أعلنت الأمم المتحدة، يوم الخميس، أن عمليات إجلاء سكان حلب من أحيائها الشرقية المحاصرة من قوات النظام السوري والمجموعات الأجنبية الإرهابية، باتت في مراحلها النهائية، واصفة تلك العمليات بـ"المؤلمة" بسبب الازدحام ودرجات الحرارة المتدنية.
وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن "عمليات الإجلاء استمرت خلال اليل(الأربعاء) وطوال اليوم (الخميس)، من المناطق المحاصرة شرقي حلب (شمالي سوريا) ومن المعتقد أن عمليات الإجلاء باتت في مرحلتها النهائية".
وأضاف حق: "مغادرة المدنيين من هذه المناطق يبقى القلق الأكبر خاصة وأن عمليات الإجلاء كانت مؤلمة مع الازدحام وانتظار المستضعفين لساعات في ظل درجات حرارة دون الصفر".
وأشار أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى بقاء آلاف المدنيين في الجزء الشرقي من حلب، وأن أكثر من 34 ألف شخص غادروا شرقي المدينة، منذ 15 ديسمبر الجاري(تاريخ بدء عمليات الإجلاء).
وأردف قائلا: "منذ الليلة الماضية(الأربعاء) ومراقبو الأمم المتحدة في نقطة تفتيش الراموسة الحكومية يلاحظون مغادرة آلاف من الأشخاص في سيارات خاصة تصارع من أجل السير بسبب عاصفة ثلجية ودرجات حرارة دون الصفر".
ولفت أن بيانات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أنه اعتبارا من 21 ديسمبر الجاري، تم نقل 435 مريضا، من بينهم 95 شخصا في حالة حرجة إلى تركيا، وآخرين نقلوا إلى المستشفيات في مدينة إدلب السورية، وريف حلب الغربي.
وشدد المتحدث الأممي على أنه من الضروري السماح للمتبقين من المدنيين بالمغادرة أو البقاء بأمان حسب رغبتهم، مشيرا إلى ضرورة الوصول إلى الناس الذين هم في حاجة إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
وبدأت عملية إجلاء سكان أحياء حلب الشرقية المحاصرة، في 15 ديسمبر الجاري، إلا أنها واجهت عراقيل، تبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات بشأنها، الأمر الذي عطل العملية مراراً.
وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي، وبعد تعثر استمر 3 أيام، استؤنفت عملية الإجلاء بموجب اتفاق جديد بوساطة تركية روسية، بين المعارضة السورية والمجموعات الأجنبية الإرهابية الموالية للنظام. وصوّت مجلس الأمن، الإثنين الماضي، على قرار يقضي بإرسال مراقبين دوليين للإشراف على عمليات الإجلاء من شرقي مدينة حلب. وجاء تصويت المجلس بالإجماع على مشروع القرار التوافقي الفرنسي الروسي.