فرنسا، الولايات المتحدة اﻷمريكية، المملكة العربية السعودية وأخيرا ألمانيا.. تنظيم الدولة اﻹسلامية المنتشر في سوريا والعراق نفذ العديد من الهجمات خارج "دولة الخلافة " خلال 2016.
كان هذا ملخص تقرير نشرته صحيفة " شالونج" الفرنسية حول الهجمات التي ارتكبها داعش في 2016 بجميع أنحاء العالم، والتي كان آخرها الهجوم الذي شهدته العاصمة اﻷلمانية برلين.
وقالت الصحيفة رغم أن تنظيم داعش في ورطة بالعراق وسوريا، إلا أنه استطاع تنفيذ ضربات خارج البلاد، حيث يريد أن يظهر للعالم أن لم يصبه شيء، بحسب الخبير في الصراعات اﻹستراتيجية واﻹرهاب، جيرارد شالياند، الذي قضى عدة أشهر بمدينة اربيل في كردستان العراق.
وأوضح أن تفجير برلين، الذي خلف 12 قتيلا و 48 جريحا، يعد رمزا للتراجع العسكري لداعش على المسرح العراقي والسوري.
وأشارت "شالونج" إلى أنه في ربيع 2015، تلقى التنظيم هزائمه الأولى في العراق وسوريا، لكن هجماته الإرهابية كانت في كل الاتجاهات وفي كل مكان.
فقبل يوم من الهجمات التي شهدتها باريس، في 13 نوفمبر 2015 (130 قتيلا)، شن الجهاديون تفجيرا داميا بلبنان (43 قتيلا في تفجير مزدوج ببيروت)، وقبل أسبوعين، تبنى داعش أيضا إسقاط الطائرة الروسية بشبه جزيرة سيناء، مما أسفر عن مقتل 224 شخصا. تضيف الصحيفة.
فرنسا مستهدفة بشكل خاص
وتابعت لكن في 2016، كان ضحايا التنظيم أكثر عددا: ففي جاكرتا في يناير (لقي ثمانية أشخاص حتفهم في هجوم للتنظيم بإندونيسيا، كذلك استدف داعش مسجدا شيعيا في مدينة الأحساء السعودية أواخر يناير(4 وفيات)، وفي اليمن قتل 22 شخصا في 25 مارس بتفجير انتحاري مزدوج.
وشهدت مدينة أورلاندو بالولايات المتحدة يوم 12 يونيو هجوما للتنظيم أسفر عن 50 قتيلا، وفي 3 يوليو ببغداد قتل 292 شخصا في هجوما لداعش، وفي إفريقيا نفذت "بوكو حرام"، التابعة لتنظيم الدولة اﻹسلامية، هجوما في 9 ديسمبر أسفر عن مقتل 56 شخصا.
كما كانت فرنسا مستهدفة بشكل خاص من قبل الجهاديين في 2016، مع مقتل شرطي وزوجته في ماينانفيل يوم 13 يونيو، وكذلك هجوم نيس يوم 14 يوليو الذي أسفر عن 86 قتيلا، إضافة إلى مقتل كاهن في سانت إيتان دو روفراي في 26 يوليو.
وأكدت "شالونج" أن الطريقة التي ينفذ بها داعش هجماته مختلفة، قنابل وهجمات انتحارية وعمليات إطلاق النار وشاحنات، مبينة أن هذه الاستراتيجية هي نتيجة للفكرة التي دعا إليها التنيظم لعدة سنوات.
ولفتت إلى أنه في سبتمبر 2014، قال محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم: إذا كنت تستطيع قتل كافر أمريكي أو أوروبي أو أسترالي أو كندي لإعلاء كلمة الله بأي شكل من الأشكال فافعل”.
داعش يفقد السيطرة
وأوضحت الصحيفة أن داعش فقد 12% من اﻷراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا خلال اﻷشهر الست الأولى من 2016، وفقا لمؤسسة "أي أتش أس" اﻷمريكية.
ففي العراق، استعادت القوات الحكومية مدينة الفلوجة، وبدأت في 17 أكتوبر بدعم من القوات الكردية والتحالف الدولي، هجوما كبيرا على مدينة الموصل.
أما بالنسبة لسوريا، يتعرض داعش لقصف في مدينة الرقة من قبل المتمردين وقوات التحالف وخسر دابق في أكتوبر، وهي المدينة التي وعد بأنها ستكون "مقبرة” نهائية "للصليبيين”.
لكن التنظيم استطاع في 10 ديسمبر السيطرة من جديد على مدينة تدمر الأثرية، التي فقدها لصالح النظام في 27 مارس 2016.