دائما ما يتزامن وجود الرئيس في أي فعالية لافتتاح أحد المشروعات مع إطلاقه لإحدى المبادرات، فعقب مبادرته "صبح على مصر بجنيه " والتي أطلقها لدعم صندوق "تحيا مصر" ، مرورًا بالتبرع بـ"الفكة" لدعم المشروعات القومية، حتى "مد إيدك وحط حاجة".
تحيا مصر
فى بداية ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسى أعلن عن مبادرة صندوق تحيا مصر لدعم اقتصاد البلاد والتغلب على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، ودعم العدالة الاجتماعية، فُرض على حساباته نوعًا من السرية.
صبح على مصر بجنيه
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بمؤتمر تدشين مبادرة " رؤية مصر 2030 " إنه "لو 10 مليون مصري ممن يمتلكون موبيلات صبح على مصر بجنيه واحد هنجمع في اليوم 10 مليون وفي السنة مليارات.. لدعم مصر".
الفكة
طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مسؤولي البنوك المصرية بإيجاد آلية تتيح الاستفادة من "الفكّة" -وهي الوحدات النقدية الأقل من الجنيه- كإحدى طرق دعم الاقتصاد.
ثلاجة المياه وعشر سنوات عجاف
أثار خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الوطني الأول للشباب جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال االسيسي، تعليقا على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر مؤخرا، إن "ثلاجته" كانت خالية تماما إلا من المياه لمدة عشر سنوات دون أن يتذمر أو يشتك.
مد إيدك وحط حاجة
وخلال افتتاحه المرحلة الرابعة من تطوير المجمع الطبى للقوات المسلحة بكوبرى القبة، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الجهات المعنية بدراسة إنشاء كيان مؤسسى لتوفير المعدات الطبية والأدوية لجميع المستشفيات الحكومية والجامعية والتابعة للقطاع الخاص.
وسأل الرئيس، «اللواء أركان حرب هارون أبوسحلى، مدير المجمع الطبى»: «هل بناخد فلوس على انتظار السيارات فى تلك الساحات؟»، ورد «أبوسحلى»: «نعم يا فندم»، فعلق الرئيس، قائلاً: «مهم جداً إننا ندور على مصدر دخل للمشاريع اللى بنفتتحها، عشان أحافظ على الخدمة اللى بتتقدم للناس، لازم أفكر أجيب الفلوس إزاى، وعشان نعمل إحلال وتجديد لازم فلوس، مش هنقول الـ٣ أو ٤ جنيه انتظار السيارة عبء على المواطن، لأ دى ظروف الدولة صعبة، لازم كل واحد فينا يمد إيده يحط حاجة».
ووصف خبراء الاقتصاد مبادارات السيسي بأنها شخصية ليس لها أي فائدة على المواطن كما يتوقع الرئيس، وربما تعود على مصر بالعديد من الآثار السلبية.
وائل النحاس الخبير الاقتصادى قال إن هذه المبادرات على الرغم ان لها إيجابيات في سد جزء بسيط من احتياجات المواطن ، ولكنها في نفس الوقت فهى تسيء لسمعة مصر بالخارج وينظر لنا العالم على ان رئيس مصر يتسول الأموال من الشعب.
وأضاف: "نحن لسنا في حاجة لمبادرات لأن هذا يسيء لمصر وكل ما يتم تحصيله من الممكن أن يبنى عشر عمارات للعشوائيات أو المتضررين ولكن المردود السلبي اكبر من ذلك ، والحكومة للأسف تساهم فى نشر الفساد بهذه القرارات السلبية التى تعود بالضرر على المواطن".
أوضح ان الحل في الكسور التي نتركها جميعا دون الاستفادة منها وعلى سبيل المثال العشرة صاغ التي نتركها لمحصل الكهرباء والتي توفر 2 مليار جنيه والتي نتركها عن طيب خاطر لان هذه العملة حاليا ليست موجوده فنضطر ان تتركها للمحصل فمن الممكن ان يتم تجميع هذه الكسور والاستفاده منها فى خزينة الدولة ونجبر الكسور ان تستفيد منها الدولة بدل ان تدخل في جيب الصراف لانه في نهاية اليوم يكون قد جمع مبالغ تدخل جيبه الشخصى ولا احد يستفيد منها.
أضاف اننا نشكر الناس على هذه المساهمات لكن المواطن يشعر بتذمر لغلاء الأسعار ويجب ان تقدم الدولة امام ذلك توفير تسهيلات ، فعلى سبيل المثال تخفيض في فاتورة الكهرباء خلال العام بنسبة 1 % مثل تنتهج شركات الاتصالات وأساليب التحفيز التي يقبل عليها المواطن من دقائق وخلافه .
وتابع: نحن كمواطنين محتاجين المساهمة من الدولة ولو بالقليل مثل ما تريد الدولة منا المساهمة أيضا.
وأشار إلى أن المواطنة لا يجب ان تكون من المواطن فقط ، ولكن ان تكون من الدولة والحكومة أيضا
وبما اننا نساهم ونقوم بتجميع اموالنا كواجب وطنى نحو الدولة فيجب علي الحكومةأيضا ان تقدم حلول واسهامات كنوع من أنواع الدعم الخدمى للمواطن.
وأوضح أن أهالينا في الصعيد محتاجين لدعم فى كل مناحى الحياة ويجب أن يستفيدوا من هذا الدعم وأن تكون الفائدة بالتراضى بين الطرفين.
وأنهى حديثه قائلا إن الشعب لا يريد من يحنو عليه .. ولكن في حاجة إلى من يمسح دمعته، ومشكلة مصر أن الأنظمة تحاسب ولكن بعد ما رحل كمثال الرئيس السابق محمد حسنى مبارك يذوق من مرارة ما قام به على مدار 30 وان كل ما يفعله النظام في شعبه سيعود عليه بالسلب او بالإيجاب.
الدكتور صلاح الدين فهمى أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر قال إن هذه المبادرات التي يعلن عنها سيادة رئيس الجمهورية بداية من صندوق تحيا مصر نهاية بمد إيدك وحط أي حاجة، موجودة من زمان بهدف المساعدة ولكنها ليست الأساس على الإطلاق وما هي إلى " نواة تسند الزير" ولا تساهم بشكل كبير في انتعاش الاقتصاد المصري.
وأوضح أن المشروعات العملاقة التي سترفع من شأن الاقتصاد المصرى تحتاج لمليارات وبخصوص المبادرات السابقة فقد استجاب لها كل من هو تابع للدولة على سبيل المثال في الجامعات فيتم خصم فلوس من الأساتذة مقابل الحصول على الموافقة لإعارة أو ما شابه ذلك ولن تساهم هذه المبادرات فى تحسين المواطن المصرى ولا أحد يتبرع من الشعب وخصوصا الطبقات التى تحتاج أساسا لدعم والمبالغ الكبيرة التي دخلت في صندوق تحيا مصر أو غيره جاءت من خلال الشركات والمؤسسات والجامعات والهيئات الحكومية فقط لا غير لانه بتفرض على العاملين فيها كنوع من الاجبار للتبرع ولكنها ما هي إلا " نواية تسند الزير " فقط لا غير .
مدحت نافع الخبير الاقتصادي إن هذه المبادرات التي طرحها الرئيس شيء شخصي منه وليس بصفته كرئيس للجمهورية.
وأوضح أن هذه الاقتراحات التي طرحها الرئيس لن تحل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها الدولة، موكدا على سلبية احتلال التبرعات حيذ كبير من حجم الاقتصاد المصري، حيث إنها لن تصلح كأداة لدفع النمو الاقتصادي للدولة.