الحكومة والجيش والقضاء والصحافة.
ولعل عدم استجابة الولايات المتحدة بتسليم كولن لتركيا أحد أسباب التوتر بين واشنطن وأنقرة.
سينان أولجن الباحث التركي بمعهد كارينيجي للسلام الدولي ذكر أن اغتيال السفير لن يثير أزمة شبيهة بتلك التي اندلعت بعد إسقاط السلطات التركية للطائرة الروسية في نوفمبر 2015 وتابع: "هذه المرة لا توجد رغبة في التصعيد".
رابط النص الأصلي