تحت عنوان "نتنياهو يجر إسرائيل للهاوية" هاجمت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الثلاثاء 27 ديسمبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، واعتبرت أنه يزيد من عزلة إسرائيل، ويخرب علاقاتها مع الدول التي هي في أمس الحاجة إليها.
جاءت الافتتاحية تعليقا على اتخاذ نتنياهو قرارات عقابية ضد عدد من الدول صوتت لصالح مشروع قرار مناهض للاستيطان الإسرائيلي الجمعة الماضية.
إلى نص المقال..
كلما ازدات حدة الهزيمة السياسية التي منيت بها إسرائيل يوم الجمعة في مجلس الأمن الدولي، كلما اتضح سبب إصرار بنيامين نتنياهو على التمسك بحقيبة الخارجية. فرئيس الحكومة معني بألا يزعجه أحد في مهمة تخريب العلاقات الدبلوماسية مع تلك الدول- وبعضها صديق لإسرائيل-التي “تجرأت” على التصويت لصالح مشروع القرار. يتضح أن دفن وزارة الخارجية، والتخلي عن الدبلوماسية هو جزء من عملية واسعة وخطيرة للانفصال عن القانون الدولي والتوقف عن اللعب وفقا للقواعد.
في جلسة المجلس الوزراي المصغر أمس قال نتنياهو للوزراء :”قللوا من سفركم خلال الفترة المقبلة للدول التي صوتت ضدنا. تحلوا بضبط النفس". لم يتحل نفسه بضبط النفس لدى عقابه العالم على أخطائه. وفي سياق العقاب، يرسل نتنياهو المقرب منه، سفير إسرائيل في الولايات المتحدة رون ديرمر، إلى استوديوهات التلفزيون للتلميح أن بيده دلائل على أن إدارة أوباما تقف من خلف دفع القرار بمجلس الأمن. “سنقدم الدلائل أمام الإدارة الأمريكية الجديدة"، هدد ديرمر هناك، مضيفًا "وإذا ما أرادوا مشاركة هذه المعلومات مع الشعب الأمريكي فإنهم مدعوون للقيام بذلك".
حملة دمار عالمية. وجه نتنياهو وزارة الخارجية لتقليص بشكل كامل تقريبًا علاقات العمل الدبلوماسية مع 12 دولة صوتت لصالح القرار. في إطار "العقوبات"، سيتم تقليص سفريات الوزراء لتلك الدول إلى الحد الأدنى، ولن يتم استقبال وزراء خارجيتها لدى رئيس الحكومة ووزير الخارجية. نتنياهو بالفعل كان قد رفض لقاء رئيسة وزراء بريطانيا ورئيس الوزراء الصيني.
يتخلى نتنياهو عن قنوات الحديث مع دول تحتاجها إسرائيل- الآن ومستقبلا. في سياق جنون الارتياب السياسي المعروف لديه، فإنه يخشى من خطوات جديدة يمكن اتخاذها في الأسابيع المقبلة، عشية رحيل أوباما. ويشعر بالقلق تحديدا من المؤتمر الذي يفترض أن ينعقد في باريس بتاريخ 15 يناير، والتي يتوقع أن تتبنى خلاله-وفقا لمسئول رفيع المستوى في القدس- الولايات المتحدة وفرنسا خطوة دولية أخرى، كجزء من مبادرة السلام الفرنسية.
تحدث هذه الكارثة، بينما لا يوجد وزير خارجية متفرغ، يؤكد أمامه على الضرر الفادح الذي تسبب به. عندما يكون واقفا إلى يساره وزير دفاع يسمي مؤتمر السلام في باريس "محاكمة دريفوس جديدة ضد كل الشعب الإسرائيل"، ويدعو يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل، بينما على يمينه يقف وزير تعليم يترجاه للإسراع في ضم أراضي المنطقة c. (وهي المناطق التي تحتلها إسرائيل ، وتشكل 61% من المساحة الكلية للضفة الغربية).
الخبر من المصدر..