صعدت إسرائيل من الحرب الشرسة المشتعلة بالفعلة بينها وبين إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، زاعمة أنها تمتلك "دليلاً دامغًا" على ضلوع أوباما في مصادقة مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الأخيرة الذين يدين أنشطة الاستيطان اليهودية في الأراضي المحتلة، ومهددة في الوقت ذاته بتقديم ما يثبت ذلك إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وتجيء تلك المزاعم بعد يوم من قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستدعاء دان شابيرو، السفير الأمريكي لدى الكيان الصهيوني للاستفسار منه عن أسباب امتناع واشنطن عن استخدام حق النقض "الفيتو" لعرقلة مشروع القرار المناهض لبناء المستوطنات خلال الجلسة التي عُقدت في مجلس الأمن الجمعة الماضية. وفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية.
وذكرت الصحيفة أنَّ المزاعم الإسرائيلية جاءت في ثنايا التصريحات التي أدلى بها حلفاء مقربون من نتنياهو لوسائل الإعلام الأمريكية في أعقاب نفي إدارة أوباما التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي وجه فيها الاتهامات لـ واشنطن في هذا الخصوص.
ونقلت الصحيفة التصريحات التي أدلى بها ديفيد كيز الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية والتي قال فيها إن مصادر عربية، من بين أخرى، قد أخطرت إسرائيل بالتورُّط المزعوم لـ باراك أوباما في تمرير مشروع القرار المناهض للمستوطنات الإسرائيلية، في الأمم المتحدة.
وأضاف كيز: "لدينا معلومات قوية من مصادر عربية وعالمية تؤكد أن تمرير القرار الأممي كان خطوة متعمدة من جانب الولايات المتحدة، وأن الأمريكيين هم من ساعدوا في ظهور القرار في المقام الأول."
رون ديرمر، السفير الإسرائيلي المثير للجدل لدى واشنطن أكَّد من جانبه أن بلاده جمعت أدلة ستقدمها للإدارة الأمريكية الجديدة. وواصل ديرمر في تصريحاته لشبكة "سي إن إن" الأمريكية:" سنقدم هذه الأدلة إلى الإدارة الجديدة عبر القنوات المناسبة. وإذا ما كانوا يرغبون في مشاركة هذه المعلومات مع الشعب الأمريكي، فإن بلاده ترحب بذلك."
كان دبلوماسي إسرائيلي قد اتهم الولايات المتحدة بالتخلي عن الدولة اليهودية عبر رفضها عرقلة مشروع قرار التصويت ضد بناء المستوطنات الإسرائيلي، من خلال استخدامها حق النقض "الفيتو."
وفي أعقاب التصويت على القرار، اتهم بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية "إدارة أوباما بالتواطؤ مع الأمم المتحدة،" مؤكدًا تطلع إسرائيل إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وأصدقائها في الكونجرس، لـ " تفادي الآثار الضارة لهذا القرار العبثي."
و"غرد" ترامب قبل ذلك بيوم واحد، بعد تصويت مجلس الأمن على القرار 2334 مباشرة فكتب: "فيما يخص الأمم المتحدة، فإنّ الأمور ستتغير بعد الـ 20 من يناير المقبل ".
وصوت لصالح القرار الذي تقدمت به كل من فنزويلا والسنغال ونيوزيلندا وماليزيا إلى مجلس الأمن للتصويت عليه الجمعة الماضية، 14 دولة فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت دون أن تستخدم حق الفيتو، على المشروع.
يذكر أنّ واشنطن استخدمت في العام 2011، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدين المستوطنات الإسرائيلية بعد أن رفض الفلسطينيون تسوية عرضتها واشنطن
وكان من المقرر أن يصوت المجلس الذي يضم 15 عضوًا، الخميس الماضي على مشروع قرار قدمته مصر، إلا أن الأخيرة سحبته تحت ضغط إسرائيلي عبر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب
ومع ذلك، فاجأت القاهرة الجميع بإرجاء مشروع القرار قبيل سويعات من اجتماع مجلس الأمن للتصويت عليه ، بعد إجراء سلسلة من الاتصالات بين تل أبيب وترامب ومصر، وهي المساعي التي توجت بمكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي المنتخب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي أقنعه الأول بسحب القرار.
لمطالعة النص الأصلي