بالفيديو| سياسي فلسطيني: 2016 الأسوأ على الأسرى الفلسطينيين

رياض الأشقر

 

أكد المختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين رياض الأشقر أن عام 2016 الأسوأ على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى ارتفاع عدد الأسرى في هذا العام بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة.

 

وأوضح الأشقر في حواره مع "مصر العربية" أن الاحتلال طال خلال حملات الاعتقال الواسعة بالضفة والقدس المحتلتين كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة الضغط على الاحتلال الذي لا يحترم القوانين الدولية من أجل إنهاء معاناة أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني تزداد معاناتهم في كل شتاء داخل زنازين المحتل الغاصب.

 

"مصر العربية" تحاور المختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين و الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات رياض الأشقر للوقوف على أوضاع الأسرى ومعاناتهم داخل السجون.

وإلى نص الحوار..   كيف كان عام 2016على الأسرى؟  

عام 2016 كان من الأعوام السيئة على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حيث كان هناك آلاف الاعتقالات طالت كافة شرائح المجتمع وشملت النساء والأطفال وطلاب الجامعات والأسرى المحررين ونواب المجلس التشريعي، إضافة إلى ذلك تراجعت أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال بشكل كبير جداً بسبب الهجمة الشرسة من قبل إدارة مصلحة السجون التي تعمدت خلال هذا العام تصعيد عمليات اقتحام الغرف والاعتداء على الأسرى، ومصادرة ممتلكاتهم الخاصة..

إضافة إلى نقص المقومات الحياتية الأساسية، كنقص الأغطية والملابس الشتوية مما أدى إلى مضاعفة معاناة الأسرى وزيادة أعداد المرضى حيث تتجاهل إدارة مصلحة السجون مطالب الأسرى..

بشكل واضح إجمالا في عام 2016 كان هناك تحديات شهدتها الحركة الوطنية الأسيرة من حيث مضاعفة أعداد المعتقلين الإداريين خاصة بعد اندلاع انتفاضة القدس في شهر أكتوبر من العام الماضي حيث وصلت إلى ما يزيد عن 700 معتقل إداري في سجون الاحتلال إضافة إلى ارتفاع أعداد الأسرى إلى ما يزيد عن 7000 أسير الآن في سجون الاحتلال، وارتفاع عدد الأطفال إلى نسب كبيرة جداً حيث يوجد 350 طفلا دون السن 18 يقبعون خلف القضبان.

 

وماذا عن اعتقالات النساء؟

 

ارتفع عدد الاعتقالات بشكل كبير في صفوف النساء حيث ارتفع عدد الأسيرات الفلسطينيات إلى 55 أسيرة حتى هذه اللحظة في سجون الاحتلال، ويعتبر هذا عددا كبيرا جداً وقد تزايد في عام 2016 نتيجة الاعتقالات المتكررة بحجج مختلفة ومنها حجج الكتابة على الفيس بوك و مواقع التواصل الاجتماعي وهذه تهمة جديدة برزت خلال هذا العام..

 

وأيضا هذا العام رصد به اعتقالات للعديد من الجرحى بعد إطلاق النار عليهم سواء من الذكور أو الإناث ثم نقلهم إلى السجون في ظروف قاسية جدا، وأيضا الاعتقال الإداري بحق الأطفال خلال هذا العام كان بنسب مخيفة مقارنة بالأعوام السابقة.

 

كم يبلغ عدد الأسيرات في سجون الاحتلال؟  

في عام 2016 ارتفع عدد الاعتقالات بشكل كبير في صفوف النساء حيث ارتفع عدد الأسيرات الفلسطينيات، قبل عام 2016 وتحديدا قبل اندلاع انتفاضة القدس كان هناك فقط 19 أسيرة يقبعن في سجون الاحتلال اليوم لدينا 55 أسيرة في سجون الاحتلال، موزعات مابين سجن هشارون وسجن الدامون..

أما أوضاع الأسيرات قاسية حيث يحرمن من كافة مقومات الحياة داخل السجون، تتعمد إدارة سجون الاحتلال إهانة الأسيرات وتعذيبهن  عبر السفر في سيارة البوسطة السيئة حيث تمتد إلى 12 الساعة في ظروف قاسية بعدها يتم نقلهن إلى المحاكم وإلى المستشفيات عبر هذه السيارة التي لا تصلح إلى نقل البشر، كما وتتعرض غرف نوم الأسيرات إلى حملات مداهمة مستمرة، وأيضا يتعرضن إلى الحرمان من إدخال العديد من الأغراض التي يسمح بها القانون الدولي..

 

وأيضا، تحرم إدارة السجون من امتلاك هذه الأغراض خاصة الأغراض الشخصية كما يحرمهن من الزيارة وأيضا تتعرض الأسيرات للضرب المبرح ونقلهن إلى العزل الانفرادي في ظروف قاسية داخل السجون، الاحتلال لا يحترم خصوصيات الأسيرات خلف القضبان حيث أن الاحتلال وضع كاميرات مراقبة داخل غرف السجون لمراقبة حركة الأسيرات وهذا يعتبر انتهاك للقانون الدولي بالتالي يقوم بكل ما يعكر صفو حياة الأسيرات خلف القضبان..

