بعد إعلان جيش النظام السوري استعادة السيطرة على كامل حلب، مع خروج آخر دفعة من مسلحي المعارضة من شرقي المدينة، خرجت مسيرات موالية للنظام إلى الشوارع فرحا بـ"النصر".
كان هذا ملخص تقرير نشره موقع “راديو فرنسا الدولي" مقارنا فيه بين الأجواء في شرق وغرب المدينة، التي ظلت مقسمة بين مسلحي المعارضة والنظام لأربع سنوات.
وقال الراديو بعد إجلاء نحو 30 ألف شخص، من بينهم 8000 مقاتل، على مدار أسبوع تحت إشراف ثلاثون مراقبا للأمم المتحدة وعشرات المتطوعين من الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي، سيطرت قوات النظام على حلب.
وأشار إلى أن السيطرة على حلب جاءت بعد هجوم شنته قوات النظام لمدة 10 أيام، بدعم من روسيا وإيران، في أكبر انتصار على المعارضة منذ بداية الحرب عام 2011.
وأكد الراديو أن عودة ثاني أكبر مدن سوريا لحضن النظام في دمشق من جديد، اسُتقبل بالفرح من قبل أنصار النظام، والحزن في المناطق التي لا يزال يسيطر عليها المتمردون.
وبحسب بول خليفة، مراسل الراديو في سوريا، اندلعت مشاهد الابتهاج في المناطق الغربية من حلب، التي يسكنها 1.2 مليون نسمة، بعد الإعلان الرسمي عن توحيد المدينة.
وأوضح أن آلاف المواطنين خرجوا إلى الساحات العامة ملوحين بالأعلام السورية والروسية وأعلام حزب الله اللبناني، وكذلك صور الرئيس بشار الأسد، بينما استمرت مواكب السيارات تجوب الشوارع مع إطلاق النيران احتفالا باستعادة حلب.
فرح في الغرب وحزن في الشرق
على العكس من ذلك، في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، الذين استقبلوا اللاجئين الجدد، كانت المرارة والحزن ظاهرة على جميع الوجوه، حيث أكد زعماء المعارضة أن هزيمة حلب خسارة سياسية وإقليمية كبيرة.
"بالنسبة للثورة هي -هزيمة حلب - نقطة تراجع وتحول صعبة” يقول ياسر اليوسف من كتائب، نور الدين زنكي، وهي ضمن المجموعة المسلحة التي كانت الأكثر تأثيرا في شرق حلب.
من جهته منع الجيش السوري المواطنين من الدخول إلى شرق حلب، قبل مسح وتمشيط المنطقة، لكن بالفعل، بدأت الجرافات بإزالة الحواجز في مناطق الخط الأمامي. يقول المراسل
كما رُفع العلم السوري على المرافق العامة في شرق حلب، وسط المباني والشوارع المدمرة، حيث أصبحت المدينة التي تعد واحدة من أقدم المدن في العالم، كومة من الأنقاض. يبين الراديو
استعادة حلب" انتصار إستراتيجي للغاية بالنسبة للنظام” حيث أصبح يسيطر على كل المدن الكبيرة تقريبا، بدءا من حلب في الشمال إلى دمشق، عبر حماة وحمص، يقول ديفيد ريجولي-روز، رئيس تحرير مجلة "الشرق الإستراتيجي”.
عودة حلب للنظام هو أيضا هزيمة ثقيلة للمعارضة، التي لم تتلق دعما كافيا من قبل حلفائها بنفس الدرجة التي تلقاها جيش اﻷسد من روسيا وإيران يوضح ريجولي-روز.
في المقابل رحبت الأمم المتحدة بالانتهاء بإجلاء المحاصرين في شرق حلب، لكنها أعربت عن قلقها تجاه المناطق الأخرى التي لا تزال محاصرة في سوريا.