أفضت التحقيقات التي أجرتها السلطات الألمانية إلى تحديد هوية المتشبه الرئيسي في تنفيذ الهجوم الذي وقع بشاحنة في سوق لعيد الميلاد بالعاصمة برلين الاثنين الماضي وأسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح 49 شخصا آخرين.
ورصدت ألمانيا 100 ألف يورو ( 84 ألف استرليني) مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على أنيس عامري، 24 عاما، والمشتبه الرئيسي في هجوم برلين، بحسب ما أوردته صحيفة "تليجراف" البريطانية.
وأظهرت التحقيقات أن عامري وهو تونسي الجنسية هو أحد الجهاديين الذي يختبئون بين ملايين المهاجرين الذي تدفقوا على أوروبا، والذين طالما أعربت ألمانيا عن تخوفها منهم.
وذكرت الصحيفة أن عامري مألوف جدا لرجال الشرطة الألمانية الذين طالما اشتبهوا فيه بأنه إرهابي محتمل، وكان من المفترض أن يخضع عامري لرقابة، لكنه نجح بطريقة أو بأخرى في مغافلة مراقبيه قبيل أسابيع من تنفيذه الحادث الذي قاد فيه شاحنة وسط حشد من المواطنين في سوق لعيد الميلاد في قلب برلين وقتله 12 منهم دهسا.
الرواية الرسمية للأحداث، بحسب الصحيفة، تشير إلى أن عامري هو المتهم الوحيد في الحادث والذي حددته السلطات نظرا لسقوط حافظة نقوده في مقصورة الشاحنة التي كان يقودها وقت الهجوم، وعثرت عليها الشرطة أسفل مقعد السائق.
وحققت الشرطة الألمانية في بداية العام الجاري مع عامري في محاولته شراء أسلحة آلية يُشتبه في نواياه استخدامها لتنفيذ عمل إرهابي. وغادر عامري المعروف بسجله الإجرامي موطنه تونس هربا من الحبس، وأمضى فترة في الحبس في إيطاليا التي هاجر إليها بطريقة غير شرعية، قبل أن يسافر إلى ألمانيا.
ووصل عامري في يوليو من العام 2015 إلى ألمانيا التي رفضت في يونيو الماضي طلبا منه بمنحه اللجوء ولم تتمكن من طرده لأن تونس احتجت لأشهر على كونه من مواطنيها.
وبحسب وسائل إعلام تونسية، تورط عامري في سرقة باستخدام السلاح، في تونس، لكن الأمن التونسي لم يتمكن من إلقاء القبض عليه، ولم يتوصل بمعلومات عنه، حتى الإعلان عن تورطه في هجوم برلين.
وينحدر عامري من مدينة الوسلاتية في ولاية القيروان، جنوبي البلاد، بخلاف ما جرى الترويج له حول انتمائه إلى منطقة تيطاوين.
وقال مسؤول أمني تونسي أن أنيس عامري أوقف مرات عدة بسبب استهلاك المخدرات قبل الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.
وقالت الحكومة الألمانية، إن أجهزة الأمن تأكدت من وجود صلة بين عامري وجماعات متشددة، فيما كانت المستشارة الألمانية،أإنجيلا ميركل، قد أكدت أمس الأولى الثلاثا، أن الاعتداء إرهابي.
أكد أحد جيران المشتبه به في عملية برلين بألمانيا في تصريحات صحفية أنه لم يلاحظ على أنيس عماري انتماءه إلى تيار سلفي.
وأكد أنه كان منحرفا وتعلقت به قضية في السرقة بعد الثورة التونسية هاجر إثرها إلى ايطاليا ومن ثم إلى ألمانيا وكان يرفض العودة إلى تونس رغم محاولات والدته إقناعه بذلك. ولفت إلى أن أنيس عامري كان يسرق لشراء الكحول
ويذكر أن شرطة مكافحة الإرهاب في تونس باشرت اليوم الأربعاء استجواب عائلة أنيس العامري المشتبه به في اعتداء برلين، حسبما أفاد مسؤول امني لوكالة "فرانس برس."
كما يشار إلى أن والد أنيس عماري المشتبه به في تنفيذ عملية برلين الإرهابية قد أكد أن ابنه غادر تونس منذ حوالي 7 سنوات خلال عملية الهجرة غير الشرعية منذ انقطاعه عن الدراسة واتجه نحو إيطاليا وتورط في قضية سرقة وحرق مدرسة في إيطاليا أين قضّى عقوبة في السجن مدتها 4 سنوات.
لمطالعة النص الأصلي