تثير اختيارات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لفريقه الكثير من التساؤلات خاصة فيما يتعلق بتسوية الصراع الفلسطيني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
اختيارات ترامب تعكس الرؤية الأُحادية المتحيزة لنظرة الإدراة الأمريكية للقضية الفلسطينية، خاصة بعد اختيار اليهودي الأمريكي ديفيد فريدمان ليشغل منصب السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل وهو المعروف عنه تأييده المطلق لإسرائيل ولبناء المستوطنات، ومن المقرر تسلم ترامب الحكم رسميا في 20 يناير المقبل.
تزامن مع هذه الاختيارات سحب مصر لمشروع قرار في مجلس الأمن لإدانة بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة بعد اتصال هاتفي جمع بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي والمنتخب دونالد وترامب، حيث اتفق الطرفان على تسوية شاملة لملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهى تفاهمات صاحبها الكثير من علامات الاستفهام.
ينسف التفاؤل
الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، رأى أن اختيارات الرئيس الأمريكي المنتخب لأعضاء فريقه الرئاسي تنسف أي مزاعم عن احتمالية أن يكون هناك تسوية بين الجانبين خلال ولايته.
وبحسب تصريحات فهمي لـ"مصر العربية"، فإن السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان اختير لمهمة واحدة وهى نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وأضاف أن فريدمان جاء لمهمة محددة ولم يكن اختياره عشوائيا، فهو رجل له رؤية ومهمة محددة، لا يخفي تبعاتها على القضية بأكملها وعلى المنطقة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية على ضرورة أن يراجع المتفائلون بفوز ترامب بالرئاسةالأمريكية مواقفهم، وألا يكرروا نفس الخطأ عندما فرحوا بخطاب أوباما في جامعة القاهرة الذي بدأه بتحيةالإسلام."السلام عليكم".
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي مازال يتحسس خطاه، ولم يبدر منه ما يشير إلى إمكانية حل هذا الصراع قائلا: "ترامب لم يعين مبعوثا مهمته إنهاء الصراع، كما أنه لم يدعو إلى مرجعيات وأُطر جديدة لحل القضية؛ وبناءً عليه فأي انطباع بالتفاؤل في الوقت الحالي ليس له محل من الإعراب".
مراهقة سياسية
في السياق ذاته، قال الدكتور عبد المنعم المشاط، الخبير في الشؤون والعلاقات الدولية، إن السياسة الأمريكية تجاه الوطن العربي عموما لا تختلف في مجملها من رئيس ديمقراطي وآخر جمهوري فعمودها الأساسي هو مدى تحقيق المصالح الأمريكية دون تهديد أو ضغوط.
وأضاف المشاط في تصريح لـ"مصر العربية"، "اعتقادي الشخصي أن سياسة ترامب وإدارته تجاه القضية الفلسطينية، لن تختلف كثيرًا عن نظرة إدارة أوباما، لكنها لن تكون أحسن حالا منها".
وأشار إلى أن اختيارات ترامب خاصة المحامي ديفيد فريدمان ليشغل منصب السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل كفيل أن يضرب بالتفاؤل عرض الحائط.
ولفت المشاط إلى أن مشكلة الحكومات العربية، أنها تريد من أي رئيس أمريكي جديد أن يقوم على خدمة مصالحها ويحل مشاكلها متناسين أنه ليس مسؤلا أمامهم بل مسؤول أمام شعب انتخبه وسوف يحاسبه.
واختتم حديثه مطالبا الحكومات العربية ألا تغض الطرف عن حقيقة ظاهرة وراسخة هى أن العلاقات الأمريكية الإسرئيلية وثيقة وتتمتع بتحالف مشترك وضمان أمريكي لأمن ومصالح إسرائيل، وخلاف ذلك يعد مراهقة سياسية.
لن يقدم جديد
بدوره قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التكهن في الوقت الحالي بسياسة الرئيس القادم دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط أمر في غير محله، مؤكدا أن في السياسة الخارجية ليس هناك شىء مستبعد.
وأضاف هريدي لـ "مصر العربية"، أن الثابت منذ القدم أن العلاقات الأمريكية الإسرئيلة قوية وراسخة، وكافة الرؤساء الأمريكان سواء جمهوريين أو ديمقراطيين تعهدوا بحفظ أمن إسرائيل وتفوقها العسكري في الشرق اﻷوسط.
وحول التفاؤل المصري بفوز ترامب على كلينتون في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، رأى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن فوز ترامب لن يضيف جديدا، وأنه على المتفائلين الانتظار لحين دخول ترامب البيت الأبيض، ثم انتظار ما يقدمه للقضية الفلسطينية.