من فيتو 2011 لامتناع  2016 .. لماذا غدر أوباما بإسرائيل؟

الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

"لم تكتف بعدم الدفاع عن إسرائيل وحسب، بل تعاونت ضدها خلف الكواليس" بهذا وجه مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سياطه تجاه إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما بعد امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يقضي بوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة الفلسطينية.

 

ويدعو القرار الذي وافق عليه مجلس الأمس الأمس إسرائيل إلى وقف فوري وتام لكل أنشطة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، معتبرا هذه المستوطنات غير شرعية في نظر القانون الدولي سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أو لا.

 

لم تكن علاقة إدارة أوباما مع إسرائيل متوترة منذ البداية ففي فترة ولاية أوباما الأولى تحديدا في عام 2011 استخدمت أمريكا (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدين المستوطنات الإسرائيلية.

 

تراكمات

 

ولكن بعد فترة طويلة من مطالبات أمريكية ودعوات وإصرار وتلميح بأن الاستيطان يقوض آمال التوصل إلى اتفاق سلام على أساس حل إقامة دولتين هما إسرائيل وفلسطين، قررت إدارة أوباما أن توجه صفعة لإسرائيل بالسماح بتمرير قرار وقف الاستيطان رغم مطالبة إسرائيل لها باستخدام حق الفيتو.

 

الحكاية بدأت حينما وزعت مصر 21 ديسمبر مشروع قرار يدعو لإدانة ووقف بناء إسرائيل المستوطنات في الضفة الغربية على أعضاء مجلس الأمن الـ15 مساء يوم الأربعاء، على أن يصوت عليه الخميس.

 

وفي يوم الخميس أجلت مصر التصويت على القرار بدعوى إتاحة مزيد من الوقت للتشاور حوله وللتأكد من عدم استخدام أمريكا حق النقض "الفيتو" وفقما أعلنت الخارجية، بينما كشفت "صحيفة هارتس" أن مصر تعرضت لضغوط من إسرائيل ومكتب الرئيس الأمريكي المنتخب دونلاد ترامب.

 

في يوم الجمعة أعلنت 4 دول أنها ستتبنى مشروع القرار الذي سحبته مصر وهم السنغال وماليزيا ونيوزيلندا وفنزويلا، وفي المساء وافق مجلس الأمن على القرار بعد تصويت 14 دولة لصالح القرار فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت دون أن تستخدم حق الفيتو ضد المشروع وهو ما كان السبب في تمريره.

 

صفعة

 

و اعتبرت الرئاسة الفلسطينية الجمعة أن قرار مجلس الأمن صفعة كبيرة للسياسة الإسرائيلية.

 

و أعلنت إسرائيل تحديها للقرار وأنها لن تلتزم به ووجهت سهامها نحو إدارة الرئيس باراك أوباما.

 

 

تحيز وتأييد  

عاطف الغمري المتخصص في الشؤون الأمريكية قال إن استخدام  واشنطن حق الفيتو في مجلس الأمن كانت مسألة تحدث بشكل تلقائي حتى أصبحت قاعدة دون أي كان من هو الرئيس الأمريكي.

 

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن خلال فترة حكم أوباما كان هناك نوع من التحيز الكامل لجانب إسرائيل لدرجة التحيز المطلق، رغم أنه بدأ عهده بتأييده  وقف الاستيطان وحل الدولتين ثم تراجع بعد ذلك.

 

تنظيف الصفحة السوداء  

وتابع:" في نهاية عهد كل رئيس أمريكي يحاول وضع صفحة تسطر تاريخه كأحد الرؤساء العظام ولكن موقف أوباما سيؤخذ تاريخيا ضده، لأنه أثبت أنه غير حازم وغير صادق فأراد في آخر أيامه تنظيف صفحته السوداء بعد 8 سنوات من الانحياز لإسرائيل".

 

ولفت المتخصص في الشؤون الأمريكية إلى أن أوباما يعلم أن الإدارة الجديدة المنتخبة  بقيادة ترامب لها رؤية مغايرة للشرق الأوسط مناقضة لسياسته الخارجية، فأراد أن يكون هناك نوع واضح من المقارنات التاريخية، فكل رئيس أمريكي يحاول أن يخرج من البيض الأبيض بصفحة بيضاء.

 

تجنب

 

بينما رأى السفير أحمد فتحي أبو الخير مساعد وزير الخارجية السابق أن إدارة أوباما تعلم أنها في فترة انتقالية حتى يتسلم دونلاد ترامب السلطة في يناير فلم ترد أن تتخذ قرارا يسجل ضدها بالسلب أو الإيجاب فامتنعت عن التصويت سواء بالقبول أو الرفض.

 

وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية" ان إدارة أوباما أرادت أن يتحمل فريق دونلاد ترامب هذا الملف رغم أن قرار مجلس الأمن لا يقبل الطعن عليه، ولكن في مسألة تنفيذه أو صد أي مشروع قرار آخر.

 

اتهامات وهمية  

وذكر أن علاقة أوباما بإسرائيل كانت جيدة طوال فترة حكمه، وأن اتهامات إسرائيل له لا يجب أن تؤخذ على محمل الجد.

 

ولا يستبعد مساعد وزير الخارجية السابق أن يكون مكتب أوباما أجرى مباحثات مع ترامب حول القرار قبل الامتناع عن التصويت.

 

"يوم صعب وقاسي على إسرائيل، التي لم تعش مثل هذه الأجواء السياسية المريرة منذ عقود طويلة،" هكذا عبرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عما حدث في مجلس الأمن واصفة القرار بأنه دراماتيكي ضد إسرائيل ومستوطناتها.

 

بينما ذكرت مجلة بوليتيكو الأمريكية  أنالقرار الأمريكي بالامتناع عن التصويت يراه العديد من المراقبين بمثابة رصاصة الوداع من أوباما لنتنياهو"

 

فيما اعتبرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت لمشروع القرار الجديد الذي يدين أنشطة بناء المستوطنات اليهودية، ما هو سوى تحدٍ من جانب إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما للضغوط التي مارستها عليه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

 

 

مقالات متعلقة