يكمل الأرجنتيني دييجو سيميوني اليوم عامه الخامس في قيادة فريق أتلتيكو مدريد الإسباني الذي تمكن من وضعه ضمن مصاف الكبار داخل القارة العجوز ليصبح أحد رموزه بحصده خمسة ألقاب، فضلا عن التأهل لنهائيين في دوري الأبطال الأوروبي بالإضافة إلى تحقيقه العديد من الإنجازات الأخرى. وعين أتلتيكو مدريد سيميوني للجلوس على مقعد المدير الفني في "فيسنتي كالديرون" بعقد يمتد لعام ونصف في 23 ديسمبر عام 2011، قادما من راسينج الأرجنتيني. وجاء في بيان النادي حينئذ "أتمم أتلتيكو مدريد التعاقد مع دييجو بابلو سيميوني كمدرب جديد للفريق الأول. قبل المدرب الأرجنتيني عرض النادي لموسم ونصف". وكان الأتلتلي يعاني من أزمة على مستوى النتائج قبل التعاقد مع الـ"تشولو" حيث أُقصي من بطولة كأس الملك أمام جماهيره على يد فريق من الدرجة الثانية، ألباسيتي، فضلا عن احتلاله آنذاك المركز العاشر في جدول ترتيب الليجا وبفارق 21 نقطة عن المتصدر لتتم الإطاحة فورا بالمدير الفني حينها، جريجوريو مانزانو. ومنذ اليوم الأول له مع الفريق المدريدي، يعتبر المدرب الأرجنتيني هو القائد والملهم وروح الكتيبة الحالية، حيث أنه بعيدا عن الألقاب التي حصدها، جعل من فريقه منافسا قويا لعمالقة القارة العجوز. ولم يكن أحد يتوقع أن تكون نجاحات المدرب، الذي كانت له تجربة وحيدة في أوروبا مع كاتانيا الإيطالي، أن يحقق هذا النجاح المنقطع النظير مع أتلتيكو وتحويل وجهته من فريق أقصى طموحاته أن يحتل مرتبه متوسطة في الليجا إلى منافس قوي على جميع الألقاب ليس محليا فحسب ولكن قاريا أيضا. وخلال أربعة مواسم ونصف، كانت نجاحات سيميوني تتحدث عنه حيث قاد الفريق لتحقيق خمسة ألقاب وهي: دوري أوروبا وكأس السوبر الأوروبي في 2012 ، وكأس الملك في 2013 من براثن ريال مدريد داخل معقله "سانتياجو برنابيو" ولقب الليجا في موسم (2013-14) من برشلونة، وكأس السوبر الإسباني في 2015. مهمة لم تتحقق بعد وعلى الرغم من الإنجازات التي حققها أتلتيكو مدريد تحت قيادة سيميوني، إلا أن هناك بطولة ما زالت مستعصية عليهم وهي دوري الأبطال التي فشل الفريق في رفع كأسها من قبل منذ 40 عاما بعد التعادل أمام بايرن ميونخ في المباراة الأولى، قبل أن يبسط الفريق البافاري هيمنته في لقاء الإعادة ويفوز برباعية نظيفة تناوب على إحرازها كل من جيرد مولر وأولي هونيس. ثم وجد لاعبو الأتلتي أنفسهم على بعد 90 دقيقة من المجد في موسم (2013-14) على الأراضي البرتغالية وأمام الجار اللدود ريال مدريد، وهو الشعور الذي بدأ يتنامى داخل اللاعبين بعدما تقدم الفريق برأسية مدافعه الأوروجواياني دييجو جودين. وظل الفريق محافظا على تفوقه ولم تكن تفصله سوى ثوان معدودة عن طرق أبواب المجد ورفع الكأس "ذات الأذنين" للمرة الأولى حتى استفاق الجميع على كابوس قائد الميرينجي سيرجيو راموس وهو يعادل النتيجة في الرمق الأخير من اللقاء. وفي الشوطين