 

وأضاف، شاهدنا مؤخرا اعتقال 12 أسيرة من القاصرات داخل السجون وهن لم يتجاوزن سن 18 العام يحتجزن في ظروف قاسية 6 اعتقلن وهن مصابات برصاص الاحتلال تم نقلهن إلى المستشفيات الصهيونية بعد أيام من اعتقالهن، وأيضاً حرمهن الاحتلال من العلاج وتقديم الأدوية المناسبة.

 

كم يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة؟  

يوجد في سجون الاحتلال حوالي سبعة آلاف أسير فلسطيني بينهم 340 أسيراً من قطاع غزة، معظم الأسرى من الضفة والقدس، بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة  عام 2005 قل عدد المعتقلين من غزة، فقط يتم الاعتقال على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع المحاصر أو عن طريق معبر "إيرز" بيت حانون شمال قطاع غزة  والذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة أثناء رحلة الفلسطيني إلى العلاج أو الدراسة..

ويعتمد الاحتلال اعتقال المواطنين بهذه الطريقة عند الذهاب إلى الضفة الغربية للعلاج أو الدراسة أو التجارة بشكل عام، الاعتقالات الإسرائيلية في قطاع غزة قليلة تناقص عدد أسرى غزة بشكل كبير كما كان عليه في السابق.

 

صف لي أوضاع الأسرى الفلسطينيين في فصل الشتاء؟  

يعتبر فصل الشتاء ضيف ثقيل على الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، كون الاحتلال يتعمد عدم إدخال الملابس الشتوية والأغطية اللازمة والثقيلة إلى الأسرى عبر زيارات الأهل أو المؤسسات الحقوقية  وفي مقدمتها الصليب الأحمر، وتشهد سجون الاحتلال نقص كبير في الأغطية خاصة بعد زيادة حملة الاعتقالات في صفوف الفلسطينيين، حيث يتم التبرع لهم من إخوانهم الأسرى القدامى، أما الأسرى الجدد في بداية اعتقالهم يحرموا من الزيارة أو إدخال أي شيء لهم  لمدة ثلاثة شهور، إدارة السجون بشكل عام ترفض إدخال أغطية شتوية وملابس ثقيلة عبر الأهل خاصة في فصل الشتاء شديد البرودة وتتعمد على إجبارهم شراء الأغطية من كنتين السجن التي تضاعف أسعارها..

كما تتعمد إدارة السجون إخراج الأسرى في البرد وتفتيش غرفهم وإبقائهم  لساعات طويلة في البرد حتى تنتهي عملية التفتيش، وهناك بعض الأقسام مقامة من الخيام خاصة سجن النقب فالخيام قديمة حيث يدخل المطر على الأسرى وعلى ملابسهم ولا تنظر إليهم إدارة السجون ولا تعوضهم عنها.

 

ماذا عن حملات الاعتقال الصهيونية منذ اشتعال الانتفاضة الفلسطينية مطلع أكتوبر 2015؟  

تصاعدت حملات الاعتقالات الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في انتفاضة القدس التي اندلعت مطلع أكتوبر عام 2015 ، الاحتلال اعتقل أعداد كبيرة من الضفة الغربية والقدس في حملات مداهمة، رصدنا ما يزيد عن6 ألاف حالة اعتقال خلال عام 2016 بينهن 2000 من الأطفال هناك حمله شرسة ضد الأطفال، كما رصدنا اعتقال 300 امرأة وفتاة فلسطينية بحجج مختلفة أبرزها عمليات الطعن والدفاع عن المسجد الأقصى..

وأيضا رصدنا 3 عمليات اعتقال طالت نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني، ورصدنا اعتقال المئات من الأسرى المحررين من صفقة وفاء الأحرار، واعتقال العديد من المرضى وطلاب الجامعات وكل شرائح أبناء شعبنا تعرضت إلى الاعتقال خلال عام 2016 وكان التركيز على اعتقال الأطفال القاصرين أيضاً.

 

ماهي رسالتكم للمجتمع الدولي والمؤسسات المسئولة؟

 

الاحتلال الإسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية والقوانين الإنسانية التي تحث على حسن معاملة الأسرى، وتوفير حقوقهم ومستلزماتهم داخل السجون، لذلك توجهنا وسنتوجه إلى المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الحقوقية بضرورة أن يخرج عن حالة الصمت تجاه الأسرى  وأن يتدخل بشكل فاعل لحماية الأسرى وتطبيق القانون الدولي التي يمتنع الاحتلال عن تطبيقه على الأسرى  لتحسين ظروفهم و معاملاتهم وتوفير كافه مستلزماتهم والاهتمام بهم..

وأضاف: المجتمع الدولي صامت وعاجز عن مراجعة الاحتلال على الجرائم لذلك الاحتلال يتمادى في معاملة الأسرى بعنف ويضرب بعرض الحائط كل القوانين، هذا الأمر يحتاج إلى مراجعة من قبل المجتمع الدولي من أجل إنهاء معاناة الأسرى الفلسطينيين.

 

 

مقالات متعلقة