قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تجري من وراء الكواليس لقاءات مكثفة هدفها الضغط على الأمريكان لاستخدام حق النقض (الفيتو) قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار مصري يحظر على إسرائيل البناء في المستوطنات، ويعتبر المستوطنات الموجودة بالضفة الغربية غير شرعية.
وأوضحت الصحيفة :”في مكتب رئيس الحكومة ووزارة الخارجية يحاولون صباح اليوم الخميس معرفة ما إن كانت الولايات المتحدة سوف تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار يحظر على إسرائيل البناء في المستوطنات، وهو المشروع الذي سيجرى التصويت عليه مساء اليوم".
وتابعت :”من وراء الكواليس يجرى ماراثون محادثات محمومة بين إسرائيل وواشنطن، وكذلك لقاءات بين الوفد الأمريكي والإسرائيلي بالأمم المتحدة بقيادة السفير داني ياتوم".
مصدر دبلوماسي إسرائيلي كبير قال لـ"معاريف":هناك محادثات وراء الكواليس تجرى طوال الوقت، لكن حتى الآن لم نتلق ردا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يقضي عطلته حاليا. عرفنا أن مشروع كهذا سوف يطرح وسنبذل قصارى جهدنا للحيلولة دون وضع تُفرض فيه عقوبات على إسرائيل أو يؤدي لإحالتها للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".
وبحسب الصحيفة فإن ما يقلق إسرائيل في مشروع القرار هو الدمج بين الإعلان عن عدم شرعية المستوطنات، والعودة لحدود 67 وتجميد بناء المستوطنات بشكل تام. علاوة على ذلك هناك مخاوف من بند في مشروع القرار يلزم الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقرير كل ثلاثة شهور لمجلس الأمن يكشف سير آلية تطبيق القرار.
كانت مصر قد نشرت أمس مسودة مشروع القرار الذي يقضي بوقف إسرائيل "بشكل فوري وكامل لأعمال البناء بالمستوطنات والمناطق المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".
دفع ذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لنشر تغريدة استغاثة لواشنطن على حسابه بموقع "تويتر" قال فيها :”على الولايات المتحدة استخدام الفيتو ضد مشروع القرار المعادي لإسرائيل بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الخميس".
سفير إسرائيل بالأمم المتحدة "داني ياتوم" هاجم مشروع القرار المصري أمس وقال إن الحديث يدور عن "قمة النفاق"، معتبرا أن المشروع لن يفيد أبدا العملية السياسية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وكتب "داني":مشروع القرار سوف يشجع فقط السياسات الفلسطينية على التحريض على الإرهاب. من العبث أن يخصص مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقتا وطاقة لإدانة الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط في وقت يُذبح فيه الآلاف في سوريا".
وفي وقت لاحق، توجه "داني" هو الآخر للولايات المتحدة قائلا :”أتوقع من أكبر أصدقائنا ألا يسمحوا بتمرير هذا القرار المعادي لإسرائيل والأحادي الجانب في مجلس الأمن".
وكثيرا ما أبدت دوائر سياسية في إسرائيل قلقها البالغ من إقدام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخطوات مناهضة لإسرائيل قبيل نهاية ولايته الرئاسية في 20 يناير 2017، وذلك على خلفية تدهور علاقة إدارته بتل أبيب في ظل حكومة نتنياهو، ورغبته في ترك بصمته على ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قبل الرحيل.
ويرى معلقون أنه حال صوت مجلس الأمن لصالح مشروع القرار المصري بتجريم المستوطنات، وفرض عقوبات على إسرائيل حال استمرت في أعمال البناء، فسيكون ذلك انتصارا عربيا فلسطينيا جاء في الوقت الضائع في عهد أوباما، ذلك لأنه ينظر لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على أنها من كبار المدافعين عن "حق" إسرائيل في بناء المستوطنات على أراضي الضفة الغربية.
الخبر من المصدر..