تمكن الغواصون المشاركون في عمليات البحث في مكان تحطم طائرة "تو-154" بالبحر الأسود، من العثور على هيكل الطائرة في قاع البحر.
وكانت الطائرة التابعة لوزارة الدفاع الروسية وعلى متنها 92 شخصا، قد تحطمت بعد مرور دقائق على إقلاعها من مطار مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود، وهي في الطريق إلى اللاذقية السورية.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن حطام القسم الرئيسي لهيكل الطائرة تم العثور عليه على بعد 1.7 كلم عن الساحل وعلى عمق 27 مترا.
وذكرت مصادر قريبة من التحقيق أن هيكل الطائرة تضرر بقدر كبير، وتجري حاليا التحضيرات لرفع قطعة من الحطام طولها 5 أمتار. وحسب المصدر تم العثور على جثث لبعض الركاب ارتدوا ستر نجاة، ما يدل على أن طاقم الطائرة كان على علم بحدوث وضع طارئ على متنها.
وكان وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف قد أعلن أن التحقيق في كارثة الطائرة "تو-154" يركز على فرضيتي عطل فني وخطأ الطاقم.
وقال سوكولوف الذي يترأس اللجنة المعنية بالتحقيق في الكارثة،: "اليوم لا تشمل الفرضيات الأساسية للتحقيق، احتمال وقوع عمل إرهابي. ولذلك ننطلق من أن أسباب الكارثة تعود إما إلى عطل فني أو إلى خطأ الطاقم".
وجاءت تصريحات سوكولوف أثناء اجتماع للجنة التحقيق، بعد يوم من تحطم الطائرة، فجر الأحد ، في مياه البحر الأسود. وسبق لوزارة الدفاع الروسية أن أكدت مصرع جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة، وهم أفراد الطاقم الـ8 و8 عسكريين و64 فردا من فرقة موسيقية تابعة للجيش الروسي، والناشطة الحقوقية المعروفة يليزافيتا غلينكا و9 صحفيين ومسؤولان حكوميان.
وجاء العثور على هيكل الطائرة بعد توسيع منطقة عمليات البحث قبالة سواحل سوتشي، حيث تحطمت الطائرة.
وأوضح مصدر في الوزارة أنه تم تعزيز المجموعة التي تتولى البحث عن جثامين القتلى وحطام الطائرة وصندوقيها الأسودين. وتجاوز عدد أفراد المجموعة 3500 شخص، بالإضافة إلى 200 آلية خاصة.
بدورها ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن 45 سفينة وزورقا و5 مروحيات وطائرات بدون طيار تُستخدم في سياق عمليات البحث. وتواصل الوزارة إرسال سفن إضافية إلى المنطقة.
كما تستمر عمليات فحص قاع البحر، إذ تضم فرق البحث 135 غواصا و7 أجهزة مخصصة للعمل في أعماق البحر. كما نقلت طائرة "إيل-75" تابعة لوزارة الدفاع إلى سوتشي جهازين مأهولين مخصصين للعمل في أعمال البحر، قادرين على القيام بمهمات تقنية صعبة في القاع.
بدء إجراءات التعرف على جثث ضحايا الكارثة
بدأ خبراء وزارة الدفاع الروسية أخذ عينات الحمض النووي من أقارب الضحايا لإجراء تحليل DNA.
وكانت أول طائرة تحمل على متنها جثث لضحايا كارثة "تو-154" قد وصلت موسكو صباح الاثنين.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن طائرة "إيل-76" للنقل الجوي حملت 10 جثث إضافة إلى عشرات الأشلاء لضحايا الكارثة، مؤكدة أن عمليات التعرف والفحص الجيني ستجري في موسكو.
وقد عثر رجال الإنقاذ في اليوم الأول لعمليات البحث على 11 جثة و154 قطعة من الطائرة المنكوبة، ولم تتوقف عمليات البحث خلال الليل.
بدوره توقع محافظ مقاطعة كراسنودار التي تتبعها مدينة سوتشي، أن تكون معظم جثث الضحايا داخل هيكل الطائرة في قاع البحر. واعتبر أن الجثث التي تم العثور عليها حتى الآن، تعود لركاب كانوا جالسين في المقاعد بقسم من الطائرة انشق عن الجزء الأكبر من الهيكل.