عملية اغتيال السفير الروسي في أنقرة الاثنين ، وكذلك حادث الدهس الذي شهدته برلين فجر الثلاثاء ليست سوى بداية لسلسلة طويلة من الهجمات يتوقع أن تشهدها أوروبا والمصالح الغربية في الدول الإسلامية، انتقاما للمذابح التي تشهدها حلب.
هذا ما خلص إليه المستشرق الإسرائيلي والباحث في الشئون الإسلامية "إفرايم هرارا" في مقاله المنشور بصحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 21 ديسمبر تحت عنوان "انتقام السنة من العالم الغربي".
إلى نص المقال..
روسيا، كالولايات المتحدة وأوروبا، راهنت على الحصان الإيراني الشيعي وعلى حلفائه السوريين العلويين. هاجمت روسيا وسوريا بالطائرات والقنابل حلب الشرقية، ولم يرحموا منازل المواطنين، أو المستشفيات والمدارس. خلال خمس سنوات من الحرب قضى نصف مليون شخص تقريبا، وطُرد نحو نصف سكان سوريا، (80% منهم سنة) من بيوتهم، مع احتمالات كبيرة بألا يتمكنوا من العودة بعد أن دمرتها الغارات.
مشكلة الرهان الغربي هي أن 85% من مليار ونصف مليار مسلم في العالم سُنة. وفقا للشريعة الإسلامية السنية، يجب أن يموت كل من يمس أبناء الأمة، وأن تصفيته واجب كل مسلم كفرد، دون الحاجة لموافقة أو توجيهات أي زعيم.
منذ فتوى بن لادن، الذي جدد في الموضوع، فإن أي مواطن في دولة تجرى بها انتخابات يتحمل مسئولية جرائم حكومته. إذا ما انطبق الأمر على كل مواطن، فما بالك بممثلي النظام الروسي، الذي يتجرأ على قتل المسلمين السنة: كان السفير الروسي في أنقرة بالفعل هدفا شرعيا مفضلا بالنسبة للسنة، ولا عجب أن قُتل.
حقيقة أن القاتل شرطي، يتلقى راتبه من الدولة ويفترض أن يحمي القانون، تذكر أن الشريعة- القانون الإسلامي- أهم بالنسبة للكثيرين في العالم الإسلامي من قوانين الدولة.
يمكن أن نحصي قرابة 50 دولة إسلامية ذات أغلبية سنية واضحة، في جميع هذه الدولة تُدَرس تلك الشريعة الأساسية. لذلك، تتزايد احتمالات حدوث هجمات من هذا النوع في تلك البلدان. علاوة على ذلك، يعيش في معظم دول غرب أوروبا بين نصف مليون إلى مليون مسلم، معظمهم سنة.
أشارت استطلاعات مختلفة إلى أن نسبة كبيرة من هؤلاء يتطلعون لتطبيق الشريعة في المناطق التي يشكلون الغالبية فيها وإقامة قوانين الشريعة كما أنزلت. انضم عشرات الآلاف منهم لمحور الجهاد وهاجر الآلاف منهم إلى سوريا للقتال هناك. بدون شك فإنهم يسعون أيضا للانتقام من المتورطين في المذابح الجماعية ضد السنة في سوريا.
رغم عملية الاغتيال، لم يتم إلغاء الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية التركي لروسيا، ويمكن القول إنها لن تضر العلاقات بين الدولتين، التي تحسنت بصعوبة شديدة بعد إسقاط الطائرة الروسية على يد سلاح الجو التركي نهاية العام الماضي. لكن من المرجح أن روسيا وكذلك معظم البلدان الغربية لن تغير سياستها وسوف تواصل دعمها للمحور الإيراني على حساب المحور السني، الذي يقاتل بقيادة السعودية في اليمن ويدعم بشكل غير رسمي المتمردين في سوريا.
لذلك فإن تصفية السفير الروسي والهجوم الذي شهدته برلين يمكن أن يكونا بداية سلسلة هجمات هدفها الانتقام للمذابح في سوريا والمساس بمكانة العالم السني كقائد للعالم الإسلامي. قلة التظاهرات ضد تلك المذابح في الغرب، واكتفاء المجتمع الغربي بموقف المتفرج، سوف يزيد حافزهم.
الخبر من المصدر..