"هجوم سوق الكريسماس يثير مخاوف إرهابية في ألمانيا".. كان هذا فحوى التقرير الذي أوردته صحيفة "جارديان" البريطانية ورصدت فيه حالة الهلع التي تسيطر على المجتمع الألماني جراء الهجوم الذي وقع مساء أمس الاثنين بشاحنة في سوق لعيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين، وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 48 شخصا آخرين.
وذكر التقرير المنشور على الموقع الإليكتروني للصحيفة أن الهجوم يعكس واقعا مخيفا مفاده أن أسواق الكريسماس باتت أهدافا حيوية للهجمات الإرهابية.
ونسبت التقرير لمصادر في الشرطة الألمانية أنهم يعتقدون أن سائق الشاحنة دهس عمدا حشدا من المواطنين في سوق عيد الميلاد وبالتحديد أمام كنيسة القيصر "فيلهلم" التذكارية الواقعة على أحد الشوارع التجارية التي تشهد أكبر قدر من الحركة في الجزء الغربي من العاصمة الألمانية.
وأشار التقرير إلى أن أسواق عيد الميلاد في برلين تحضرها أعداد غفيرة من المواطنين الذين يقبلون على شراء اللحوم المدخنة ولعب الأطفال المصنوعة يدويا من الخشب.
وأعلنت شرطة برلين اليوم الثلاثاء أنها تتعامل مع الهجوم بالشاحنة على"اعتداء إرهابي مرجح". ويذكر هذا الهجوم بالاعتداء الذي وقع في الـ 14 من يوليو في مدينة نيس بجنوب فرنسا حين دهست شاحنة صغيرة الحشد المتجمع هناك في مساء العيد الوطني الفرنسي.
ومنذ هجوم نيس، توقعت فرنسا أن تكون أسواق الكريسماس أهدافا حيوية لمن يرغب في إثبات أن الشعور بالأمان في بلدان غربي أوروبا ما هو سوى وهم زائف.
ومنعت الشرطة الألمانية في العام 2000 أربعة متشددين جزائريين من تفجير قنبلة في سوق عيد الميلاد في سترازبورج.
وقال مايكل مولر، عمدة برلين أثناء زيارته لموقع الهجوم في برلين إن أسوأ كوابيسه قد تحققت على أرض الواقع، مضيفا:" نأمل ألا تتحقق مخاوفنا من أن يكون هذا هجوما إرهابيا."
وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أعلن أن هناك "أسبابا كثيرة" تدعو غالى الاعتقاد بان عملية الدهس اعتداء، وقد عهد بالتحقيق إلى النيابة العامة الفدرالية المخولة تناول قضايا الإرهاب.
وأضاف الوزير أن ثمة أيضا "أسبابا كثيرة" تدعو إلى الاعتقاد بان المشتبه به الذي القي القبض عليه بعد الواقعة كان فعلا سائق الشاحنة المسجلة في بولندا والتي اقتحمت أحد أسواق عيد الميلاد الأكثر اكتظاظا بالناس في برلين.
وتسيطر المخاوف من وقوع اعتداءات كبرى على الجدل السياسي في ألمانيا منذ أكثر من سنة. ويرى الشعبويون اليمينيون أن المستشارة أنجيلا ميركل عرضت البلاد للخطر حين فتحت أبواب الهجرة عام 2015 أمام حوالي 900 ألف طالب لجوء ولا سيما من مناطق نزاعات مثل سوريا.
ووقع الهجوم أمام كنيسة القيصر "فيلهلم" التذكارية الواقعة على أحد الشوارع التجارية التي تشهد أكبر قدر من الحركة في الجزء الغربي من العاصمة الألمانية.
وتشبه المأساة في برلين اعتداء نيس في يوليو الماضي، حين اقتحم تونسي بشاحنته الكورنيش البحري في هذه المدينة الساحلية على مسافة حوالي كيلومترين مستهدفا حشدا من المدنيين فقتل 86 شخصا وجرح أكثر من 400 قبل أن تقتله الشرطة. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الاعتداء.
وبقيت ألمانيا حتى قبل هجوم أمس الاثنين بمنأى عن اعتداءات جهادية ضخمة، لكنها شهدت مؤخرا عدة اعتداءات إسلامية متفرقة نفذها أشخاص مسلحون.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في يوليو الماضي اعتداءين منفصلين نفذهما سوري في الـ27 من العمر وطالب لجوء في الـ17 يرجح أنه أفغاني، أحدهما بواسطة قنبلة والآخر بالسلاح الأبيض، وأوقعا عدة جرحى.
لمطالعة النص الأصلي