الإضافيين، وضح انخفاض اللياقة البدنية فضلا عن معنويات الـ"روخيبلانكوس" ليستغل الريال هذا الأمر ويسجل الهدف تلو الآخر لينهي على اللقاء في النهاية برباعية. ورغم الإحباط، إلا أن الفريق عاد بعد عامين فقط للظهور مرة أخرى في النهائي وهذه المرة في مدينة ميلانو الإيطالية ومجددا أمام الريال، الذي افتتح باب التسجيل هذه المرة عبر راموس من جديد، قبل أن يعادل البلجيكي يانيك كاراسكو الكفة ليلجأ الطرفان للركلات الترجيحية التي أدرات ظهرها لرجال سيميوني من مجددا. ولكن صاحب هذه المباراة أصداء حول رحيل سيميوني عن الفريق وباتت الشكوك تحوم حول استمرار مشروعه الرياضي، قبل أن تخرج الإدارة وتؤكد استمراره مع تخفيض مده التعاقد لعامين لينتهي في 2018 بدلا من 2020. ومنذ اليوم الأول له مع الفريق المدريدي، يعتبر المدرب الأرجنتيني (46 عاما) هو القائد والملهم وروح الكتيبة الحالية، حيث أنه بعيدا عن الألقاب التي حصدها، جعل من فريقه منافسا قويا لعمالقة القارة العجوز، حيث تمكن من إقصاء برشلونة مرتين من دور الثمانية بدوري الأبطال، فضلا عن لقب الليجا في موسم (2013-14) والذي فاز به من قلب ملعب "الكامب نو". أما ريال مدريد، فتمكن "التشولو" وفريقه من اقتناص لقب كأس الملك من بين أحضانه وعلى ملعبه في موسم (2012-13)، ليصبح بمثابة الدابة السوداء بالنسبة للملكي منذ قدوم سيميوني الذي أنهى عقدة 14 عاما دون تذوق طعم أي انتصار على القطب الأكبر في العاصمة الإسبانية. وباتت هذه المنافسة على المستويين الرياضي والاقتصادي، التي كان من الصعب تخيلها منذ خمسة أعوام، مثار إعجاب الجميع حاليا من مدربين ولاعبين ورؤساء أندية وجماهير داخل القارة العجوز. فلسفة لعب كل مباراة على حدة بدأت مسيرة سيميوني الناجحة مع الأتلتي في 7 يناير/كانون ثان عام 2012 بتعادل سلبي أمام مالاجا على ملعب "لا روساليدا" عندما بدأ تجميع شتات الفريق الذي بات على صورته الحالية وبنفس الفلسفة "كل مباراة على حدة". وبالنسبة لـ"التشولو" فالنجم هو الفريق ومن المهم تسخير الإمكانيات الفردية لكل لاعب داخل بوتقة الأداء الجماعي بالإضافة إلى القوة البدنية من أجل تفجير طاقات اللاعبين، دون إغفال العقلية التي تلعب على الفوز في كل مباراة وفي كل بطولة حتى في المباريات الودية والانتماء للفريق، وكل هذا يدار بحنكة خططية وتكتيكية من جانب سيميوني. وكان سيميوني قد أثنى على جميع اللاعبين الذين لعبوا تحت إمرته خلال هذه المسيرة، البالغ عددهم 67 لاعبا، ومن بينهم ستة عناصر منذ اليوم الأول له حتى الآن وهم: القائد جابي فرنانديز ودييجو جودين وفيليبي لويس وتياجو مينديش وخوانفران وكوكي ريسوركسيون. وقال في هذا الصدد "أشعر بالفخر للقائي بهذه المجموعة من اللاعبين الرائعين الذي يستجيبون لواجباتهم ولا يكفون عن المحاولة والنهوض عند المرور بأزمات والمثابرة على أن يكون كل منهم أفضل والمنافسة حتى الرمق الأخير".