حادث دهس برلين يضرب ذاكرة اﻷلمان

الهجوم أسفر عن مقتل 12 شخصا

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" اﻷمريكية إن السلطات الألمانية كانت في البداية حذرة من وصف الهجوم الذي وقع الثلاثاء في سوق ببرلين بأنه "إرهابي"، إلا أنها حاليا ترجح فرضية اﻹرهاب، تماما مثل الهجمات التي وقعت في السابق، ولكن في هذا الهجوم رمزية الموقع أعمق بكثير.

 

وأضافت، الشاحنة التي دهست 12 شخصا على الاقل الثلاثاء في سوق ﻷعياد الميلاد في برلين، وقعت في ظل كنيسة القيصر "فويلهلم" التذكارية، حيث سعت السلطات لتفريغ شريط فيديو عن الحادث في محاولة للتمييز بين برك الدماء والنبيذ المسكوب، وللبحث عن المشتبه بهم.

 

وتكمن أهمية الكنيسة، في اعتقاد اﻷلمان أن كنيسة القيصر فويلهلم البروتستانتية، هي رمز للسلام والتصالح، وتجسد رغبة سكان برلين في إعادة بناء المدينة خلال فترة ما بعد الحرب.  

ونقلت الصحيفة عن شخص قوله:" هنا كانت عائلتي تتسوق من أجل أعياد الميلاد، وهو مكان قريب من سكننا في برلين، في ساحة الكنيسة الحجرية التي بنيت بعد الحرب، والتي يلعب فيها الأطفال، وابني الأكبر تعلم التزلج هنا.. نحن نتردد على السوق كل ديسمبر لشرب الخمر، وشراء الكرز، والتسوق من كشك قريب من مدخل الكنيسة".

 

وأوضحت، غير معروف حتى اﻵن ما إذا كان الإرهابي الذي شن الهجوم يعرف الكثير عن الموقع، ولكن قبل الحرب، كان هذا المكان هو القلب النابض في غرب برلين، مركز صاخب يمتلئ بالمسارح، والسينما، مع اصوات المحتفلين والتزمير والحافلات، وأجراس الترام، وبعد الحرب، ظل كما هو مركزا تجاريا للمدينة.

 

كنيسة القيصر فيلهلم التذكارية، بنيت عام 1895، قبل وقت طويل من الحرب العالمية الثانية، وأقيمت للاحتفال بفوز ألمانيا في الحرب الفرنسية البروسية.

 

وبعد الحرب، أعيد بناء الكنيسة في ألمانيا الشرقية لأنها من المعالم التاريخية، وعلى أمل محو ذاكرة النازية، لكن سكان برلين الغربية اعتبروا دائما تلك الكنيسة شهادة على التدمير والإرهاب الذي جلبه الألمان على أنفسهم، فهي ذاكرة يومية لن تنسى.

 

الرابط اﻷصلي

مقالات متعلقة