تصاعدت أمس وتيرة الانقسامات داخل جماعة «الإخوان المسلمين»، بعدما أعلن فصيل الداخل الذي كان يقوده القيادي القتيل محمد كمال، الانقلاب على جبهة الخارج بزعامة القائم بأعمال المرشد محمود عزت، وإجراء انتخابات شُكل بمقتضاها مكتب إرشاد موقت، بعد نحو شهر من انتخاب جبهة عزت لجنة موقتة لإدارة شؤون الجماعة.
وفي خطوة تؤكد اتجاه الأزمة داخل «الإخوان» إلى مزيد من التعقيد، أعلن الناطق باسم الجماعة محمد منتصر أن مجلس الشورى العام الذي كان انعقد أول من أمس، أجرى انتخابات لمكتب إرشاد موقت تحت مسمى «المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين»، يضم «رئيساً من الداخل و11 عضواً من الداخل والخارج».
ولفت إلى أن «الانتخابات على رئاسة المكتب جرت عليها جولة إعادة، وحصل فيها الرئيس (الذي لم يسمه) على 70 في المئة من الأصوات»، مشيراً إلى أنه «لا تزال هناك ثلاثة مقاعد شاغرة: مقعدان للقطاعين اللذين لم ينهيا الانتخابات القاعدية، ومقعد للإخوان المصريين في الخارج».
ويظهر هذا القرار أن الجماعة باتت برأسين، إذ يصطدم مع قرار جبهة «الإخوان» في الخارج في اجتماع لها الشهر الماضي، تشكيل لجنة لإدارة شؤون «الإخوان» في الخارج كبديل لمكتب إرشاد الجماعة، على أن يشغل عزت منصب القائم بأعمال المرشد، ويتولى إبراهيم منير منصب نائب المرشد، واستمرار محمود حسين في منصب الأمين العام.
وأضاف منتصر أن «مجلس الشورى قرر بالإجماع استمرار قرار المجلس المنتهية ولايته، والذي اتخذه في اعتصام رابعة العدوية العام 2013، بالتمسك بالمسار الثوري»، كما كشف أن أعضاء «المكتب التنفيذي للأقسام واللجان الفنية قدموا استقالاتهم إلى المكتب العام للإخوان الجديد». وواصلت الجبهة تحديها الفصيل المحسوب على عزت، فقال منتصر إن «مكتب الإخوان المصريين في الخارج وضع استقالته تحت تصرف المكتب العام الجديد».
وكان منتصر كشف أول من أمس انعقاد مجلس شورى «الإخوان» في القاهرة للمرة الأولى منذ انتخابه العام الماضي، وتعهد «بدء طور جديد تترسخ فيه قيم المؤسسية والشفافية والمساءلة، ويتبنى رؤية تتناسب مع التطلعات، وتدرك واقعها والتحديات التي تواجهها».
ورفضت جبهة عزت هذه الخطوات، وأكدت في بيان أن «من أعلن هذا الاجتماع (منتصر) تم إعفاؤه من منصب الناطق باسم الجماعة وهو لا يمثلها». وطلبت الجماعة من أعضائها «الثبات على أدبياتها والحفاظ على رباط الأخوة».
ويرى الباحث في شؤون «الإخوان» أحمد بان أن «من المهم تأكيد أن 75 في المئة من الصف خارج هذا الصراع بين الجبهتين، وهؤلاء باتوا أكثر قرباً من إطلاق مراجعات فكرية لم تتوافر كل مقوماتها بعد، فيما التنافس يدور على 25 في المئة فقط».
ولفت بان الذي كان عضواً في الجماعة قبل أن ينشق عنها، إلى أن «هناك مؤشراً إلى أن الخطوة التي اتخذتها جبهة كمال (إخوان الداخل)، حظيت بموافقة قيادات الإخوان في السجون، وهو ما يدل عليه إعلان احتفاظ المرشد وأعضاء المكتب في السجون بمناصبهم... هي محاولة لقطع الطريق على الفريق الآخر، وهناك دلائل على أن الانتخابات أجريت على مستوى الجمهورية وأن فصيل كمال تمكن من بسط نفوذه».
وأوضح لـ «الحياة» أنه «على رغم أن الظرف الأمني لا يسمح بإجراء انتخابات، فإن من الممكن إجراء استفتاء أو ورقة دوارة عبر الإنترنت». وأضاف أن «هناك حديثاً أيضاً عن لائحة جديدة للإخوان نجحت جبهة كمال في تمريرها... في مقابل أن جبهة عزت لم تقدم أي تغيير». وأضاف: «واضح أن الانقسام وصل إلى محطته النهائية... وجبهة كمال سعت بإجرائها الأخير أيضاً إلى قطع الطريق على الحديث الذي تردد خلال الأيام الماضية عن انخراط جبهة عزت في تسوية مع السلطة».