رصدت صحيفة " هآرتس " العبرية ردود الأفعال الغاضبة التي توالت في إسرائيل بعد تبني مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الجمعة، قرارًا يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد امتناع أمريكا عن التصويت.
واتهم المسئولون الإسرائيليون إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما بالتواطؤ " بشكل مخزٍ ضد الإسرائيليين في الأمم المتحدة بخصوص التصويت على أنشطة بناء المستوطنات اليهودية غير الشرعية في الضفة الغربية."
واستعمل المسئولون الإسرائيليون لهجة حادة تنم على عمق العداء بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإدارة أوباما، في كيل الاتهام للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ووزير خارجيته جون كيري بـ " التواطؤ سرا مع الفلسطينيين وطبخ مشروع قرار متطرف ضد إسرائيل."
وأضاف المسئولون:" أوباما تخلى عن إسرائيل في الأمم المتحدة." وتابعوا:" أوباما يحاول تمرير مشروع القرار في الأمم المتحدة برغم أنه يعرف أنه لا يمثل سياسة الرئيس المقبل."
ووصف داني دانون المبعوث الإسرائيلي في الأمم المتحدة في تغريدة عل موقع التدوينات المصغرة "تويتر" القرار بأنه:" مبادرة فلسطينية تهدف إلى الإضرار بـ إسرائيل."
وقال ستينيتز، الوزير الإسرائيلي في تصريحات للقناة الثانية الإسرائيلية إن " الولايات المتحدة تخلت عن إسرائيل، حليفها الوحيد في الشرق الأوسط."
وفي المقابل، قالت سمانثا باور، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في أعقاب التصويت إن " مجلس الأمن اليوم جدد التأكيد على الموافقة الجماعية على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية."
وأوضحت باور أن باراك أوباما هو الرئيس الأمريكي الوحيد منذ العام 1967 الذي لا يمرر مجلس الأمن الدولي في عهده مشروع قرار حول المستوطنات.
وتابعت باور:" الولايات المتحدة تبعث برسالة مفادها أن أنشطة بناء المستوطنات يجب أن تتوقف لقرابة خمسة عقود."
وكان من المقرر أن يصوت المجلس الذي يضم 15 عضوا، مساء أمس الخميس، على مشروع قرار قدمته مصر، إلا أن الأخيرة سحبته تحت ضغط إسرائيلي عبر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب.
وطالب مشروع القرار الذي تقدمت به مصر أمس الأول الأربعاء إلى مجلس الأمن بوقف كافة أنشطة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، والاعتراف بأن المستوطنات القائمة " ليس لها وضعية قانونية."
ومع ذلك، فاجأت مصر الجميع بإرجاء مشروع القرار قبيل سويعات من اجتماع مجلس الأمن للتصويت عليه أمس الخميس، بعد إجراء سلسلة من الاتصالات بين تل أبيب وترامب ومصر، وهي المساعي التي توجت بمكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي المنتخب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي أقنعه الأول بسحب القرار.
وبالرغم من أن الولايات المتحدة تعارض أنشطة بناء المستوطنات في الضفة الغربية، إلا إنها استخدمت وبصورة تقليدية حق " الفيتو" بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن، لعرقلة أي مشروع قرار يدين إسرائيل، زاعمة أن النزاعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين يتوجب حلها على طاولة المفاوضات.
لمطالعة النص الأصلي