تطور الفكر الداعشي في الإرهاب الوحشي

مصطفى أبوزيد

منذ أن ظهرت الدولة الاسلامية، أو ما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي في الشام والعراق، وهي دائمًا تعمل على تطوير وتنوع أفكارها في الأعمال الإرهابية التي تودي بأرواح العشرات يوميًا، بل المئات في سوريا والعراق؛ حيث بدأت دمويتها مع أول ظهورها..

تماما كما حدث من قبل عندما اجتاح المغول أرض الخلافة العباسية وما حولها من البلاد العربية والإسلامية كانوا يبدعون في كيفية بثّ الرعب والخوف في قلوب البشر ليكونوا ضعافا مترددين وخائفين ليفروا أمامهم قبل المواجهة لمجرد سماعهم أن المغول على مقربة منهم أو أنهم وصلوا إلى بلد مجاور لهم فكان العباد في هذا الوقت يستسلمون ويفرون قبل المواجهة الحقيقية بينهم، حيث إن المغول كانوا يعتمدون على أساليب في وقتها كانت من أحدث التقنيات المستخدمة في فنون الحرب، حيث كانوا يصنعون أقنعة مرعبة من رؤوس الحيوانات المفترسة أو يضيفون على خوذاتهم قرونا طويلة ضخمة حتى يشعر الذي يواجههم أنهم ليسوا بشرا وأنهم  مخلوقات غريبة مفترسة لأنهم كانوا يأتون على الأخضر واليابس ويجعلون البلاد الذين مروا عليها شديدة الدمار والخراب وتتحول إلى أطلال ولولا وقفة مصر آنذاك وصدها لهذا المد المغولي الوحشي وهزيمته بل ومطاردتهم لكان للعالم شأن آخر اليوم..

 

أما اليوم فتنظيم داعش الإرهابي يستخدم نفس المنهجية في التفكير والفكر الذي يبثه في نفوس العالم أجمع وهو نشر الفزع والرعب منهم لتجعل باقي الدول تهتز في مواجهتهم وتتراجع عن اتخاذ أي إجراءات حقيقية بشأنهم وبالطبع مع اختلاف الأدوات والتكنولوجيا الحديثة التي تتوفر لدى داعش اليوم، والتي تمكنها من فعل الكثير، وهذا ما شاهده العالم أجمع عندما قامت باستخدام تقنيات التصوير الإعلامي عندما قامت بإعدام الطيار الأردني بالحرق حيًا، وبعد ذلك استخدمت طريقة ذبح من يقومون بأسره من الأجانب بقطع الرؤوس وتصوير ذلك وبثّه للعالم، ليجعلوا الناس  تجزع من وحشيتهم وقسوتهم..

وها هو الآن طورت من فكرها الإرهابي باستخدام الاطفال كأجساد مفخخة يتم استخدامها في التفجيرات في سوريا كما طالع الملايين الفيديو الذي تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتحدث وبجواره طفلتان وهو يدعى أنهم أبناؤه وأنه سيقوم بتقديمهم للشهادة لعدم وجود الرجال على حد قوله لأنهم هربوا أو لأنه لم يتبق إلا القليل ليقاتلوا وبالفعل أخذهم ليتم تفجيرهم في أقسام الشرطة في سوريا، وتلك هي أبشع الجرائم الإرهابية والإنسانية أن يتم تفجير أطفال ليس لهم حول ولا قوة ولا يفهمون ما هم مُقْدِمون عليه..

 

إن المجتمع الدولي هو بالأساس شريك في كل الجرائم التي تحدث كل يوم وكل ساعة من قِبل هذا التنظيم الوحشي الذى لا يمتّ بصلة للإسلامِ من قريب ولا من بعيد، لأنهم من صنعوا هذا المسخ وقام بتدريبهم وأمدوهم بالسلاح والعتاد والأموال حتى استفحل خطرهم على العالم أجمع، كما فعلوا من قبل مع تنظيم القاعدة..

إن أساس الخطر الحقيقي هو في تفكير الدول الكبرى التي تريد تغيير خريطة الشرق الأوسط دون الأخذ في الاعتبار أنّ هذا التغيير سينتج عنه العديد من الكوارث والدمار والخراب وتشريد الملايين المهم هو مصالحهم وبسط نفوذهم والتحكم في ثروات منطقة الشرق الاوسط، وإذا لم يكن هذا حقيقيا لكانوا قد اتخذوا موقفًا تجاه تلك التنظيمات وهى قادرة على إبادتهم، ولكن يريدون لدول الشرق الأوسط أن يتم إنهاكها معنويًا وسياسيًا واقتصاديًا؛ لأنه بالطبع ستسعى لهم وطلب يد العون للمساعدة في بناء بلادهم مرة اخرى وبالتالي زيادة القروض والديون، وبالتالي التدخل في الشئون الداخلية أكثر وأكثر إلى أن يتم فرض الوصاية وإدارتها بحجة الحفاظ على أموالها المقروضة ونشر الديمقراطية وتأهيل الشعوب..

 

فإلى متى ستظل الدول العربية محاصرة بالفكر الداعشي، ومن ورائهم الدول الكبرى التى تنتظر حتى يمكنها إعادة ترتيب الخريطة، وفقًا لرؤيتها واستراتيجيتها ومصالحها؟؟

مقالات متعلقة