علق أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، على اغتيال السفير الروسي بالعاصمة التركية أنقرة.
وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "كيف يوضع شرطي متطرف دينيًا في تأمين نشاط ثقافي يحضره سفير أجنبي وينتهي الأمر بقتل السفير؟".
وتابع: "ببساطة لأن تركيا الأردوغانية تزيح كل أنصار العلمانية من جيشها وشرطتها في ظل هيستيريا استبعاد أنصار الانقلاب، وتعتمد على أنصار أردوغان المتطرفين دينيا أصلاً، يعني هذا الشرطي الموتور هو البضاعة التركية الراهنة وليس لديهم غيرها، أما لماذا تُرك الشرطي القاتل ينفذ جريمته بلا تدخل ويلقي خطبته العصماء بعدها، ثم يتم قتله بعد ذلك لإخفاء من دفعه وساعده على ارتكاب الجريمة فهذا أمر متروك لما سيسفر عنه التحقيق إذا تم بشكل نزيه".
وتساءل: "لماذا يتغاضى بوتين عن دم سفيره كما تغاضى عن دم الطيار من قبل بعد اعتذار تركي باهت وقتها، ولماذا لم يصدر أوامره بوقف سفر الروس لتركيا رغم هول جريمة قتل السفير وطبيعتها العدائية ضد الروس كبشر، ولماذا يحاول بناء تحالف مع أنقرة رغم يقينه وتصريحاته السابقة بأنها تدعم المجموعات الإرهابية وتتاجر بالنفط الذي يسرقونه من بلادهم (سورية والعراق)؟ الأرجح أن هدف استقطاب تركيا بعيدًا عن الغرب يعلو لدى الرئيس الروسي على قيمة الدم أو مبدئية مواجهة الإرهاب، وأن نموذج الحاكم التركي الفرد المطلق السلطات يجد هوى في نفس الرئيس الروسي ويدفعه لتغليب أسلوب التفاهم مع أردوغان العثماني على مواجهة كل رزاياه البينة في دعم الإرهاب".
وواصل: "أما لماذا لا يوقف العالم وبالذات أوروبا وأمريكا السياحة لتركيا ويصدر تحذيراته لمواطنيه من السفر إليها رغم جرائم الإرهاب المتكررة في وقت يصدر فيه هذه التحذيرات بالنسبة لمصر لدى أي عمل صغير حتى ولو في منطقة نائية، فإنه أمر يرتبط بالمصالح المشتركة وبقدرة تركيا على الإضرار بالأطراف الأخرى وعلى ابتزازها لأوروبا بتمرير الهجرات غير القانونية إليها إذا أقدمت على مثل تلك الخطوة، باختصار نحن في عالم قمئ تعلو فيه حسابات رديئة في علاقات الدول على مبادئ التعايش السلمي والاحترام المتبادل والمواجهة المبدئية للإرهاب ولمن يرعونه".
واغتيل السفير الروسي بأنقرة، بعد تعرضه لهجوم مسلح مساء أمس الاثنين، خلال إلقائه كلمة، في افتتاح معرض فني بالعاصمة التركية، وتم تصفية القاتل في لحظتها.