ألقى حادث مقتل السفير الروسي في تركيا بظلاله على الساحة السياسية الدولية منذ وقوعه ليلة أمس الأثنين،إذ يدفع باحثون بعدم تأثير الحادث على تفاهمات البلدين فيما يتعلق بالأزمة السورية ،يرى أخرون أنها قد تهدد إمكانية استمرار الهدنة في مدينة حلب.
وقُُتل السفير الروسي بتركيا أندريه كارلوف على يد أحد الشرطيين المسؤولين عن تأمين السفير أثناء إلقائه كلمة بمتحف الفن بالعاصمة التركية أنقرة تحت عنوان "روسيا في عيون الأتراك" على الهواء .
في هذا السياق يقول الباحث التركي محمد زاهد جول، المُقرب من حزب " العدالة والتنمية" الحاكم بتركيا، إن حادث مقتل السفير الروسي، لم يتم بشكل عشوائي أو صدفة، ولكنه أتى بتخطيط على مستوى عال، مُشيراً إلى احتمالية تورط جماعة الخدمة التي يترأسها "فتح الله جولن" ومخابرات دولية بالتورط في الحادث.
إزدياد التقارب وأضاف جول، لـ" مصر العربية"أن العلاقات الروسية التركية لن تتأثر نتيجة لهذا الحادث، وما سيحدث هو ازدياد التقارب بين الجانبين، لافتا إلى أنه سيكون هناك تعاون بينهم للوصول لحقيقة الحادث ومن يقفون خلفه.
وأشار الباحث التركي، إلى أن الحادث لن يكون له تداعيات سلبية على تعاون البلدين المتعلق بالأزمة السورية، حيث ستظل التوافقات الروسية التركية بشأنها كما هي، موضحاً أن مقتل السفير الروسي دليل على وجود مؤامرات داخل المنطقة، مما دفعه لتوقع تفعيل التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب الذي تشترك فيه العديد من الدول الأوروبية والعربية.
توافقات سياسية
وتابع، “ هذا الحادث سيدفع بعض الدول التي بينها خلافات سياسية إلى التوافق مثل مصر وتركيا” لمواجهة الإرهاب الذي أصبح يواجه العالم بأسره حالياً، مضيفاً أن مواجهة الإرهاب يحتاج لتوافقات سياسيةبين الدول وليست أمنية فقط.
لا تأثير
أما السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أكد أن العلاقات الروسية التركية لن تتأثر بمقتل السفير الروسي بأنقرة؛ لأن الدولتين أصبح بينهما مصالح مشتركة عقب زيارة أردوغان الأخيرة لموسكو، وهي التي تتغلب في النهاية.
وأضاف العرابي،لـ” مصر العربية” أن الحادث جاء رداً على دعم روسيا للنظام السوري، متوقعاً ازديادها خلال الفترة المقبلة خاصة بالدول التي تستطيع المعارضة السورية التواجد بها ، كما استبعد أن تكون تركيا هي المُدبرة للحادث. السوريون الخاسرون
وعن تأثيرات الحادث على المنطقة، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية بـالبرلمان ، إنها تهدد الحل السلمى للأوضاع فى حلب، وستدفع روسيا للاستمرار في طريقها للقضاء على الجماعات الارهابية هناك، مشيراً إلى ان السوريون سيكونون أكبر المتأثرين بالحادث.
ومن جانبه أوضح النائب سمير غطاس، رئيس مركز منتدى الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية، أن المصالح الاستراتيجية بين تركيا وروسيا أكبر من أن تتأثر باغتيال السفير الروسي بأنقرة؛ لأن أردوغان أصبح شريكاً إقليمياً لبوتين في المنطقة، وساعده كثيراً في ملف حلب.
الهدف روسيا
وأضاف غطاس، لـ" مصر العربية"أن الحادث استهدف روسيا بالأساس لدورها في المنطقة خلال الفترة الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بالملف السوري، ولكن الضرر الأكبر وقع على تركيا لأن سيادتها على أرضها اخترقت بشكل كبير، مُشيراً إلى أن ردة الفعل على الحادث لن تتعدي عمليات الشجب والادانة.
هدنة حلب
ومن جانبه يرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن عملية اغتيال السفير الروسي بتركيا، لن يكون لها أثار سلبية على العلاقات بين الدولتين، ولكن سيحدث تقارب أكثر بينهما، متوقعاً أن تزداد مجالات التعاون بين البلدين في الفترة المقبلة.
وأضاف فهمي، أن احتمالية توقف الهدنة في حلب هو الأثر الوحيد لهذا الحادث على المنطقة العربية، مُشيراً إلى أمريكا وحلفاؤها هم المستفيدون من هذه الأمور.